دينا والرقص المسيء للإسلام
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حينما يقدم أحد من غير المسلمين على عمل يسيء لمعتقداتنا ورموزنا الدينية تثور ثائرتنا وتخرج مظاهراتنا تندد وتحرق وتقتل السفراء وتصطدم بقوات الشرطة ويسقط قتلى وجرحى كثيرون، لكن حينما يقدم أحد المسلمين على مثل هذا العمل المسيء نسأل أولا: من أي مذهب هو؟ ولمن وجه حديثه؟ وهل يخص مذهبا بعينه أم يخص كل المسلمين؟ ثم يسكتون عما حصل أو ينقلون أخباره وكأنه لا يعنيهم بالمرة ما دام هناك فسحة تبرئهم من تبعة هذا العمل. لكن أن يُنزع ثوب الحياء ويُلبس بدلا عنه وجه الحقارة علنا فذاك يعني أن ما يتكلمون عنه من اختلاف بين الرؤيتين المذهبيتين صحيح في الأقل بالنسبة لأعرافهم ومعتقداتهم وأنهم لا يحسبون الطرف الآخر من ملتهم طالما أنهم يدعون بأن ربه ليس ربهم ونبيه ليس نبيهم ومهديه ليس مهديهم وعقيدته ليست مثل عقيدتهم وبالتالي يحسبون كل تطاول قابل لمثل هذا التوصيف لا يعنيهم أو لا يعني رموزهم! وهذا منتهى الغباء المطلق الذي نترفع أن نأتي بمثله أو قريبا منه.
ولمعرفة التمايز بين الفكرين أقول: منذ أن اتضحت معالم الفكر المذهبي الإسلامي والشيعة متمسكون بأحقيتهم بآل البيت تماما مثلما تمسك الآخرون ببعض الصحابة وصاروا يعدونهم من حصتهم. وعلى مر التاريخ عرف الشيعة بأنهم أتباع أهل البيت وأتباع مذهب أهل البيت لا يزايدهم على ذلك أحد من الناس ولاسيما بعد أن أوقف الشيعة كل فقههم وفكرهم العقدي وطقوسهم السياسية على مرويات أهل البيت دون سواهم طالما أنهم يحملون اسم (شيعة علي) وطالما أن رسول الإسلام ونبيه الأكرم سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله قد امتدحهم وأطلق عليهم هذه التسمية المائزة من حيث الخصوصية والفرادة والتي جعلت منهم كتله وهاجة في محيط الإسلام المضطرب الذي تتصارع حيتانه وأفاعيه من أجل مكاسب الدنيا وملذاتها ولهوها.
ومنذ بداية تأسيس التشيع المحصور بين تاريخي عصر البعثة في طوره المدني وسنة (37) هجرية انشغل الشيعة بأهل البيت وشغلوهم بهم فامتزجت الطينة بالطينة والأصل بالأصل (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا) فكانوا هدفا لمرمى كل رام كما كان أئمتهم بدءا من علي عليه السلام وإلى عصر الغيبة الكبرى هدفا ومرمى، وعلى الضفة الأخرى كان الخلفاء والملوك والسلاطين وأعوانهم وأسرهم يتمرغون بوحل الدعارة وأمواج الإماء والقيان والمعازف تلهيهم عن كل ما في الوجود، وفي خضم دعارة وفسق المدد الشيطاني كان هناك شعراء وجواري تجرأوا بعد أن أيقنوا بأن روح العبث والاعتباطية تسيطر على أسيادهم فألقوا شعرا يقدح بأهل البيت أمام أولئك الحكام كما فعل علي بن الجهم، ورقصت على وقع موسيقاه باقي الجواري فازدادت نشوة الحكام وازدادوا طربا على طرب.
لكن أن تعود جواريهم اليوم في عصر التحضر والتمدن والرقي والثقافة والفكر الإنساني إلى الساحة ليرقصن ويغنين على غرار داعرات الأمس البعيد في زمن التهتك الأموي العباسي من دون أن يردعوهن أو يسكتوهن فذلك هو التخلف بعينه، وهو إحياء لمواريث العداء الأول بأجلى صوره وبما يدل على أنهم يريدونها حربا لا تبقي ولا تذر للإسلام اسما أو قولا.
وهم بسكوتهم يؤكدون ما سبق وأن كتبنا عنه عشرات المجلدات بأن إسلامهم سياسي بعيد عن الإسلام الحقيقي ولا يمثله، وهو ما أكدته فعلا الراقصة الفاسقة (دينا) بعد ان رقصت على أنغام الموشح الديني، بقولها في دفاعها عن نفسها: (أنا مسلمة ولا أحد يستطيع أن يقول إني أسيء إلى أهل الرسول، حاشا لله من هذه الاتهامات التي تشيب الشعر، فهي مجرد أغنية، كما أن الرقص عليها كان غير مبتذل على الإطلاق) قالت هذا القول الداعر بعد أن رقصت على أنغام موشح (يا طاهرة يا أم الحسن والحسين) بشكل مبتذل في فيلم (عبده موته) مع محمد رمضان وحورية فرغلي، والمخرج إسماعيل فاروق.
أما الذين يتطاولون على التشيع مدعين بأن ما حدث هو مجرد (أزمة بين الشيعة والراقصة دينا) كما ذكرت مواقعهم الالكترونية وصحفهم وهو القول الذي جاء متماهيا مع فتوى أحد الجربان واسمه الشيخ محمد خالد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تأمر قومهم بمقاطعة (الأيفون 5) والحجة بحسب الشيخ وكما ظهرت الصورة هي أن: (الرقم 5 محرم شرعاً ويرمز عند الروافض إلى عدد أهل الكساء وشراء الأيفون يدخل البهجة إلى الروافض) إنما يؤكدون من خلاله بما لا يقبل الشك بأنهم لا تربطهم بأهل البيت أي علاقة وبالتالي لا تربطهم بالإسلام أي علاقة لأنهم متمسكون بأصلهم القديم قبل الإسلام، وصدق هتلر بقوله: (لقد اكتشفت مع الأيام، أنه ما من فعل مغاير للأخلاق، وما من جريمة بحق المجتمع، إلا ولليهود يد فيها) أما أعمالهم وأقوالهم فلا أكثر من شعارات طائفية مدججة بالهزال الفكري والإفلاس العقدي أطلقها رعبهم المكبوت وهم يرون سفن التشيع تمخر عباب الكون تهزأ بالعواصف.
وأما النساء الساقطات اللواتي أوكلوا لهن لعب هذه اللعبة الحقيرة مثل الراقصة الساقطة (دينا) فهن يدللن على الانحطاط الذي وصلوا إليه فالمثل فرنسي يقول: (إذا أردت أن تعرف رقي أمة فانظر إلى نسائها) وأقول لمن يدعي بأن الراقصة الفضيحة لوحدها مسؤولة عن جريمتها: ما من نبتة تحمل الرز مطبوخاً، فأين الضمائر؟ صحيح أن الضمير لا يحول دون ارتكاب الخطيئة، ولكن هؤلاء بلا ضمير أصلا، ولذا يرتكبون كبائر الخطايا دونما وجل. ونحن في كل مرة كنا نقرأ فيها عن هذا التطاول أو نسمع به أو نراه كنا نتمثل ببيت الشعر الخالد
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
ولكننا وصلنا الآن إلى نقطة لا يمكن السكوت معها عما يدور ولذا نقول لمن يتطاول على رموزنا وقيمنا: ابقوا بعيدين عنا وانشغلوا بحياتكم وعبثكم وفسقكم وفجوركم ودنياكم فمن الذي يسبقكم إذا كنتم تجرون وحدكم؟ ولكن دعونا نتعبد بما ورثناه عن أهل البيت ولا تحاولوا خوض سباق معنا لأنكم تخسرون، فلقد فضحتم أنفسكم وانتم تدعون حب أهل البيت بأعمالكم المعادية لهم وبان زيف معدنكم.
وأما هذه السلوكيات السمجة التي تصدر عنكم إنما فهي واقعا انعكاسات لصراعات دينية ومذهبية واجتماعية عميقة تركت أثرها في النفوس عبر التاريخ الصراعي الطويل وهي التي تمنع دخولكم إلى عالم الحضارة والتمدن فتخلوا عنها لكي تتطورون وتتقدمون ولا تبقون قابعين في ذيل سلم الرقي البشري لأن ما تطرحونه من أفكار هدامة وتخبط غير سوي لا يعدو في أعلى مراتب التوصيف أن يكون مجرد تفاهات أكل التاريخ عليها وشرب منذ أمد بعيد
وأقول أخيرا: مع انه ورد في الأخبار أن رجلا شتم أحد الصالحين فالتفت الصالح إليه وقال له: هي صحيفتك فأملأها بما شئت، لكننا سوف نملأ الصحائف ندما إذا لم نرد على هذا التطاول المهين وننصر شيعة مصر الذين رفعوا دعوى ضد الراقصة الساقطة، بعد أن سكتنا زمنا طويلا.
فهل من مجيب؟ وهل من ناصر؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat