صفحة الكاتب : جاسم المعموري

من الذي قتل عيسى (ع) في الاسكندرية
جاسم المعموري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يعد خافيا على القاصي والداني في العالم اجمع ماالذي يراد من الارهاب ومن الذي يقف وراءه وعلينا جميعا ان لانقف مكتوفي الايدي امام هذا الوباء الوحشي الذي لم تشهد له المسيرة الانسانية من مثيل في وحشيته من حيث انه يستخدم الدين غطاءا لجرائمه مستهترا بعقول الناس جميعا فهو يقتلهم ويريد منهم عبر ذلك ان يقتلوا بعضهم بعضا , ولكن لماذا هو يريد ذلك ؟ وهل هو الذي يريد ذلك ام اولئك الذين يقفون وراءه ؟ ومن هم ياترى ؟ .
      ان الارهاب ليس سوى اداة جريمة بيد المخابرات الشيطانية وليس له ان يعلم المراد من وراء افعاله , لذلك يجب علينا ان نتركه جانبا ونفكر بأهداف الذين أوجدوه وكيفية فضحهم وكشف خططهم ومن ثم يجب ان نعرف ماذا يريدون .
     لاشك ان الارهاب ولد في رحم المخابرات العالمية ومنها على وجه الخصوص السعودية والاسرائيلية والمصرية والامريكية والباكستانية وذلك بسبب الروابط الخفية والمعلنة التي تربط هذه الدول ببعضها البعض لاسيما ايام الاتحاد السوفيتي السابق والحرب الباردة التي انتهت بنهايته وحتى يومنا الحاضر , وكان مما افرزه احتلال افغانستان في ذلك الوقت من قبل الاتحاد السوفيتي هو ايجاد فرق قتالية شعبية تطوعية من السعوديين والمصريين والباكستانيين بقيادة المخابرات الامريكية والاسرائيلية وبالتعاون مع المخابرات الباكستانية والمصرية والسعودية ,والفكرة اصلا كانت بايحاء من المؤسسة الدينية السعودية المتمثلة بالحركة الوهابية الارهابية الدموية التوسعية البغيضة المتخلفة , وبعنوان عريض هو الجهاد من اجل تحرير افغانستان , وعندما انتهت الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفيتي تبلورت فكرة اخرى وهي الحفاظ على تلك المجاميع القتالية ( الجهادية ) وتحويلها الى منظمات سرية يتم تحريكها متى اقتضت الحاجة لتنفيذ عمليات انتحارية ( فدائية ) ضد اهداف محددة لتحقيق غايات معينة لاسيما بعد نجاح الثورة الاسلامية في ايران وبروز خطر جديد مزعوم يهدد الوجود السياسي والعسكري للغرب في الشرق الاوسط وبدأت تظهر بعد ذلك عمليات يطلق عليها بأنها عمليات ارهابية يقوم بها ( مسلمون متشددون ) يملي عليهم دينهم (الجهاد ) من اجل سفك الدماء , وكانت عمليات صغيرة ومحدودة حتى تم ترسيخ الارهاب في اذهان الناس , وحتى اقترن الاسلام به فمتى قيل ارهاب قيل الاسلام  , ثم البدء بالعمليات الكبرى كتفجير السفارات وغيرها من اجل التحضير ليوم الحادي عشر من سبتمبر وضرب الولايات المتحدة في عقر دارها ليبدأ عهد عالمي جديد بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها وباستخدام سلاح اكثر فتكا من اسلحة الدمار الشامل الا وهو الارهاب لتهديد الدول التي لاتخضع لارادتها من خلال اتهامها بالارهاب او زرع بذرة الشيطان فيها لتنتج ارهابا وتفرخ ارهابيين وتصبح جاهزة للغزو ( التحرير).
     ان اجهزة المخابرات في دولنا العربية لم توجد اصلا لحماية مصالح الامة او شعبها او من اجل قضاياها الاساسية وانما وجدت من اجل حماية الانظمة الديكتاتورية المتخلفة الى اقصى غايات التخلف بحيث انها تقتل ابناء شعبها وبكل وحشية , بل تلاحقهم حتى في منافيهم لتقتلهم هناك تحت مرأى ومسمع الدول التي تدعي حقوق الانسان والحفاظ على حريته وكرامته وهي اول من داس عليها دون اي وجل ولا خجل وبابرد دم على الاطلاق .
    لذلك كان من اهم واجبات مخابراتنا هو قتل المواطنين واغتيالهم وخنقهم بكل الوسائل الممكنة وتحويلهم الى اشباح لا ارواح فيها حتى ليبدو احدهم وكأنه جذع نخلة خاوية , وكانوا يعتقدون انهم بهذا كله يمكن لهم البقاء في الحكم الى الابد , بل وتوريثه الى ابناءهم , وكأن هؤلاء الملاعين لايريدون ان يتوقفوا عن سفك دمائنا ومصادرة حريتنا وسرقة خبز اطفالنا حتى بعد موتهم وخلودهم في جهنم حيث العار والشنار والويل والثبور .
  واني اذ اشعر بالاسف الشديد كيف يمكن ان تنطلي كذبة مكشوفة على شعب كامل وكيف يصدق المسيحيون المصريون وغيرهم ان الاسلام او المسلمين يمكن حتى ان يفكروا بقتلهم , فانني بنفس الوقت ادعوا المسلمين الى التحرك من اجل اثبات براءتهم فانهم متهمون .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم المعموري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/02/01



كتابة تعليق لموضوع : من الذي قتل عيسى (ع) في الاسكندرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net