صفحة الكاتب : جاسم محمد كاظم

ثابت-الحرمنة في العقلية السلطوية العراقية
جاسم محمد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

توصل "اينشتاين" في اخر نظريتة النسبية التي قصمت وكسرت ظهر المطلق ان كل شي متغير في الكون بدئا بالزمان الرياضي الى المكان النسبي ووجد في اخر ابحاثة ان سرعة الضوء هي الشي "الثابت " في هذا الكون المتغير على الدوام .
وان توصل قبلة " كارل ماركس" الى نسبية الزمان الفلسفي وان كل شي في هذا الكون يصيبة التغيير وان ثابت الحياة غير المتغير هو "المتغير نفسة " . والثابت في قوانين الكيمياء والفيزياء هو ذلك القانون الذي يكون مشروطا بالظروف الداخلية والخارجية بدئا من درجة الحرارة الى الضغط والرطوبة وملايين العلاقات الاخرى .
لكن الثابت في ارض "ميسوبوتاميا " كان يختلف عن غيرة من الثوابت العلمية وان اختلفت"ارض السواد "عن غيرها من الارض بتغييراتها السريعة بدئا بمناخها المتطرف الى حكمها المتقلقل ولازمها اللاثابت والمتغير في كل الاحقاب والازمان بدئا من كل السلالات . السلاطين .الملوك .الاباطرة . الخلفاء . الامراء الى الملوك الدستوريين . ورجال الجاك بوت الذين تعاقبوا عليها مثل الجراد جاثمين فوق انفاسها مثل الدرن التنفسي .
وان كانت كل سلطة تختلف عن الاخرى في منهجها للحكم والنظرة الى العبيد والمملوكين او الرعية والاتباع من ساكني هذة الارض . لكن كل هذة الحقب اتفقت على قاسما مشتركا في منهجها وقانونها الوضعي واقرت في عقلها الواعي على ثابت لم يتغير منذ النشوء والارتقاء الى الزوال والفناء عصيا على التغيير في كل تاريخ عصورها الغابرة وان تغير شكل ومسمى هذا "الثابت" عبر مسيرة العصور المظلمة . فتقاتلت سلالات العهد القديم فيما بينها وسملت عيون بعضها البعض . لكن كل ملوكها المتقاتلين كانوا متفقين على لبس الذهب والتنعم بلذائذ الاشياء وكنز المعادن والاحجار الثمينة المسلوبة من الغير في بلاطات القصور وبلغ بهم الامر الى دفن تلك النفائس الثمينة مع بقايا جثثهم المتعفنة في غياهب الارض وحفرها الرطبة بدل توزيعها على المحتاجين او توريثها للغير .
وحل الثلاثي المقدس " سلب . نهب . احتمل " حين حل الفاتحين الجدد محل الاباطرة والملوك الغابرين في اراضيها وان اختصم هؤلاء الفاتحين على التاويل والتفسير ومن هو الاحق بالخلافة والسلطان في اول امرهم وبلغ بهم حب المال والامتلاك والحيازة الى فضح بعضهم البعض حتى وصل الامر الى سباب الاعراض المقدسة ثم ضرب الرقاب في وقائع حمراء دامية .
واختلف كل فقهاء مللهم ومذاهبهم ومحدثيهم في كل شي من احكام الشرع بدئا بالوضوء الى اوقات الصلاة الى عدة نفاس المراة الى الخراطات التسعة فالنجاسات والطهارات لكنهم اتفقوا على الثابت غير المتغير في الدين الا وهو نسبة وحصة السلطان من السلب و الفقية من بيت المال وخمسة والجباية والخراج وكم ياخذ من الذمي وان المتقول على السلطان واملاكة وجوارية مثل المتقول على اللة ولم يتكلم أي فقية او محدث باعتراض على حصة الخليفة وملكياتهم الشخصية وكم يملكون من الاموال والدراهم والدنانير والضياع والاماء والقصور .
وازداد هذا الثابت ثباتا واكتسب شكلا مميزا وواضحا ومتمايزا واصبح ثابتا رياضيا بين رؤساء الكتل والطوائف والاحزاب حين اكتشف الغربيون النفط وسارت الحضارة الجديدة على مسار هذا الزيت الاسود المائل للخضرة الذي ابدع وصفة "حيدر حيدر " في رائعتة "وليمة لاعشاب البحر ب " ابانا الذي في الابار تقدست اسمائك " ومن اجل هذا الاب المقدس الغائر في غياهب الارض اتفق ساسة العراق المختلفين كل الاختلاف في الملبس والماكل وشكل اللحى والاتجاة والايدلوجيا على "ثابت" حصتهم المقدسة فقط من اشلائة وكم سيكنزون وتصل ارصدتهم المخفية وباسماء مستعارة في بنوك الغرب وماهي اخر انواع السيارات الفاخرة التي تصنع خصيصا لاعجازهم السمينة وان اقتتلوا فيما بينهم وسحل بعضهم جثث البعض او علقوها فوق الاعمدة وان كانت اول وجبة غداء دخل امعاء ثوار تموز غزالا مشويا في كافتريا القصر الجمهوري كما يقول صدام حسين في مذكراتة التي نشرتها مجلة الف باء في عام 1981 بعد انقلابة يوم الثلاثين ضد ثوار السابع عشر .واذا كان التاريخ قد وصف " فرديناند ماركوس " بحرامي القرن لانة سرق حصة ال 5% من اموال التعويضات التي دفعت لشعب الفلبين الجائع وكانت ترجمتها على شكل جزر خضراء وقصور وشاليهات فاخرة في محيطات الارض فان رفاق لة في درب" الحرمنة" قد نسيهم التاريخ من حساباتة سرقوا حصة 100 % من اموال الشعب .
جاسم محمد كاظم

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم محمد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/07/29



كتابة تعليق لموضوع : ثابت-الحرمنة في العقلية السلطوية العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 4)


• (1) - كتب : Josh ، في 2013/01/10 .

Wow! Talk about a posting kncoknig my socks off!

• (2) - كتب : Michael ، في 2013/01/10 .

I'm not easliy impressed but you've done it with that posting.

• (3) - كتب : Silvana ، في 2013/01/10 .

I read your posting and was jeloaus

• (4) - كتب : Monu ، في 2013/01/10 .

I was struck by the honesty of your psotnig




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net