لماذا التشكيك بعروبة شيعة العراق
اسعد عبدالله عبدعلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبدالله عبدعلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ ان تشكلت الدولة العراقية عام 1921 والتشكيك بالشيعة وولائهم للوطن يعلن من النخب الحاكمة من الطرف الاخر ! وغايتهم الاساسية حيازة السلطة لمكونهم فقط ( اهل السنة حصرا ) وتسقيط الشيعة وايصال هذه الصورة للخارج كي يكون هناك راي عام , وهذا منتهى الخبث والذي بدا مع التاسيس الدولة العراقية . لذلك ففي الايام الاولى للدولة العراقية صرح سياسيوا الحكم بان الشيعة عجم وهي مقولة ولدت مع ولادة الدولة العراقية ورفعت ضد رجال الشيعة ممن قادوا ثورة العشرين ! او ان كل شيعي ايراني واطلقها مزاحم الباججي في خطبته امام وكيل المندوب السامي البريطاني في عشرينات القرن الماضي! فانظر اليوم الى ان بعض سياسيوا القوم يلعبون على نفس الوتر لتسقيط المنافس لهم على السلطة , وتحقيق تمييز طائفي على الاخر .في لعبة من دون اخلاق .
وهكذا عندما جاء للحكم الطاغية صدام وزبانيته فعمل على الصاق نفس التهمة بشيعة العراق وقام بمحاربتهم على كل الاصعدة فتم حرمانهم بالمشاركة بالسلطة , ومنع وصولهم الى مناصب عليا في دوائر الدولة , ومنع صعود قيادات شيعية في الدفاع والداخلية, وهجر الاف العوائل واسقط جنسيتهم العراقية , وجعل من ايران عدو العراق وعمل اعلامه على ترسيخ هذه الصورة في مخيلة المواطن البسيط .لذا تجد صورته عند فئة واسعة من المتعصبين ضد الشيعة وايران بصورة البطل ! مع انه جرذ حقير دمر البلاد واحرق الحرث والنسل .
وبعد التغيير وجدنا الكثير من سياسوا القوم يتهجمون على الشيعة بعنوان الصفويون ويطعنون بولائهم ووطنيتهم محاولة منهم للقيام بنفس دور السفاح صدام وابعاد الشيعة عن السلطة بتهمة انهم ايرانيون الهوى ! والاغرب ان سياسي عراقي من مذهب القوم يعقد علاقة مع اسرائيل ويقوم بزيارتها مرارا لكن ليس مهم ولا احد ينتقده ! فقط لانه يرفع شعار ايران هي العدو! وهذا يريح الطبقة السياسية من اهل مذهبه ويريح محور دول الخليج . وظهر على السطح السياسي شخوص المرحلة السياسية الملتزمون بالدرس الاول الا وهو ابعاد الشيعة من الحكم! وبنفس طائفي ساعي لتسقيط وطنية الاخر امثال حارث الضاري وطارق الهاشمي وعدنان الدليمي ! لكن الخطيئة الكبرى بنظر القوم هو الية الانتخاب والديمقراطية والتي ستاتي بالشيعة للحكم ! لذا فالتشكيك بالعملية السياسية وبنزاهة الانتخابات امر لم يتركوه يوما !
فمنطق السلطة المتمذهبة واحد في كل الازمان !
ان عملت التسقيط التي التزم بها البعض قد اضرت كيان المجتمع العراقي , ورسمت حدود وهمية بين افراد المجتمع , وكادت ان تدخل البلد حربا اهلية , وما استمرار الارهاب الا بسبب اليمين المتطرف من مذهب القوم الذي لا يؤمن بالاخر ويحلل ذبحه .
اعتقد ان اصل القضية مجموعة مشاكل من دون حل ومنها :
الاولى : مشكلة تاريخية لم يتم حلها لليوم حدثت بعد سقيفة بني ساعدة وصعود البعض وتبعهم بني امية وتحريفهم للتاريخ الاسلامي , وبقي هذا التاريخ عند القوم هو الاساس الذي لا يقبل التاؤيل !
المشكلة الثانية : هي مشكلة السلطة .فابعاد الشيعة كان لقرون عن اي دور سياسي رسمي .فالتربية كانت على هذا الاساس فولد لديهم احساس ان السلطة هي ملك خاص بهم !
المشكلة الثالثة : عدم وجود قانون يجرم من يسيئ لمكونات الشعب العراقي وينعته بالتبعية وعدم الوطنية, فامثال شخصيات الامس الحصري والباججي وصدام وامثال اليوم الضاري والهاشمي هم من يؤسس لهدم جسد المجتمع العراقي لكن لا تجريم لهذا الفعل .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat