صفحة الكاتب : عدي المختار

شاعر العراقية ........ رسم حدود الإبداع وتخطاها إلى حيث الهاوية
عدي المختار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كنت قد نشرت مع انطلاقة الحلقة الاولى من الجولة الاخيرة لبرنامج ( شاعر العراقية ) مقالا انتفضت فيه على طريقة سير ونهاية البرنامج وانتصرت فيه لقول كلمة الحق من اجل تصحيح منحرف عن مساره الصحيح عبر هذا البرنامج ومن ثم حذفت المقال وأوقفت نشره عبر مواقع الانترنت والصحف لأسباب تتعلق باحترام المشاهد والمتلقي لفسح المجال أمامه لمشاهدة المسرحية كاملة دون نقصان وبمباركة الرقيب الذي قص بمشرطه آخر قلاع الأمل المنشود لهيبة الشعر بين أوساط الشباب وأيضا كي يكون للمتلقي رأي وتصور واضح عن مسارات تلك المسرحية الكوميدية الهابطة التي كان صناعها وقادتها(مع الاسف) رموز كنا ننتظر منهم قول وفعل من اجل تصحيح الخراب إلا أنهم كانوا صدى مزعج لفعل لا يرقى لهيبة وتاريخ صناعة (مع الاسف ) ,وهاهي الحلقة الاخيرة تحط اوزارها كما قلنا واوضحنا وكشفنا وفضحنا في مقالنا ذاك والذي نعيد نشره اليوم كي نسجل موقفا لنا وسط الاغلبية الصامتة في مدونة الشعر الشعبي الذي اغتيل مستقبله جهارا نهارا في وضح النهار .

كنت أقف مع برنامج (شاعر العراقية) منذ الوهلة الأولى له مذ كان مجرد فكرة وحتى بعد مرور حلقات تصويره موقف المؤيد والمشجع له على الرغم من تحفظي على البعض ممن منحوا حق تقرير جيل شعري بكاملة كاعضاء لجنة تحكيمية وهم لا يستطيعون ان يقرروا مصير شعريتهم هم , ومع ذلك فاني كنت أرى فيه بارقة امل نحو بزوغ شمس الإبداع الحقيقية ومحاولة جادة لهيكلة مسار غربال الشعر وإعادة رسمه بطريقة إبداعية حقيقية معتمدا في ذلك لحسن اختيار البعض في اللجنة التي يفترض أن تكون هي بوصلة الشعر لما يحيط بها من ريادة اتضحت فيما بعد انها بعيدة عنها تماما , حتى أني كتب حينها مقالا بهذا الخصوص نشر في صحيفة الصباح .


الا اني اليوم من اكثر المهتمين بالابداع والشعر وجعا منه واشعر بمرارة وحزن وانكسار مؤلم جعلني أمام طريق واحد لا غير ألا وهو الاعتذار للجميع عما كتبت من مقال سابق كنت قد أشدت فيه ببرنامج (شاعر العراقية) لجنة وإعدادا وتقديما لأقول أنهم اليوم متهمون جميعا في خراب الشعر وتدمير خارطة الإبداع الشبابي للشعر الشعبي في العراق!!!! لأنهم وللأسف جعلونا نعيش حلم كبير لثورة تصحيح كنا ننتظرها بفارغ الصبر فتحولت للعنة تخريب عبر برنامج تراجع فيه الإبداع ولاح في مقدمته المجاملات الفارغة,فمنذ حلقات ما قبل الجولة الأخيرة واللجنة التحكيمية تعيث بمواهب الشباب قتلا واغتيال عبر ملاحظات لا تمت للإبداع بصله وتفسيرات غريبة !!!!!....


وهاهي تتوج هذا البرنامج بنهاية أتعس من البرنامج نفسه !!!!,فمن المعيب جدا والغريب والكارثي في الوقت نفسه أن يكون التقييم في الإبداع على أساس غير إبداعي !!!!....
فمن فاز في نهاية المطاف لهذا البرنامج عبر التسريبات التي في المقال الاول وتأكدت اليوم في الحلقة الاخيرة فاز بطريقة لا تمت للإبداع بصلة,فأننا نعرف تماما بحكم تواجدنا في قلب النقد الشعر الشعبي العراقي مدى ومساحة الإبداع لدى كل مشارك في البرنامج ولطالما تابعناهم منذ سنوات وآجرينا مسحا لمجمل الطاقات المبدعة الشابة في محافظاتنا كافة وبطريقتنا الخاصة لذلك فان الحاذق جدا في هذه الأمور يعرف تماما منذ الحلقات الأخيرة وإتمام مرحلة اختيار شعراء المحافظات ملامح الشاعر الفائز الذي سيحمل اللقب ,الا ان نتيجة الفوز اتت مخالفة لكل التوقعات والمعايير الابداعية الحقة,فالفائز فاز بطريقة وطنية وليست شعرية!!!!,فهل في الإبداع اعتبارات وطنية ومناطقية وشعارات فضفاضة عن (وحدة وطنية) ؟؟أم أن الإبداع أبداع سواء كان في البصرة أو كردستان لأنه أفق من الفضاءات التي ليس لها حدود أو دين أو جنس !!! ...


اقدر تماما مدى الهجمة الشرسة التي ستشن ضدي نتيجة لهذا المقال الا ان حسبي باني اقول كلمة حق في زمن لا ابداعي جائر ,فالشاعر احمد ابو العز من الانبار هو من فاز بلقلب شاعر العراقية وجاء ثانيا الشاعر مظهر الزبيدي من ميسان ,وكلنا سواء كنا شعراء او نقاد نعرف المساحة الشعرية لمن توجته اللجنة التحكيمية بلقب (شاعر العراقية) مثلما نعرف تماما كما ذكرنا مساحة الإبداع الشعري لدى كل المشاركين , وكلنا شاهدنا الجولة الاخيرة وماقدم فيها من شعر من قبل المشاركين وتابعنا بدقة تفاصيل كل شاعر فيهم ومنهم المتوج باللقب,إلا أن الاعتبارات الفضفاضة فعلت فعلتها هذه المرة ,وألا فأي معيار أبداعي توصلت له اللجنة التحكيمية (الجهنمية) في اختيار شاعر العراقية من جانب شعري بحت للفائز تحديدا سوى ما ذهبنا أليه ؟؟؟؟؟؟؟ لا اعرف ؟؟؟!!!! ,لا جواب سوى انه معيار للاسف خارج حدود الإبداع وداخل نطاق المجاملات الوطنية الفجة!!!.


وان كان كما يدعي البعض بان اهم اركان لجنة التحكيم وهما الشاعر عريان السيد خلف والشاعر حمزة الحلفي هما كانا مع تتويج الشاعر مظهر الزبيدي باللقب فمالذي منعهما إذن عن ذلك ؟؟!!!,فهل اصبح قرار الشعر الشعبي في البرنامج بيد الدكتور ميمون الخالدي والشاعر محمد رحيمة الطائي فقط ؟؟!!والاخرون مادورهم وهم صلب قضية التقييم ليس على مستوى البرنامج بل لمدونة الشعر باكملها؟!!, وان كان حقا ماقيل فلماذا لم ينتصر الشاعران عريان السيد خلف وحمزة الحلفي لتاريخهما الشعري ويسجلان موقف للتاريخ ويذهبان لحلان لاثالث لهما اما تتويج من يستحق او مغادرة البرنامج واعلان ذلك عبر وسائل الاعلام ؟؟!!حلنا حال كل مبدعي العالم الذين لايجاملون في قول الحق او يتخذون غير طريق الحق مسلكا حتى لو كلفهم اموال الدنيا كلها ,وكم كنا نتمنى لو ان البعض اعترض وغادر ليتجنب لعنة التاريخ ويدون اسمه بحرف من موقف شرف في مدونة الشعر الشعبي الا ان الوقت قد فات وفات معه الندم .

وختاما ... خارج نطاق تقييمنا للتويج النهائي وداخل نطاق انتقادنا للبرنامج ككل نقول ان لجنة شاعر العراقية الريادية وقعت في خطأ لا يغتفر فكيف ستغفر لها الأجيال هذا الخطأ من أسماء يعدون بوصلة الشعر وريادته فان كانوا هم من يكفر بالإبداع فماذا يفعل دعاة التخريب الحقيقيون , فالبرنامج ككل رسم ملامح الإبداع وبشر بها في الوهلة الأولى إلا انه للأسف تخطاها إلى حيث الهاوية بتدميرهم الشعر الشبابي بسرفة تقيمهم الفارغ من محتوى التقييم الإبداعي الحقيقي ....
ومراد القول ....عذرا عن كل كلمة ثناء كتبها قلمي لهذا البرنامج الذي ستذكره مدونه الإبداع بألف لعنة وترميه شمس الإبداع الحقيقي بغربال صناع التخريب المعلن لمزابل المجاملات الفارغة ,لذلك فليغفر من يغفر هذه الهفوة التي لا غفران لها من قبل حكام (الدوري الكروي) وليس الشعري في البرنامج اما الفائز الحقيقي وحامل اللقب هو الفائز في القلوب الذي يعرفه الجميع وتوجته الملايين شعرا واداءا وخلود . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدي المختار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/31



كتابة تعليق لموضوع : شاعر العراقية ........ رسم حدود الإبداع وتخطاها إلى حيث الهاوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net