صفحة الكاتب : مهدي المولى

انتصر العراق وانهزم أعدائه
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك ان يوم 20 -4 كان يوما خالدا في تاريخ العراق حيث اختار الديمقراطية اختار نقل السلطة بالطرق السلمية وعن طريق اصوات  المواطنين صناديق الانتخاب
انتصر العراق   برفضه للدكتاتورية والاستبداد والعبودية بقوة حيث جعل من يوم الانتخاب يوم عرس كبير عرس العراقيين جميعا
لاول مرة ان المواطن العراقي يشعر انه عراقي وان التغيير بيده وانه هو الحاكم وان صوته   له اهمية ومقدس لا يقدر بثمن 
لاول مرة يشعر المواطن العراقي انه حر فذهب الى مراكز الانتخابات بأرادته الحرة بدون اي نوع من الضغط بدون اي  ترهيب او ترغيب وصوت للمرشح بدون ان يطلب منه احد حتى الذين لم يذهبوا الى مراكز الانتخابات ولم يصوتوا شعروا انهم احرار كانوا مقتعنين بذلك لم يشعروا باي خوف ولم يهددهم احد كما كان يفعل صدام واعوانه هذه هي نظرتهم ووجهة نظرهم ومن حقهم ان يتخذوا الموقف الذي يرونه رغم ان الانتخاب هو واجب اولا وحق ثانيا والمفروض كل مواطن ان يطرح رأيه ووجهة نظره في  المرشحين  للمسئولية وفي برامجهم
فعدم التصويت لا شك تخلي عن واجبه وعن حقه ومع ذلك انها الديمقراطية
رغم ذلك ان الشعب العراقي وضع قدمه على طريق الديمقراطية وانه مصمم وعازم على السير في طريق الديمقراطية ولن يتوقف مهما كانت التحديات والمواجهات مهما كانت التضحيات
فالمواطن العراقي اقتنع كل الاقتناع لا طريق يحقق احلامه وطموحاته في بناء عراق ديمقراطي موحد الا طريق الديمقراطية انه طريق الوحيد الذي ينهي كل الصراعات العشائرية والطائفية والعنصرية
الديمقراطية هي الطريق الوحيد التي توجه المواطن العراقي لبناء العراق كل العراق وسعادة كل العراقيين  وتدفع العراقي الى الانطلاق من منفعة وحب العراق والعراقيين متجاوزا العشيرة والطائفة والقومية بل حتى نفسه
اثبت العراقيون في هذا العرس انهم تجاوزوا بعض الشي العشائرية والطائفية والعنصرية واخذوا ينظرون للامر بنظرة اخرى اي انهم يبحثون عن المرشح النزيه الامين عن المرشح  الذي يتمتع بالكفاءة والقدرة والتضحية
هذا لا يعني اننا تخلصنا من قيود واغلال العشائرية والطائفية والعنصرية لكننا بدأنا نتخلص من هذه القيود تدريجا  وفي كل مرحلة سنتخلص  من نسبة معينة من هذه القيود والاغلال وبمرور الزمن ستزول وتتلاشى تماما
نعم هناك نقص هناك اخطاء في مسيرة الديمقراطية في العراق وهذا امر طبيعي لا يمكن تجاوزه لو نظرنا نظرة موضوعية الى كل البلدان التي سارت في طريق الديمقراطية لم تصل الى هذا المستوى الراقي والسامي الا بعد زمن طويل واجهت الكثير من السلبيات والاخطاء حتى وصلت الى هذا المستوى 
لا شك ان الشعب العراقي لا تجربة له بالديمقراطية كما انه يواجه قوى ظلامية متوحشه هدفها منعه من السير في طريق الديمقراطية ومع ذلك اني على يقين بان العراق سيحقق هدفه وسيكون بارعا في الديمقراطية  وقدوة لشعوب المنطقة
فالديمقراطية تحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت فالديمقراطية لا يمكن تطبيقها في ظل الاعراف العشائرية والتعصب الطائفي والعنصري ولا يمكن ان يكون ديمقراطي من ينطلق من منطلق عشائري ديني قومي طائفي
فالديمقراطية تحتاج الى قيم  واخلاق ديمقراطية اي قيم ونزعة انسانية خالصة وتحتاج الى انسان ديمقراطي اي متمسك بالقيم  والاخلاق الديمقراطية
لا شك اننا لم نحصل على  القيم والاخلاق الديمقراطية والانسان الديمقراطي بسهولة وحسب الطلب وانما يتطلب   الدخول الى المعترك ومن ثم  الممارسة  والتجربة الفعلية برغبة وتصميم وتحدي كل الصعاب والعراقيل التي تواجهنا بروح متفائلة لا تعرف اليأس
كما ان الشخص لا يتعلم العوم الا اذا دخل البحر و يبدأ السباحة داخل البحر  ولا يمكن ان يصبح سباحا  الا اذا مارس السباحة  لمرات عديدة
 وكذلك الشعوب التي تبدأ السير في طريق الديمقراطية لا شك انها تحتاج الى ممارسة الى وقت ومن الطبيعي تحدث اخطاء وسلبيات كثيرة ربما في بعض الاحيان تحول دون تحقيق ذلك الهدف وتعود مرة اخرى الى الدكتاتورية والعبودية
فالشعب العراقي عاش كل عمره منذ ان وجد العراق والعراق يعيش في ظل العبودية والظلام وفي 9- 4-2003 قامت القوات الامريكية بانقاذ الشعب العراقي من بحر العبودية والظلام ورمته في بحر الديمقراطية والنور وهو لا يعرف العوم
 وبما ان الشعب لا يعرف العوم اي لا يعرف قيم الديمقراطية وان قيم العبودية هي التي تسيره  فاخذ كل واحد بفكر بانقاذ نفسه من خلال أغراغ الأخر لان كل واحد خائف من الاخر لا يثق بالاخر
فالقيم الديمقراطية على خلاف ذلك فالديمقراطي يفكر في انقاذ الاخر ويثق بالاخر ثقة مطلقة لانه ينطلق من فائدة ومنفعة الاخر اولا
ومع ذلك رغم الوضع الصعب والمؤلم الذي واجه الشعب العراقي الشعب بدأ يتعلم القيم الديمقراطية وبدأ يتخلق بأخلاق الديمقراطية وبدأ يكسر ويحطم قيود العبودية والظلام
وهذا العرس الكبير  والاحتفال العظيم دليل واضح على ان الشعب العراقي وضع قدمه على بداية طريق الديمقراطية وانه مصمم السير  ولن يتراجع ابدا
وهكذا انتصر العراق وانتصرت الديمقراطية وخاب اعداء العراق واعداء الديمقراطية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/22



كتابة تعليق لموضوع : انتصر العراق وانهزم أعدائه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net