صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

لماذا لا نتآمر؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أمضينا معظم القرن العشرين ولا زلنا نتحدث عن المؤامرة , وما عرفنا كيف نتآمر , مثلما يتآمر الآخرون.
وفي عُرف التفاعلات القائمة ما بين القوى الأرضية , أنها تتصارع من أجل مصالحها ومصادر القوة والطاقة اللازمة لبقائها وهيمنتها , ولا توجد قوة أرضية ما سعت بهذا الإتجاه.
إنه قانون الحياة , وما تغير منذ الأزل , وسيتواصل أبدا.
فالقوى تتآمر من أجل مصالحها , وما نسميه مؤامرة في منهاج تفكيرنا , إنما هو أسلوب صراعي لتحقيق المصلحة.
ولا توجد دولة واحدة في هذا العالم غير متآمرة من أجل مصالحها , وقوتها وقدرتها على التمكن والتقدم والرقاء.
والدول الوحيدة التي لا تتآمر من أجل مصالحها هي الدول العربية , التي يجيد معظمها مهارات وقدرات ومناهج التآمر ضد مصالحها.
فالبلدان التي فيها قلاقل وإضطرابات , إنما تتآمر فيها القوى السياسية ضد مصالح البلد , وتتوهم بأنها تحقق مصالحها الفردية والحزبية والفئوية , وتنسى بأنها قد تحولت إلى متآمر ضد نفسها ووطنها وشعبها من أجل تحقيق مصالح الآخرين.
فلماذا لا نتآمر من أجل مصالحنا؟
لماذا لا نتعلم فن ومهارات وخبرات التآمر من أجل مصالحنا الوطنية؟
إن المؤامرة بهذا المفهوم حق وطني وواجب إنساني وإرادة بقائية مشروعة , لأنها تساهم في تحقيق قوة وعزة وأمن وسلام المجتمع وتحافظ على الوطن.
فلو تآمرنا من أجل مصالحنا الوطنية , لأدركنا بأننا نتفاعل بروح واحدة , وإرادة ثابتة , وأن هناك ما لا يحصى من المشتركات التي تجمعنا , ونوظفها للوصول إلى أهداف وطنية نبيلة سامية.
ولهذا فمن الوطنية دعوة جميع الأحزاب والفئات والقوى , للتآمر من أجل تحقيق مصالح الوطن والمواطن.
لا أن يكونوا عناصر في مؤامرات تحقيق مصالح الآخرين , الطامعين في طاقات وخيرات البلاد.
وأن لا يقوموا بدور "القرادة" التي تمتص دماء الأحياء وتصيبهم بالضعف والهزال.
فالكثير من أبناء الأوطان المنكوبة بأحزابها وقواها السياسية , التي تشبه "القرادة" , فلا تشبع من مص دماء وجودهم وتبديد طاقاتهم وإنهاكهم , حتى يصلوا إلى التداعي والإنهيار.
فتآمروا أيها السياسيون , من أجل وطنكم وشعبكم , ولا تكونوا أعضاء فاعلين في مؤامرات الآخرين.
فهل ستتآمرون أم ستؤمرون؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/24



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لا نتآمر؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net