تشكيل المليشيات تهيئة للحرب الاهلية
ماجد زيدان الربيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كانت بعض القوى السياسية الممثلة في الحكومة وخارجها تملك اذرعا مسلحة في كفاحها ضد النظام الصدامي ، وبعد فترة وجيزة من إطاحة النظام الدكتاتوري جرى حلها وبقي البعض الذي تأسس لاحقا وخلال الفتنة الطائفية يمارس عمله وتحول الكثير منها إلى مافيات تبتز المواطنين , ولاسيما بعد أن أعلنت الدولة عن دمج عناصر المليشيات , وان السلاح حكر بيد الدولة على وفق الدستور الذي اقرته غالبية الشعب العراقي. الواقع ان الازمات المتتالية اضعفت الحكومة والدولة وساعدت على تغول بعض أجهزتها التي أصبحت لا تقيم وزنا للقانون وتخرقه ، إضافة إلى الصلاحيات التي منحت لها وشيئا فشيئا ً عادت الدولة إلى الضعف والوهن في ظل التناحر السياسي وحالة الاستعصاء، وعدم التقيد بأحكام القانون والتوافقات الموقع عليها , فصارت إدارتها اقرب إلى الفوضى , ومن هنا اطل أمراء الحرب وكوادر المليشيات برؤوسهم ليجهروا إنهم سيشكلون جيشا ً يضم مئات الالوف ,انهم نتيجة الفوضى وضعف الحكومة التي تخرج ادارة البلاد عن سيطرتها وتتسرب سطوتها القانونية من بين ايديها بسبب من الازمات وعدم الجدية في حلها ، بل والحكم من خلالها ، وهذه كلها إيحاءات يتلقفها بعض الطامحين لاستغلالها وإيجاد موطئ قدم لهم لم يحصلوا عليه من خلال الممارسة السياسية الديمقراطية والسلمية . ويشجعهم في ذلك استمرار المنظمات المتطرفة المسلحة والإرهابية في أعمالها الإجرامية والاستفزازية ضد الناس الابرياء. بصراحة لقد وفرت الحكومة ظرفا ملائما الى هؤلاء الذين يرومون تشكيل مليشيات او عودة السرية منها إلى العمل العلني ، بعد ان توارت عن الأنظار ، واخذ الناس بملاحقة عناصرها ومطالبتهم بالحق الشخصي ، وتم ذلك لعدم استجابة الحكومة والبرلمان إلى المطالب الشعبية المشروعة والقانونية وانحسار الانجاز والاستعصاء في التوافق على القضايا والعقد الرئيسة لانتقال العملية السياسية الى الامام واستكمال مشروع بناء الدولة العصرية . ما كان للبعض ان يستعرض قوى عسكرية في الاماكن العامة وعلى رؤوس الأشهاد ويحضره مسؤولون في الحكومة لو كانت الحكومة جادة في أوامر قبضها على مثل هؤلاء صغاراً وكباراً وليست مسرحية ينتهي تأثيرها حال عرضها ، وفي تحريم حمل السلاح والاحتفاظ به على غير الاجهزة الامنية والعسكرية. وملاحقة الذين يخرقون اوامرها وقوانينها وتقديمهم الى ساحات القضاء العادل . اذا بقيت الامور على حالها كل واحد مدعوم من هذا او ذاك يتحدى الدولة ويؤسس مليشيته وجيشه ويحضر لمستلزمات اشعال الحرب الاهلية ، فأنها قادمة لا محالة وسنقرأ على العراق السلام .!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماجد زيدان الربيعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat