اسلوب اسقاط جنسية المواطن ابن الوطن
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من ابشع الاساليب في محاربة المواطن التي تستخدمها السلطة الطاغية ,هو تجريده وحرمانه من الهوية الوطنية , وتسقط جنسيته بشكل مخالف لكل الاعراف والمواثيق والقوانين الدولية , وهي بالضد من المعايير حقوق الانسان , وتتعارض مع القيم والمباديء الانسانية , من ان يحرم الموطن بشكل متعسف وبقرار جائر ينتهك جميع الشرائع السماوية . بحجج لا تصمد امام الواقع القائم او بذرائع لاتقنع احد , بل تقع ضمن مصادرة الحريات العامة , ان حجة السلطة الحاكمة في البحرين في اسقاط جنسية ( 31 ) معارض , بانهم يشكلون خطر على امن البلاد او لضمان سلامة البلاد , ان هذه الذرائع والحجج لم تقنع حتى حاشية وخدم النظام وليس الشعب والرأي العام والمجتمع الدولي , وان الهدف الحقيقي وراء هذا القرار الجائر , هو تكميم الافواه واشاعة الخوف والرعب والقلق لكل من يرفع صوته على مهازل الحكم وعناده واصراره في اغتصاب حقوق المواطنين ومصادرة الحريات العامة ورفع الظلم عن شرائح واسعة من السكان , ومطالبة غالبية الشعب بالحرية والكرامة واحترام حقوق المواطن , والمساواة بين النسيج الاجتماعي البحريني دون تفريق , او محاباة طائفة معينة ضد طائفة اخرى . لقد جرب هذا الاسلوب الظالم والذي يشق اللحمة الوطنية , النظام الدكتاتوري في العراق بابشع صورة من الحقد الاعمى والتعصب الشوفيني القومي , بشكل واسع على كل مكونات الشعب الدينية والقومية , وتحمل قسطها الاكبر الاكراد الفيلية من معاناة التهجير والابعاد واسقاط الجنسية ومصادرة الممتلكات والاموال بحجة التبعية, وباسلوب وحشي وبربري . بدون وجع من الضمير والاستهتار بالقيمة الانسانية . اضافة الى فتح السجون والمعتقلات السرية والعلنية , والاعدامات الجماعية , والقبور الجماعية, واستخدام الغاز الكيمياوي بروح شوفينية متعصبة . وقد دفع الشعب العراقي بكل نسيجه الاجتماعي عواقب سياسته الرعناء , ثمننآ غاليا من اجل المحافظة على عرشه الطاغي , وهاهو شعب البحرين يقع في نفس المسار والاسلوب من اجل بقى عرش الملك , ولهذا اصدر قراره الجائر والظالم , في سبيل اخماد الانتفاضة السلمية والاحتجاجات الشعبية , بعدما فشلت وسائل الارهاب والقمع في اخماد او اجهاض الانتفاضة الشعبية , التي ترتكز على المقومات الشرعية ومطالب المشروعة في سبيل تحقيق الحرية والكرامة واحترام حقوق المواطن بما فيها حرية التعبير ,لقد افقد الغليان الشعبي الواسع ,صواب السلطة الحاكمة في البحرين وفقدت اعصابها للمد الجماهيري الواسع , وهذا ما يفسر اسقاط الجنسية وحرمانهم من المواطنة لمجموعة من نشطاء المعارضة لردع وتقويض الاحتجاجات الشعبية . ان هذا الاسلوب المدان من المجتمع الدولي ومن منظماته الانسانية والدولية والرأي العام , لانه يمثل اجحاف بحق المواطن ابن البلد في انتزاع هويته دون سند قانوني او شرعية دستورية , لان من حق كل انسان , ان يكون له وطن واوراق تثبت هويته , انه انتهاك صارخ لحقوق الانسان . لذا مطالب المجتمع الدولي ان يتضامن مع شعب البحرين , بالادانة والشجب والاستنكار هذا الاسلوب الهجين , والمطالبة حكومة البحرين ان تتراجع عن قرارها وتسحبه وتلغيه , والامتثال الى المطالب الشعبية ,والتي تصب في اجراء حوار مع المعارضة البحرينية بكل صنوفها من اجل خروج البلاد من المأزق السياسي الذي وقعت فيه , لان قرار تجريد المواطن من جنسيته الوطنية , ستزيد احتقان الشارع ,ويزيد الشرخ في اللحمة الوطنية , ويعمق الازمة في البلاد . وان الطريق السليم لانفراج الازمة يتمثل باطلاق سراح المعتقلين , وعودة المفصولين الى اعمالهم , وتحقيق المطالب الجماهيرية العادلة , ورفع الظلم والغبن عن المكونات الدينية والعرقية ومساواتها في الحقوق والواجبات . والكف عن العقلية التي تؤمن بتصفية الحسابات , لانها اساليب فاشلة , وقد جربت في العراق ابان الحقبة المظلمة وفشلت , بل قربت عمر النظام باسقاطه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat