صفحة الكاتب : د . اكرم جلال

عليٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مِرآةُ الوَعيُ الجَمالِي وَمَنارٌ نَحو مَراتب القُرب الإلهي
د . اكرم جلال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يُشكّل الوَعيُ الجمالي أحد أهمّ المَباحث الفكريّة والفلسفيّة التي كانت موضع اهتمام العديد من الفلاسفة والباحثين على مَرّ العُصور، حَيث نَجِدها حاضرة في متونٍ بَحثيّة متنوّعة، وأهمّها مَبحث الأكسيولوجيا (القِيَمِ) والذي يُمثّل، بالإضافة إلى المَعرفة والوجود، رافداً أساسياً في تشكيل عُمقِ وشموليّة الفكر الفلسفي، ولعلّ أعظم القيم التي شغلت فكر عليّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فجسَّدَها فكراً ومنهجًا وسلوكًا، هي القيم التي تربطه بالله تعالى، والتي وصفها بأبهى صورها بقوله (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): " إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اَللَّهَ رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ اَلتُّجَّارِ وإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اَللَّهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ اَلْعَبِيدِ وإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اَللَّهَ شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ اَلْأَحْرَارِ."1.

لقد كانَ الإمام عليّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) في فكره وسلوكه مدرسة وأنموذجًا يُحتذى به في تجسيد حالة التمازج بين عناصرَ الجمال والخير والحق الصادر عن الله تعالى، فكان بحق مرآة الله تعالى، ولا شكّ أن تلك المدرسة تشكّل الركائز الأساسيّة لمبحث القِيَم، فعنصر جمال الخالق وحده يمثّل رافداً أساسياً مِن رَوافد الوعي الفكري؛ والإنسان بطبيعته الخَلقيّة كائنٌ يَحمل مُيولاً فطرية تَشُدّهُ نحو الجمال الذي هو خلاصة حالة التناغم والإنسجام والتكامل بينَ عُنصري الصورة والجوهر، بين الشّكل والمَضمون، وهذا ما يقود إلى حالةٍ مِنَ التّداخل بينَ الكثير من الأنساق الفكريّة لتُنتجَ أبعاداً معرفيّة مُتنوعة تُمثّل أساسيات يَوميّة في حياة الإنسان، فكان عليّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أجمل من وصَفَ الجمال في خَلق الله تعالى بقوله: "... فَلَمَّا أَلْقَتِ اَلسَّحَابُ بَرْكَ بِوَانَيْهَا وبَعَاعَ مَا اِسْتَقَلَّتْ بِهِ مِنَ اَلْعِبْءِ اَلْمَحْمُولِ عَلَيْهَا أَخْرَجَ بِهِ مِنْ هَوَامِدِ اَلْأَرْضِ اَلنَّبَاتَ ومِنْ زُعْرِ اَلْجِبَالِ اَلْأَعْشَابَ فَهِيَ تَبْهَجُ بِزِينَةِ رِيَاضِهَا وتَزْدَهِي بِمَا أُلْبِسَتْهُ مِنْ رَيْطِ أَزَاهِيرِهَا وحِلْيَةِ مَا سُمِطَتْ بِهِ مِنْ نَاضِرِ أَنْوَارِهَا وجَعَلَ ذَلِكَ بَلاَغاً لِلْأَنَامِ ورِزْقاً لِلْأَنْعَامِ وخَرَقَ اَلْفِجَاجَ فِي آفَاقِهَا وأَقَامَ اَلْمَنَارَ لِلسَّالِكِينَ عَلَى جَوَادِّ طُرُقِهَا..."2.

