سريعاً ما تقوم التنظيمات والحركة الوطنية الفلسطينية على الساحة الداخلية وربما الخارجية أيضاً ، بتنظيم المسيرات والمهرجانات للتأييد أو الشجب أو التعبير عن امتعاضها من أمر قد لا يكون حتى بمستوى الهم الوطني ومن الطبيعي الا نحرم أو نحلل هذه الخطوات ، فالله أعلم بالنوايا وبعضنا كذلك !
لكن الحرام البين بل وما قد يعتبره البعض أيضا من كبائر الجرم الوطنية أن تقف هذه التنظيمات وهذا العدد الكبير من المناضلين، موقف المتفرج إزاء قضايا عدة أهمها معاناة شعبنا من استمرار الانقسام البغيض !
فيا ترى ما دور التنظيمات والحركات الوطنية ، وأين ذهبت أبواقها الصاخبة والتي تصدح صباح مساء من فوق المآذن وقد صدعت رؤوسنا ، بل وأفزعت قلوب أطفالنا الصغار، أم أن في الدعوة للوحدة أمر ليس فيه مصلحة شخصية لأحد أو فئوية لكيانها ، لترفع هذه التنظيمات راياتها المزركشة وتجوب شوارعنا معبرة عن رفضها المطلق للانقسام ؟!
غريب إذن أمر الكل الفلسطيني، أو لعل من يعتبرون نفسهم وجهاء النضال الفلسطيني قد راق لهم استمرار وضعنا الحالي ليمنحوا بذلك كل الصكوك المجانية والمطلوبة لإسرائيل فتفعل بموجبها ما تفعله على الدوام من توسع استيطاني واعتقالات وحصار وغيرها الكثير، ولما لا ؟!
أليس الانقسام ومن قاموا عليه قدم لإسرائيل على طبق من ذهب تسهيلات لا حدود لها ، فلم تعد بحاجة لاجتياح أي جزء من فلسطين ويكفي فقط ان تنتظر بعض الوقت لننقسم على بعضنا البعض ، وبهذا يكون استيطانها وتوسعها وحصارها لوطننا بلا تكلفة تذكر !
فالتنظيمات والحركات الفلسطينية منشغلة بترتيب أوراق اللوم ونشطة جدا في تخوين وسب بعضها البعض وتبحث في كل دقيقة على ذريعة وحجة واهية لتأجيل الوحدة، فهي والحقيقة يجب أن تقال كيانات وكما يعلم الجميع، تعشق البيات السياسي وفي كل الفصول ويبدو أنها وكالعادة تفضل درب الدبلوماسية، أو لنقل الخوف من المسئولية في تحميل طرف من الأطراف مسئولية استمرار الانقسام !
فنجد بعض التنظيمات وخاصة اليسارية منها ، يخرج ناطقيها الإعلاميين وعلى استحياء ليشيروا بأصبع منكسرة وعبر ملايين الأميال للطرف المعطل للمصالحة وكأن الغربال في عرفها قد يخفي الشمس الساطعة !
ونقول هنا للتنظيمات والحركات الفلسطينية بمختلف توجهاتها "هل هذا هو النضال الذي وعدتم به شعبنا الفلسطيني منذ عشرات السنين" ؟
وهل وقوفكم موقف المتفرج والناقد غالباً على استحياء مجريات الأمور في الساحة الفلسطينية، من شأنه أن يحقق وحدة أو عزة أو كرامة أو تحريراً للأرض ؟!
وهل في ذهابكم الدائم لجلسات الحوار الجوفاء في جمهورية مصر العربية بنظركم هو الحل المنطقي لحل مشاكلنا الداخلية وإعادة اللحمة الوطنية ؟!
وقد يقول قائلا وما الحل إذن ؟!
الحل بسيط ، فحين لا يكون بمقدوركم الفعل والانجاز على الأرض وتحقيق تلك الشعارات الرنانة ومنها الدينية والتي خدعتم الشعب بها طويلاً ،لا يجب أن تتردوا للحظة في الذهاب لإحضار كبشة حلول رخيصة الثمن من الخارج ولتكن من الصين مثلاً ، حيث لديها خطوط انتاج بمختلف المواصفات والأسعار !!
وختاماً نقولها وقد سئمنا كل شئ فيكم ، سئمنا رؤية طلعتكم البهية وحضور مهرجاناتكم المبهرجة والتي هدفها بالأصل مزيدا من التلميع لقيادتكم وتقديم الخدع و المسكنات لهذا الشعب البائس !
نعم أعلموا أننا كرهنا وسئمنا رائحة أوراقكم بمختلف ألوانها وحروفكم الخبيثة والمختبئة بعضها وراء الآيات القرآنية ونواياكم الشخصية والمختبئة كذلك خلف سطور الوطنية ، وفهمنا كم نحن قوم منخدعون منذ البداية بحلو حديثكم ووعودكم الكاذبة !
فلتذهبوا بوطنيتكم المزعومة نحو البحر، فشعبنا قد يجيد الصبر ولكنه أمر لن يدوم !!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat