صفحة الكاتب : صلاح بصيص

محنة الكتابة في زمن العمالة
صلاح بصيص

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ماذا تكتب، تكتب على الحكومة، تكن مدفوعا من اجندات خارجية ودول مجاورة واقليمية، تكتب للحكومة تكن بوقا وواعظا للسلاطين تقبض بالدولار الاخضر، تدافع عن شخصية تجد فيها بعض الامل تكن لا صحفيا ولا ضمير لديك تكتب لتكسب ما يخطه مداد قلمك، تسكت وتمنع اصابعك امتطاء ظهر القلم، وتكتفي بالتفرج والمشاهدة عن بعد، يقال عنك جبانا متخاذلا، حيرة ما بعدها حيرة... هناك عدم ثقة بين الكاتب والمتلقي، وبين الكتاب فيما بينهم، حتى اصبح الحكم  مسبقا بعد قراءة عنوان المقال او اسم الكاتب دون مشقة القراءة والتبحر فيما قيل، ولان الاحكام واقعة لا محالة تكن عند البعض، حتى ممن لا يعرفك ولم يرك، جاهزة ومعلبة، فمنهم من التصقت به صفة بيع قلمه بابخس الاثمان، دون دليل طبعا، واخرون يوصفون بانهم جماعة الحكومة وغيرهم جماعة فلان وعلان...
الانصاف يقر بهكذا نوع من الموصوفين، حتى على مستوى التعامل مع القضايا السياسية الخارجية كميناء مبارك، والوضع القائم في سوريا، لكن لا يثبت هذا الانصاف العمومية بالتأكيد، كتاب كبار كتبوا حول ميناء مبارك، ولانها الكويت الدولة التي تجاهر في عداءها للعراق شعبا وارضا وحكومة اصبح حتى الذي يجامل بلطف وتورية متفق على انه قابض ثمن ما كتب، او مستفد من الكويت بحيث يحتاج الى اثبات موقفه المدافع، وليس ذلك مطلقا، فقد يكون هناك من التبس عليه الامر فخالف المشهور، وهم القلة القليلة وقد جوبهوا بحملات تطهير واسعة وانتقاد لاذع.
كذلك من الانصاف ان نتدبر قليلا فيما نكتب ونقرأ، فقد وصل الحال ان يجتهد القارئ المغرض، وما اكثرهم، ان يبحث في النحو والاملاء الى درجة نقده لعبارة (اضافة الى ذلك) فيقول يفترض بالكاتب ان يقول (فضلا عن ذلك)  او ان يضعف من قيمة المقال ورأيه وما بينهما لان الكاتب استخدم كلمة (ساهم) بدل (اسهم) فهل قيمة المقال في ما يفهم، ام فيما يراعى من اخطاء سيبويه؟...كل ذلك هو من باب: وما حب الديار شغفن قلبي... ولكن حب من سكن الديارا، وهذه الاخطاء يحولها الناقد الى عبوة ناسفة تنسف المقال وصاحبه، فالغاية الاخيرة هي الفائدة اما الاولى فهي الصاق التهمة واهم تلك التهم التي رافقت الديمقراطية هي العمالة وقد سمعناها مرارا.
ان تعرض الكاتب صاحب الرأي الى كمية انتقادات مختلفة العيار، خفيف ومتوسط وثقيل، لذكره رأيا هو بسبب مفهوم ارضاء جميع الناس غاية لا تدرك، حتى تقديسك الله سبحانه وتعظيمك له واثبات وجوده لا يخلو من النقد لاننا وكما قدمنا فان المقال له صاحب واسم وعنوان وهم ذريعة كافية لتسليط النقد، وهي ظاهرة غير صحية خصوصا عندما ينظر الى من قال ولا ينظر الى ما قيل، وهذه النتيجة تحمل ذهن الكاتب النقد والخلاف المسبق، او تضطره الى الكتابة بعمومية وعدم تركيز على جهة ما او شخصية ما لان الاتهامات الجاهزة ومطروحة وعلى جميع القياسات في حال وقع في مدح شخص حتى ان استحق المدح، او الدفاع عن جهة وان استحقت ذلك، فلو كان الشخص علي بن ابي طالب لقالوا شيعي مغال عابدا لعلي واهل بيته او شافعي مجنون التبس عليه الامر فلم يعرف علي ربه ام ربه الله.   
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح بصيص
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/02



كتابة تعليق لموضوع : محنة الكتابة في زمن العمالة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net