إنّ فلسفةَ الجمال لها شأنها وخصوصيّتها، فهيَ ليست كمنطق العلم والتفكير العقلي في تعاطيها مع الأشياء، وليس للفعل البَصَري الذي يؤدّيه العقل دور جوهري في تحديد الخبرة الجمالية، إنّما هوَ ذلك الشُعور المُمْتِع النّاتج عَن تفعيل المُحددات التي تُؤثر في صياغة الوَعي الجمالي من خلال إشغال المساحة الواقعة بين الذهن والخيال، تلك المساحة التي تتحرّكُ فيها الحواس الجسديّة لتربط مَلَكة الخيال بِمَلَكَةِ العَقل والتي تعنى بمبادئ الجمال، وهذا الوَعيُ وإنْ كانَ للحسّ الفطريّ أثر في تنشأته، إلّا أنه ومن أجل أن تكتمل معاييره ومحدداته، لا بدّ من تربية سلوكيّة واجتماعية خاصة، إنّه وَعيٌ يَتَجاوز حُدود الماديّة الصامتة، إنّها اللّمسات الأخيرة لفرشاة رَسّام تُخرج اللّوحة الفَنيّة مِن عالَم الطبيعة الصامت إلى عالم الروح والجوهر، إنّهُ الإنعتاق من قيود الشكل المُتَحجّر إلى فَضاءِ المَضمون المُتَحرّر، إنّها عملية إلغاء التناقضات والوصول إلى وحدة الإنسجام والتّكامل بين الظاهر والباطن، فالجمال له صورتان، الأولى ظاهريّة، وهو يشار إليه بحسن الظاهر، والأخرى باطنيّة، وهو حُسن الوعي، وقد وَرَدَ عن الإمام الحسن العسكريّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قوله: وقَالَ حُسْنُ اَلصُّورَةِ جَمَالٌ ظَاهِرٌ وَحُسْنُ اَلْعَقْلِ جَمَالٌ بَاطِنٌ."3.

وأمّا أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) فيجمع الجمال الظاهر والباطن بكمال العقل، فيقول: "حُسْنُ اَلْعَقْلِ جَمَالُ اَلْبَوَاطِنِ واَلظَّوَاهِرِ."4.

وكان (سلام الله تعالى عليه) يذمّ ذو الظاهر الجميل والباطن العليل، فيقول: "مَا أَقْبَحَ بِالْإِنْسَانِ بَاطِناً عَلِيلاً وظَاهِراً جَمِيلاً."5.

إنَّ الأنماط والمعايير الجمالية هي في حقيقتها معايير إنسانيّة، فَهيَ تَتَفاوت مِن شَخصِ إلى آخر وتشترك في صياغتها المُحرّكات الإنسانيّة وأقصد بها العقل والشعور والإرادة لتساهم جميعاً في بلورة رؤية جمالية، قَد تَتَدرّج لتبلغ مراتب فتصل مرتبة الكمال. ولأن المعايير الجمالية وإنْ كانت تدور بين الشعور الحسّي والميدان العقلي، إلّا أنّها عند مستوى مُعيّن تَضَع المُتأمِّل في آفاق الّامحدوديّة، فتكون بذلك قد أنْهَكَت العقل، وأصابَتْهُ بالضّياع، وأشْعَرَتْهُ بالحيرة والعجز في إدراك التفسير الحقيقي، فالمِعيار العلميّ قَد يكون لوحده قاصراً في التعامل مع الذاتية وامتلاك الخبرة الحسيّة المطلوبة لتشخيص الحقائق القابعة خلف ظواهر الأشياء والتي من خلالها تُدرك جَواهر الأشياء وجماليّاتها، لكنّ عليّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، أمير المؤمنين، ووصيّ رسول ربّ العالمين، لَم يَجِد أولئك الذين نالوا مقامات الجمال بنظره، فقد روي عنه أنّه قال: " شِيعَتُنَا كَالْأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُهَا حَسَنٌ ظَاهِرُهَا وبَاطِنُهَا."6.

وإنطلاقاً من رؤيته المثاليّة إنشغل الفيلسوف أفلاطون ولفترة طويلة من حياته بمفهوم الجمال، وكانَ خُلاصة ما تَوَصّلَ إليه هو ما أشار إليه في الحوار فيدروس حيث قدّم رؤيته في الفن وفلسفتة للجمال بطريقة تعكس السحر والتجلّي، ففي جُملة ما قال: "وأي حب يفوق الخيال لا تثيره فينا الحكمة إن بدت لنا في صورة واضحة للبصر. وكذلك أيضا بالنسبة لسائر الحقائق الأخرى المحبوبة ولكن لا ! فالجمال وحده هو الذي أوتي هذا القسط من الوضوح عند الرؤية ولذلك كان أحب الأشياء. أما من لم يرتد الأسرار بدرجة كافية أو ترك نفسه للفساد فإنه لا يسرع في الارتفاع إلى العالم العلوي حيث يوجد الجمال المطلق".

وهذا هوَ عينُ ما أراد إمامُ المتّقين وَمَولى المُوحدين وَخير الخلائق بعد رسول الله أجمعين عليّ أمير المؤمنين، أرادَ أنْ يَدلّنا على الحقيقة بطرق متعددة، ولعلّ الجَمال كانت أحد أدواته في عملية إظهار الحقيقة المُتَخَفّيَة على البعض، حيث تَظهر بَعض أجزائها في لَوحةٍ فَنيّة مُعبّرة تَشدّ النّاظر وَتَقُوده نَحو الحقيقة المطلقة؛ فالحقيقة التي تَجلّت جَمالاً بِنَظَرِ عليّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) هي الكمال الفكري والوعي المفاهيمي، يقول (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): " لاَ جَمَالَ أَزْيَنُ مِنَ اَلْعَقْلِ. "7.

فالإمام بِقَولِهِ هذا إنّما يريد لنا أنْ نتعلّم كيفَ نُدرك الأشياء بذواتها، وهذه الذوات لا تَظهَر إلّا مِن خِلال استنطاقٍ لمكنوناتها الجماليّة؛ فحينما يكون العقلُ هو أجمل نعمة أنعمها الباري على الإنسان، عندها فقط سنُدرك أنّ اللّهث خَلفَ كلّ ما هو جَميل إنّما هو من أجل أنْ يَتَحرّر الإنسان من قيود الجّهل، وليخرج من ظلام القُبح إلى نُور الوعي والبصيرة، لكي يرى جمال الأشياء ويرى معها الحقيقة.

والجمال القُرآني حقيقة قَد بَلَغَت مَرتبة الإعجاز، حيث كانَ للتّناسق والإنسجام في اللّغة والمَعنى والسياق والغَرَض، وعُمق المفاهيم واتّساع مساحة التفسير والتأويل، والتكامل الجمالي بين ظاهر القرآن وباطنه، كلّها معاييرٌ جمالية إنفرَدَ بها القرآن الكريم وحده فكان معجزة خالد، وفي جمال وعظمة القرآن يقول الإمام عليّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): "... واعْلَمُوا أَنَّ هَذَا اَلْقُرْآنَ هُوَ اَلنَّاصِحُ اَلَّذِي لاَ يَغُشُّ واَلْهَادِي اَلَّذِي لاَ يُضِلُّ واَلْمُحَدِّثُ اَلَّذِي لاَ يَكْذِبُ ومَا جَالَسَ هَذَا اَلْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلاَّ قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى واِعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ اَلْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ ولاَ لِأَحَدٍ قَبْلَ اَلْقُرْآنِ مِنْ غِنًى فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ واِسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لَأْوَائِكُمْ فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ اَلدَّاءِ وهُوَ اَلْكُفْرُ واَلنِّفَاقُ واَلْغَيُّ واَلضَّلاَلُ فَاسْأَلُوا اَللَّهَ بِهِ وتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ ولاَ تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ إِنَّهُ مَا تَوَجَّهَ اَلْعِبَادُ إِلَى اَللَّهِ بِمِثْلِهِ واِعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وقَائِلٌ مُصَدَّقٌ وأَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ اَلْقُرْآنُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ شُفِّعَ فِيهِ ومَنْ مَحَلَ بِهِ اَلْقُرْآنُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ صُدِّقَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ كُلَّ حَارِثٍ مُبْتَلًى فِي حَرْثِهِ وعَاقِبَةِ عَمَلِهِ غَيْرَ حَرَثَةِ اَلْقُرْآنِ فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وأَتْبَاعِهِ واِسْتَدِلُّوهُ عَلَى رَبِّكُمْ واِسْتَنْصِحُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ واِتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ واِسْتَغِشُّوا فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ وسَاقَ اَلْخُطْبَةَ إِلَى قَوْلِهِ وإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هَذَا اَلْقُرْآنِ فَإِنَّهُ حَبْلُ اَللَّهِ اَلْمَتِينُ وسَبَبُهُ اَلْأَمِينُ وفِيهِ رَبِيعُ اَلْقَلْبِ ويَنَابِيعُ اَلْعِلْمِ ومَا لِلْقَلْبِ جَلاَءٌ غَيْرُهُ مَعَ أَنَّهُ قَدْ ذَهَبَ اَلْمُتَذَكِّرُونَ وبَقِيَ اَلنَّاسُونَ واَلْمُتَنَاسُونَ.."8.

وللجمال بُعدٌ آخر وحقيقة أعمق قد وضّحتها العديد من آيات القرآن الكريم حيث يخاطب اللهُ تعالى من خلالها الإنسانَ ويدعوه إلى السّير والنّظر والتّدبر والتّفكر في خلق الله، قال تعالى تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191]، خطابٌ يَستهدف الرُوحَ والفِكرَ مَعاً مِنْ أجل التّفكر في جمالِ صُنع الله، وأنّ هذا التذوق لجمال صنعه هو في ذاته إرتقاءٌ وَوَعيٌ وتكاملٌ جماليّ، قال الله تعالى: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88].

لقد جاء في الحديث القدسي: (.. فَخَلَقْتُ الخَلْقَ لِكَيْ أُعْرَف)؛ ولأنّ الإحاطة الكاملة بالكمال المُطلق هي من المستحيلات، ولا يحيط به أحد ولا يُدرك كُنه ذاته أحد، فلا يبلغ الذات الإلهيّة إلا هو بذاته، إنّما يُستدلّ عليه جل جلاله بأسمائه وصفاته، فهو واجب الوجود لذاته، وهو الوجود المُطلق الكامل والجامع لمُنتَهى الصّفات الكماليّة، والذي مِن كَماله المُطلق تَتَجَلّى صفاته وَتَنعكس أسماؤه في أشرف مخلوقاته، كُلٌ حَسَب دَرَجَته وَمَرتَبَته؛ وكلُّ جَميل في الوجود حينما يشير إلى المُعطي ويدلّ عليه فهو إنّما صورة وانعكاس لجماله المُطلق، وأنَّ فيوضات مُطلق الجمال لا تأتي إلّا بالجميل فهي من صنعه ومن آثاره، وأنّ النبي وآل بيته الأطهار صلوات الله عليه وعليهم أجمعين هم أعظم تجليات اسم الله الأعظم، وأنّهم مَظهرٌ لأسمائه الحسنى. ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل أنّه قال في آخره: "... هَكَذَا سَبِيلُ اَلاِثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ وُلْدِهِ يَفْعَلُونَ فِي وِلاَدَتِهِمْ مِثْلَهُ. فَمَا ذَا تُحَدِّثُونَ ومَا ذَا عَلَيْكُمْ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ اَلشَّكِّ واَلشِّرْكِ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَفْضَلُ اَلنَّبِيِّينَ، ووَصِيِّي عَلِيٌّ أَفْضَلُ اَلْوَصِيِّينَ، وأَنَّ أَبِي آدَمُ تَمَامُ اِسْمِي واِسْمِ أَخِي عَلِيٍّ واِبْنَتِي فَاطِمَةَ واِبْنَيَّ اَلْحَسَنِ واَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) مَكْتُوبَةٌ عَلَى سُرَادِقِ اَلْعَرْشِ بِالنُّورِ، مُنْذُ قَالَ آدَمُ : «إِلَهِي هَلْ خَلَقْتَ خَلْقاً قَبْلِي هُوَ أَكْرَمُ عَلَيْكَ مِنِّي» قَالَ يَا آدَمُ : «لَوْ لاَ هَذِهِ اَلْأَسْمَاءُ مَا خَلَقْتُ سَمَاءً مَبْنِيَّةً ولاَ أَرْضاً مَدْحِيَّةً ولاَ مَلَكاً مُقَرَّباً ولاَ نَبِيّاً مُرْسَلاً ولاَ خَلَقْتُكَ يَا آدَمُ » فَقَالَ: إِلَهِي وسَيِّدِي بِحَقِّهِمْ إِلاَّ غَفَرْتَ لِي خَطِيئَتِي. فَكُنَّا نَحْنُ اَلْكَلِمَاتِ اَلَّتِي تَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ، فَغَفَرَ لَهُ وقَالَ: أَبْشِرْ يَا آدَمُ فَإِنَّ هَذِهِ اَلْأَسْمَاءَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ووُلْدِكَ فَحَمِدَ اَللَّهَ واِفْتَخَرَ عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ بِنَا فَإِذَا كَانَ هَذَا مِنْ فَضْلِنَا عِنْدَ اَللَّهِ وفَضْلِ اَللَّهِ عَلَيْنَا ولاَ يُعْطِي إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى وعِيسَى شَيْئاً مِنَ اَلْفَضْلِ إِلاَّ ويُعْطِيهِ بِنَا فَمَا ذَا يَضُرُّ بِنَا ويَحْزُنُكُمْ قَوْلُ أَهْلِ اَلْإِفْكِ واَلْمُسْرِفِينَ. فَقَامَ سَلْمَانُ ومَنْ كَانَ مَعَهُ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وهُمْ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ نَحْنُ اَلْفَائِزُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَنْتُمُ اَلْفَائِزُونَ، واَللَّهِ لَكُمْ خُلِقَتِ اَلْجَنَّةُ، ولِأَعْدَائِنَا وأَعْدَائِكُمْ خُلِقَتِ اَلنَّارُ. " 9.

إنّ عباد الله المُخلصين إنّما هُمْ في سَيرٍ نُوراني وَطَيٍّ لمراتب تكامليّة من أجل بلوغ مقام القرب من الجمال المطلق، وهذا السير يتطلّب الوقوف عند تجلّياته وآياته الجميلة، وكلّما ارتفع مرتبة كلّما أبصَرَ الأسماء والصّفات الإلهية بعين العشق أكثر، فيراها وقد انعكست وتجلّت في كل جميل، فيرتشف أكثر من عذب تلك التجلّيات.

إنَّ مُطلَقَ الكمال هو دائمُ الفيض على الوجود بأكمله من جماله وكماله، وكلٌّ يَملأ وعاءه، لذلك فالإختلاف بين الأشياء إنّما هو بسبب سِعَة الوعاء، فالفيض واحد والمصدر الرحمن، وبمقتضى نظريّة الفيض - أنّ الشيء إذا اكتمل أفاض- فإنك حينما تَقِفُ عند شيءٍ جميل قد تجسّدت فيه صفات الجمال والكمال فإنك إنّما تَقَف عند وَمضَة ورشحة من ذلك الجمال المُطلَق، وهذا الشيئ كذلك حينما يمتلئ سيفيض جمالاً، ولا غرابة أن تقف عنده لتملأ وعائك وتُكمِلَ به سَيرَك نَحو مَصدر الفيض والجمال.

رّوّى الشيخ الصدوق في الأمالي قال حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ النصر [اَلنَّضْرِ] بْنِ سِمْعَانَ اَلتَّمِيمِيُّ اَلْخَرَقَانِيُّ رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْمَكِّيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ اَلْمَدَائِنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ اَلزُّبَيْرِ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً فِي مَجْلِسٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ فَتَذَاكَرْنَا أَعْمَالَ أَهْلِ بَدْرٍ وبَيْعَةَ اَلرِّضْوَانِ فَقَالَ أَبُو اَلدَّرْدَاءِ يَا قَوْمُ أَ لاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَقَلِّ اَلْقَوْمِ مَالاً - وأَكْثَرِهِمْ وَرَعاً وأَشَدِّهِمْ اِجْتِهَاداً فِي اَلْعِبَادَةِ قَالُوا مَنْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ فَوَ اَللَّهِ إِنْ كَانَ فِي جَمَاعَةِ أَهْلِ اَلْمَجْلِسِ إِلاَّ مُعْرِضٌ عَنْهُ بِوَجْهِهِ ثُمَّ اِنْتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ اَلْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ يَا عُوَيْمِرُ لَقَدْ تَكَلَّمْتَ بِكَلِمَةٍ مَا وَافَقَكَ عَلَيْهَا أَحَدٌ مُنْذُ أَتَيْتَ بِهَا فَقَالَ أَبُو اَلدَّرْدَاءِ يَا قَوْمُ إِنِّي قَائِلٌ مَا رَأَيْتُ ولْيَقُلْ كُلُّ قَوْمٍ مِنْكُمْ مَا رَأَوْا شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِشُوَيْحِطَاتِ اَلنَّجَّارِ وقَدِ اِعْتَزَلَ عَنْ مَوَالِيهِ واِخْتَفَى مِمَّنْ يَلِيهِ واِسْتَتَرَ بِمُغِيلاَتِ اَلنَّخْلِ فَافْتَقَدْتُهُ وبَعُدَ عَلَيَّ مَكَانُهُ فَقُلْتُ لَحِقَ بِمَنْزِلِهِ فَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ حَزِينٍ ونَغْمَةٍ شَجِيٍّ وهُوَ يَقُولُ إِلَهِي كَمْ مِنْ مُوبِقَةٍ حَمَلْتَ عَنِّي فَقَابَلْتَهَا بِنِعْمَتِكَ وكَمْ مِنْ جَرِيرَةٍ تَكَرَّمْتَ عَنْ كَشْفِهَا بِكَرَمِكَ إِلَهِي إِنْ طَالَ فِي عِصْيَانِكَ عُمُرِي وعَظُمَ فِي اَلصُّحُفِ ذَنْبِي فَمَا أَنَا مُؤَمِّلٌ غَيْرَ غُفْرَانِكَ ولاَ أَنَا بِرَاجٍ غَيْرَ رِضْوَانِكَ فَشَغَلَنِيَ اَلصَّوْتُ واِقْتَفَيْتُ اَلْأَثَرَ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِعَيْنِهِ فَاسْتَتَرْتُ لَهُ فَأَخْمَلْتُ اَلْحَرَكَةَ فَرَكَعَ رَكَعَاتٍ فِي جَوْفِ اَللَّيْلِ اَلْغَابِرِ ثُمَّ فَزِعَ إِلَى اَلدُّعَاءِ واَلْبُكَاءِ واَلْبَثِّ واَلشَّكْوَى فَكَانَ مِمَّا بِهِ اَللَّهَ نَاجَى أَنْ قَالَ إِلَهِي أُفَكِّرُ فِي عَفْوِكَ فَتَهُونُ عَلَيَّ خَطِيئَتِي ثُمَّ أَذْكُرُ اَلْعَظِيمَ مِنْ أَخْذِكَ فَتَعْظُمُ عَلَيَّ بَلِيَّتِي ثُمَّ قَالَ آهِ إِنْ أَنَا قَرَأْتُ فِي اَلصُّحُفِ سَيِّئَةً أَنَا نَاسِيهَا وأَنْتَ مُحْصِيهَا فَتَقُولُ خُذُوهُ فَيَا لَهُ مِنْ مَأْخُوذٍ لاَ تُنْجِيهِ عَشِيرَتُهُ ولاَ تَنْفَعُهُ قَبِيلَتُهُ يَرْحَمُهُ اَلْمَلَأُ إِذَا أُذِّنَ فِيهِ بِالنِّدَاءِ ثُمَّ قَالَ آهِ مِنْ نَارٍ تُنْضِجُ اَلْأَكْبَادَ واَلْكُلَى آهِ مِنْ نَارٍ نَزَّاعَةٍ لِلشَّوَى - آهِ مِنْ غَمْرَةٍ مِنْ مُلْهَبَاتِ لَظَى قَالَ ثُمَّ اِنْغَمَرَ فِي اَلْبُكَاءِ فَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ حِسّاً ولاَ حَرَكَةً فَقُلْتُ غَلَبَ عَلَيْهِ اَلنَّوْمُ لِطُولِ اَلسَّهَرِ أُوقِظُهُ لِصَلاَةِ اَلْفَجْرِ قَالَ أَبُو اَلدَّرْدَاءِ فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ كَالْخَشَبَةِ اَلْمُلْقَاةِ فَحَرَّكْتُهُ فَلَمْ يَتَحَرَّكْ وزَوَيْتُهُ فَلَمْ يَنْزَوِ فَقُلْتُ (إِنّٰا لِلّٰهِ وإِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ) مَاتَ واَللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَهُ مُبَادِراً أَنْعَاهُ إِلَيْهِمْ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ يَا أَبَا اَلدَّرْدَاءِ مَا كَانَ مِنْ شَأْنِهِ ومِنْ قِصَّتِهِ فَأَخْبَرْتُهَا اَلْخَبَرَ فَقَالَتْ هِيَ واَللَّهِ يَا أَبَا اَلدَّرْدَاءِ اَلْغَشْيَةُ اَلَّتِي تَأْخُذُهُ مِنْ خَشْيَةِ اَللَّهِ ثُمَّ أَتَوْهُ بِمَاءٍ فَنَضَحُوهُ عَلَى وَجْهِهِ فَأَفَاقَ ونَظَرَ إِلَيَّ وأَنَا أَبْكِي فَقَالَ مِمَّا بُكَاؤُكَ يَا أَبَا اَلدَّرْدَاءِ فَقُلْتُ مِمَّا أَرَاهُ تُنْزِلُهُ بِنَفْسِكَ فَقَالَ يَا أَبَا اَلدَّرْدَاءِ ولَوْ رَأَيْتَنِي ودُعِيَ بِي إِلَى اَلْحِسَابِ وأَيْقَنَ أَهْلُ اَلْجَرَائِمِ بِالْعَذَابِ واِحْتَوَشَتْنِي مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ وزَبَانِيَةٌ فِظَاظٌ فَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيِ اَلْمَلِكِ اَلْجَبَّارِ قَدْ أَسْلَمَنِي اَلْأَحِبَّاءُ ورَحِمَنِي أَهْلُ اَلدُّنْيَا لَكُنْتَ أَشَدَّ رَحْمَةً لِي بَيْنَ يَدَيْ مَنْ لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فَقَالَ أَبُو اَلدَّرْدَاءِ فَوَ اَللَّهِ مَا رَأَيْتُ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ." 10.

 

 

المراجع

1. تحف العقول، الحسن بن علي بن شعبة الحراني، ج1، ص246. ونهج البلاغة، ج1، ص510. ونزهة الناظر، الشيخ الحسين بن محمد بن نصر الحلواني، ج1، ص99. وغرر الحکم، عبد الواحد التميمي الآمدي، ج1، ص239. وعیون الحکم، الشيخ كافي الدين ابي الحسن علي بن محمد الليثي الواسطي، ج1، ص158. وكشف الغمة، بهاء الدين الأربلي، ج2، ص75. ووسائل الشیعة، الشيخ الحرّ العاملي، ج1، ص63. وبحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج41، ص14.

2. نهج البلاغة، ج1، ص131. وبحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج74، ص324.

3. نزهة الناظر، الشيخ الحسين بن محمد بن نصر الحلواني، ج1، ص145. والدرة الباهرة، الشهيد الاول جمال الدين المكي العاملي، ج1، ص46. وأعلام الدین، الشيخ الحسن بن أبو الحسن الديلمي، ج1، ص313. وبحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج1، ص95.

4. غرر الحکم، عبد الواحد التميمي الآمدي، ج1، ص343. وعیون الحکم، الليثي الواسطي، ج1 ص228.

5. غرر الحکم، عبد الواحد التميمي الآمدي، ج1، ص696. وعیون الحکم، الليثي الواسطي، ج1، ص479.

6. غرر الحکم، عبد الواحد التميمي الآمدي، ج1، ص415. وعیون الحکم، الليثي الواسطي، ج1، ص298.

7. کنز الفوائد، الشيخ أبوالفتح محمد بن علي الكراجكي الطرابلسي، ج1، ص200. وغرر الحکم، عبد الواحد التميمي الآمدي، ج1، ص775. وعیون الحکم، الليثي الواسطي، ج1، ص534. ونوادر الأخبار، المولى محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني، ج1، ص8. وبحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج1، ص84.

8. بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج89، ص23.

9. الهداية الكبرى، ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺣﻤﺪﺍﻥ ﺍﻟﺨﺼﻴﺒﻲ، ج1، ص98.

10. الأمالي، الشيخ الصدوق، ج1، ص77. وروضة الواعظین، الشيخ محمد بن فتال النيشابوري، ج1، ص111. ومجموعة ورّام، أبي الحسين ورام بن ابي فراس بن حمدان المالكي الاشتري، ج2، ص156. وبحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج41، ص11.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . اكرم جلال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/01/13


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • الإمامةُ أصلٌ مِن أُصول الدين  (المقالات)

    • فاطِمَة (عَلَيْهَا السَّلاَمُ) هِيَ البرزخُ بينَ النبوّة والإمامة  (المقالات)

    • فاطِمَة الزَّهْراء(عَلَيْهَا السَّلاَمُ) يَومَ المَحشر يُعرفَ قَدرها  (المقالات)

    • "حُسَيْنٌّ مِنِّي وَ أَنَا مِنْ حُسَيْنِ" .. الأخلاقُ الحُسينيّة في ميادين الصراع (الجزء الأول)  (المقالات)

    • الإمامُ الحُسينُ (عَلَيْهِ السَّلامُ) وَالفَناءُ المُطلق في ذاتِ اللهِ تَعَالى  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : عليٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مِرآةُ الوَعيُ الجَمالِي وَمَنارٌ نَحو مَراتب القُرب الإلهي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net