معتصمو الانبار والقاعدة توأمان لاينفصلان
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مايظهره المرء من سوء اتجاه اطياف شعبه بطرق متعددة لاينخر الجسد السليم والمعافى لربما تنعكس افعاله وارادته الوحشية على قائلها ويبقى يلازم الوحدانية والمراوحة ضمن الدائرة المنضوي تحتها دون التعاطف والتلاقح مع افكاره المقيته والوحشية , وكلما كانت الطرق الملتوية لاتنهض بالصالح العام ,فسيكون عمرها قصيراً وتزول بالتدريج , مايحيط داخل الاعتصامات والتظاهرات من غموض في سقف المطالب وسرعان ما استجيب لها رغبة من الحكومة لتسوية الامور وغلق باب التدخلات الخارجية وارضاء الطبقة الفقيرة وللتعبير عن حسن نيتها في التعامل مع بعض الاصوات الهادئة التي وجدت بانها تمثل الاقرب من المطالب الشعبية المشروعة , سارعت لتشكيل لجان وزارية ووضعت خطط فورية لانجاز المتعلقات والاسراع بتطبيق القوانين والاشراف على المعوقات وتذليلها والاختصار من عمرها الزمني , وبان ذلك امام القاصي والداني واطلق صراح اعداد كبيرة من السجناء والموقفين ومحاسبة المتسببين في ظلم الناس , والاشراف على الاسراع بانجاز معاملات الحجز من الاراضي وبعض الممتلكات في هيئة المسألة والعدالة , ووجد ارتياحا في اوساط الناس وتعزز موقف الدولة بصدق نيتها , وذهبت جموع من العشائر لتهدئة الوضع في المناطق الغربية والشمالية كون العراق واحد والعشائر هي نسيج متجانس ويصل عمقها للاسرة الواحدة التي تحتضن في محيطها السني والشيعي ولفترات زمنية قديمة , وبعد تحقيق الكثير من المطالب والوعود الصادقة من الدولة الى المعتصمين في ساحات الاعتصام , لم نرَ ما يشجعنا ان نطلق على تلك التظاهرات بانها تحمل الروح الوطنية ومبجلة لدى عموم الشعب , لقد تحولت ساحة الجهاد والتغير والصلاة الموحدة وجمعة الزحف الى بغداد حسب تسميتهم الى مراقص وهز الكتف واللعب بالجوبي , واناشيد وهتافات ورفع اعلام البعث القديمة وتخللتها خطب رنانة كخطبت البتراء بالقتل والانتقام وبعض المنصات تحولت الى تفسير احلام , كالشيخ المعمم الذي قال البارحه حلمت وانا ماكث في كربلاء ان الحسن والحسين جائني وخلفهما علي ثم ظهر ابو بكر وعمر وعثمان وسيدنا الرفاعي واذا بقليل يظهر رسول الله وقال لي انا غاضب وزعلان من اهالي الحدباء !! لماذا ؟ لانهم لم يتحٌدوا بخروجهم لتلك المظاهرات هذا نص ما قاله احد شيوخ السوء مستهزاءً ومستخفا بعقول المتظاهرين ويكذب على الله ورسوله , بل يحثهم على الفتنة الطائفية والقتال والتمرد , اما من الجانب الاخر في الانبار سمعت هتافاتهم واغانيهم التي تقول ( ايران بره بره بغداد حره حره ) نحن قادمون نحن قادمون ( بغداد بيدينا وماننطيها للفرس المجوس ) وياكاع اترابج كافوري , واحنا ميشنا ميشنا , ثم تحدث احمد العلواني الافعى المسمومة وقد نفضى سمه وقال ( ايران المجوس عبدت الزرداشتية سنخرجها وسنقاتلها ) الظاهر ان هذا الرجل مختل عقليا ولم يتذكر قول الرسول محمد صلى الله عليه واله (الاسلام يجب ماقبله) , ولم يميز بين الجمهورية الاسلامية الايرانية شعبا مسلما منذ مئات السنين وبين الفرس المجوس قبل الاسلام , الامور محسوبه عنده ان الاسلام فقط لاهل الانبار ولا يقبل من المسلمين غيرهم , واعتلى شيخ اخر وقال نحن لانؤمن بهذا الدستور وسحقا له ولعن الله من كتبه ثم شدد على ان نسقط هذه الحكومة العميلة الايرانية وألمني كلام هذا الشخص حينما نال من المرجعية وقال ان المرجعية ساكتة ونائمة ويمر الماء من تحتها ولاتعرف ان ايران مسيطرة على جسد الشيعة , ومثل هذه الخطابات تعودنا سماعها من القاعدة , وهي تغمس يديها بدماء الابرياء من كلا الطائفتين ولكنها اعطت اهمية ومباركة باستباحة دماء الشيعة وسبي حرائرهم وغنم اموالهم لانهم كفرة ومشركون , والغريب من ذلك كله ان بعضا من اصحاب العمائم يقول لقد كفل لنا الدستور هذا التظاهر وعلى الدولة ان توفر لنا الأمان , فهو يطبق ما يحلوا وما يناسب رغباته من فقرات الدستور والباقي لايؤمن به ويلعنه , وقد ثبت بالدليل القاطع ان الدولة لو استمرت بتنفيذ مطالبهم سيتمردون عليها اكثر ,المسالة لم تقف الى حدود السيد رئيس الوزراء بل تتخطاها اكثر , اغلب المتظاهرين لايؤمنون بالتداول السلمي والانتخابات الديمقراطية خوفا ان تقع عمائهم الملوثة بالدماء والمشحونة بالغضب والكذب , بل حتى لوجاء شخصا يحمل شجاعة علي وافكاره وعدله لا عترضوا عليه واتهموه بالطائفية , وما يريدونه هو تنصيب شخصا منهم يحكم بطوق من حديد مغلف بحكم اسلامي بطرق وتعليمات تنظيم القاعدة الكافر ويعيد النظام الى الحقبة الماضية من اضطهاد وتشريد وقتال , اليوم القاعدة فشلت في كل مكان انحسرت في افغانستان وسحقت في العراق على يد قوات الامن الابطال وكذلك بسوريا وانهزمت في مالي واندحرت بكل بقاع العالم , وستتهشم ايضا بيد بعض الاخيار من شيوخ الانبار الذين رفضوا استلام مبالغ من اجل الانخراط الى التظاهرات الطائفية , ولطالما ان هنالك حوزات علمية في مدينة النجف الاشرف ساهمت في اطفاء الفتنة الطائفية وتحمُل من الرؤيا والمسؤولية الكبيرة فان شعب العراق سيعيش بأمان وأمن رغم تكالب الدول الاقليمية عليه لتجريديه من الانجاز الذي حصل عليه لجهود ونضال سالت فيه الدماء وزهقت الانفس لمئات السنين ذهب ضحيته ملايين من الرجال والنساء والاطفال كي يحصل على هذا المنجز من الحرية والاستقلال .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat