صفحة الكاتب : عبدالله الجيزاني

محافظتي اولا.
عبدالله الجيزاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سنين تأكل اخرى والحال على ما هو عليه،هاهي سنوات عشر تمر،وميزانية انفجارية تأكل الاخرى،ومازال ابن البصرة وميسان والناصرية والسماوة والديوانية يقف في تقاطعات الطرق ليبيع الشاي او الكلنكس او السكائر على المارة،ومازالت النجف الاشرف وكربلاء المقدسة محرجة من زوارها القادمين من كل بقاع الارض لزيارة العتبات المقدسة التي تكفي وارداتهم لتقلب حال هاتين المحافظتين رأسا على عقب،ومازالت العاصمة بغداد خجلى من حي التنك والمجمعات العشوائية فيها،ومازال ضحايا الارهاب يجوبون الدوائر للحصول على مبلغ اتفه من التافه لعزيز قتل في مجمع لعمال البناء اوفي سوق شعبي،يعبث الارهاب الذي عجزت الاجهزة الامنية عن مواجهته في العاصمة لابل وزحف الى محافظات وسط وجنوب العراق التي كانت  امنة لأسباب كثيرة ومعروفة،هذا حال محافظاتنا ولم يتغير فيها شيء يستحق الذكر.

   ولعل احد اسباب ذلك هو سوء الاختيار في الانتخابات وعدم التفريق بين الانتخابات المحلية والبرلمانية،و الاستناد في الاختيار الى الرموز الدينية او السياسية،او الانتماءات المرجعية والسياسية،دون النظر الى المرشحين انفسهم وقدراتهم ومؤهلاتهم،كل ذلك ادى الى وصول(المتردية والنطيحة) الى عضوية معظم مجالس المحا فظات،وأنتجت حكومات محلية على شاكلتها،وبهذا يمكن تبرير ان بعض المحافظات كانت نسبة الانجاز فيها لاتتجاوز ال(10%)! والأكيد ان طريقة اختيار الناخب بناء على المعطيات اعلاه جعلت عضو مجلس المحافظة مدان لمرجعيته السياسية ورمزيته،لذا فإرضائها اولا ومن بعدها المحافظة وسكانها.

    وبما ان هذا المسئول فاشل وغير مسئول ولا يمتلك القدرة على عمل اي شيء لذا كرس كل وقته لمرجعيته السياسية وتبرير مواقفها، واستغلال مدة عضويته ليخدم نفسه بكل السبل المشروعة وغير المشروعة وهذا سبب اخر للفساد، فهكذا اعضاء يدركون ان عضويتهم لمجلس المحافظة وتولي منصب محافظ قد لايتكرر في حالة تعرض رمزهم السياسي او الديني لأي تراجع او انتكاسة مع اي تغير سياسي في المركز، لذا كما اسلفنا يمضي فترة دورته في عملين كلاهما لايرتبط بواجبه والغرض الذي انتخب لأجله. 

   ومن هنا نعتقد ان شعار محافظتي اولا،يجب ان يكون حاضر في ذهنية الناخب عندما يريد اختيار مرشحه،وهكذا شعار لايستند الى قول ووعد المرشح بل يجب النظر الى وجود المقومات التي يجب توافرها لتضمن التزام المرشح  بهذا الشعار وتطبيقه على ارض الواقع وأول هذه المقومات ان تكون لديه قدرات تؤهله للانجاز من الكفاءة والنزاهة والقدرة على التواصل مع الناس تضمن حصوله على عضوية مجلس محافظة،وليس رمزه السياسي او الديني، وألان مع بداية الدعاية الانتخابية والإطلاع على اسماء مرشحي الكيانات، ظهر ان بعض تلك الكيانات كان مقياسها للترشيح الولاء  او الموقع السياسي في الحزب او للكيان، ولم يكن لمعيار الكفاءة والنزاهة اي حضور في التقييم، ولهذا كررت ترشيح الفاشل والفاسد في خطوة تعد في العرف الاخلاقي استغلال غير مقبول للمواطن وولاءه للوطن الذي يدفعه في بعض الاحيان الى التمسك برمز يعتقد ببساطته انه مدافع عن الدين والوطن،وعلى المواطن تقع مسئولية التمييز بين المرشحين واختيارهم لشخوصهم ومؤهلاتهم فقط... 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله الجيزاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/03/05



كتابة تعليق لموضوع : محافظتي اولا.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net