قراءة في خطبة الجمعة 20 محرم 201م لسماحة السيد أحمد الصافي دام عزه
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يرى العلماء ان معنى الشعيرة يرتبط بفعلها الجمعي وبأتصالها الغيبي الذي يسميه القرآن الكريم النسك ، والنسك يربط الموضوع بعالم الغيب ، ويربط الشعيرة بالتقوى ، شعائر الحسين عليه السلام حث عليها أئمة اهل البيت عليهم السلام ، أعتمد خطاب الجمعة لسماحة السيد الصافي على عدد من الرؤى الفاعلة لأحتواء فلسفة عاشوراء
****
الرؤية الأولى
واقعة عاشوراء واقعة جديرة بالتأمل على مدار السنة والتذكير به كونه يوم فيه جرى حدث تأريخي غير تاريخ أمة وأحياء الشعائر قضية ترسخ الهوية الايمانية
، وقد أعدت هذه المواكب وأحياء الذكرى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي أخبرعن كربلاء ومقتل الحسين يوم ولادته ، وأقتداء بما حث عليه أهل البيت عليهم السلام ، يقول الامام الباقر عليه السلام أني الم اذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني لذلك عبرة ، الشعيرة تنقل فكرية الحسين عليه السلام الى الاحساس بالحسين عليه السلام
**
( الرؤية الثانية )
في البحث عن حقيقة الزيارة يرى اغلب العلماء ان زيارة الحسين عليه السلام ، ليست مجرد المثول امام قبر الحسين عليه السلام الدخول الى قدسية المكانة المحفوفة بالملائكة ، أي مثوله في حضرة القدس المأهولة بالملائكة ، يقول الامام الصادق عليه السلام وكل الله بالحسين سبعون الف ملكا ، يصلون عليهم منذ يوم قتل الى ما شاء الله ، وهذا معيار لوعي الانسان ، شخصها سماحة السيد بمنطق الوعي والقوة ، قوة الايمان ،قوة التسليم التي تجعل من واقعة عاشورائية تربية ،وهذه التربية تنمي الاحاسيس حتى قال أحد المفكرين ان هناك من يزور قبر الحسين عليه السلام وبين من يزور الحسين ، لهذا نقف متأملين لتشخيص سماحة السيد الصافي بما يسميه الاحتياج نحن نحتاج الى فهم واقع الطف لتظهر لنا معدن الايمان في واقعة الطف تصلح ان تكون جهة اختبارية للإنسان المؤمن وشخص لنا سماحة السيد الواقعة بالمستمرة الى أن يرث الله الارض من عليها ، هناك سؤال يستحضرني من كتب التحليل هل من الممكن ان نعذر انسانا انه احتاروالتبس عليه الامر ، يقول الامام الصادق عليه السلام وتشخيصه لحالات الالتباس ( ان امرنا أبين من الشمس) الله سبحانه تعالى ، أغلق ابواب العذر ، واذا وجد تلبيس على الانسان المؤمن ان يعرض الحق ، والا علينا ان نفهم ان أذى الحسين ليس لأنه رخيص عند الله ، بل منحه زيادة من الرفعة والمنزلة ، ليكشف لنا قضية قوة الايمان
***
( الرؤية الثالثة )
تمتلك واقعية الطف تأثيرا قويا على النفوس والعقول والقلوب وتفرض نفسها على البصيرة ، الى اليوم الاجيال تتفاعل مع الواقعة في الولاء والبراءة ، بل هي مرآة للولاء والبراءة ، ففي زيارة الحسين عليه السلام ، نجد التسليم / الشهادة / الموقف ، ولا ولاية دون البراءة ، لعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به ،
يوجهنا سماحة السيد الصافي الى التأمل في سورة التوبة ( براءة من الله )
أ) رفع منها ( بسم الله الرحمن الرحيم )
ب) لابد هؤلاء جاءوا بما ينافي الرحمة
ت) ان التشخيص القرآني المبارك يدلينا الى ان الله سبحانه رحمته سبقت غضبه ، فلنتأمل الى أي مهزلة كان تصرف هؤلاء الناس موجعا لتحل عليهم اللعنة والغضب
***
( الرؤية الرابعة )
/ الحزن السماوي /
ان البكاء يعكس الارتباط باهل البيت عليهم السلام ، والدموع تروي القلب وتزيل الظمأ ، قال الامام الصادق عليه السلام كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين عليه السلام ، وجاء في كثير من المصادر المعتبرة ، عن بكاء السماء حمرتها ، السماء احمرت يوم مقتل الحسين عليه السلام والسماء مطرت دما ، ويوجهنا سماحة السيد الصافي الى قضية مهمة وهي الزيارة ( زيارة الحسين)المشحونة بعبارات قوية تبين ان الله تعالى والملائكة والسماوات كلها حزنت على سيد الشهداء ،وقضية الامام الحسين عليه السلام عبارة عن منهج واضح جدا ، كل امام من الائمة عليهم السلام أفرد مجموعة من الاحاديث التي يتحدث بها عن الامام الحسين عليه السلام ، ويحث على الزيارة ويبحث عن البكاء وتعقد المجالس ويتحدث الامام الرضا ، وثمة تشخيص مهم جدا لابد ان نتأمل فيه سماحة السيد الصافي، ان الارتباط الحسين عليه السلام له جنبة مرتبطة بالارض وجنبة مرتبطة بالسماء ،
الاعتداء على الحسين تم على عنوانه في الجهتين ،أي بمعنى ان للحسين منصب أرضي ومنصب سماوي ، الامام منصب سماوي ، السماء تبكي لأن هذه الحصة السماوية ، وبهذا الدعاء يحث فينا السجاد عليه السلام لأننا نقف امام حالة روحانية تشدنا الى واقع الدين ، والتشخيص الاهم ان سيد الشهداء أصبح عنوانا مهما من عناوين المقاومة ضد الطواغيت ، فلا نجد طاغوت ظالم يحب سيد الشهداء ، فالذي اقتلع سدرة كانت قرب قبرالحسين يستظل بها الزائرون جاء ثلاثمائة سنة بعد مقتله والذي كسر حباب الباب الماء كي يعطش الزائرون ماءا هو جاء الى الحياة بعد الواقعة بقرون ، ويختم سماحة السيد الصافي موضوعه بدعاء من ادعية السجاد عليه السلام ( فاسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة اوليائكم )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat