هكذا يبدو مسار الأحداث خلال الأسابيع الماضية حيث وقعت تفاهمات بين الحكومة المركزية ورئاسة أقليم كردستان التي عملت من خلال فريق تفاوضي زار العاصمة بغداد على تأكيد الرغبة في العودة الى اجتماعات الحكومة والبرلمان وهو ماحصل بالفعل بعد زيارة رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارازاني الذي التقى بشخصيات في التحالف الوطني والحكومة وفي المقدمة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الذي اكد على النوايا الصادقة المتوفرة وبقوة لاعادة ترتيب الاولويات وانهاء الخلافات التي اراد البعض لها ان تكون بمثابة الاسفين الذي يدق في صميم العلاقة التاريخية بين الاقليم والمركز والتحالف التاريخي بين الكرد والتحالف الوطني الذي استمر لعقود في مواجهة نظام الطاغية صدام حتى سقوطه المذل في العام 2003 لكنه تعرض الى مطبات في مراحل من عمر التغيير نتيجة الوضع السياسي والتداخل الاقليمي والدولي وكذلك وجود اجندات فرضت نفسها لاسباب عقائدية وسياسية وموضوعية هي في الغالب ،وربما كان السبب في ذلك ايضا قيام بعض المجموعات السياسية بالوقيعة بين التحالف الوطني والاكراد خاصة القائمة العراقية التي فعلت دورها الخريبي خلال السنوات الماضية وبكل مااوتيت من قوة لتذكية المشاكل وتصعيدها الى درجة كبيرة ادت في بعض الاحيان الى حصول تقاطعات في الرؤية بين المركز والاقليم وخلافات حول قوانين وقضايا عامة في المجال التشريعي والتنفيذي.
خلال الأيام الماضية جرى الحديث عن زيارة يقوم بها رئيس الوزراء نوري المالكي الى إقليم كردستان للتباحث في القضايا العالقة وتأكيد الحلول عدا عن دعوة وجهت للمالكي لعقد إجتماع مجلس الوزراء في أربيل وموافقة الأخير عليها لأنه يجد ان المشاكل مع الاقليم يمكن ان تحل وبطرق دبلوماسية ميسرة دون الحاجة الى التصعيد والاستماع الى الآخرين،في ذات الوقت أنتقدت القائمة العراقية من خلال أطراف فيها السلوك الكردي وعبرت عن إمتعاضها الشديد من التقارب الحاصل بين التحالفين الوطني والكردي الذي تجد فيه تقويضا لجهودها في ابقاء الازمات واستمرار الصدام السياسي والتصعيد الطائفي الذي تركز عليه كما هو الحاصل في الانبار وبعض المحافظات التي تنتشر فيها مظاهر التسلح والعنف والقتل والعمل على تعطيل العملية السياسية بشتى الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة.
كانت التفاهمات الأخيرة ضرورية لأعادة اللحمة للأوساط السياسية في كردستان وبغداد وهي ذاتها التي التي عملت منذ الأيام الأولى للتغيير على تمتين العملية السياسية وترسيخ الديمقراطية من خلال التصويت على مشروع الدستور واقرار مئات القوانين التي تهم شرائح واسعة من المجتمع وكذلك العمل على نجاح الانتخابات النيابية لاكثر من مرة والانتخابات المحلية والتي كانت الاخيرة واحدة منها في نيسان الماضي.
لهذا السبب ولاسباب عديدة اخرى فان العراق بحاجة الى التفاهمات بين التحالف الوطني واقليم كردستان لتمضي سفينة التغيير ويتعطل سلوك المغرضين والراغبين بدمار العراق وتقسيمه الى دويلات واقاليم تجعل منه ذكرى فقط
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat