صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

كلام في السياسة من اسطنبول الى طهران ..
احمد سامي داخل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتسارع الاحداث  في المنطقة وفي دولها الرئيسية ذات الكثافة السكانية وذات الامكانيات الثقافية والحراك الاجتماعي والسياسي لعل المتتبع للحراك السياسي في تركيا وايران والعراق ومصر وسوريا يمكن ان يجد بوضوح ان هنالك تأثر وتأثير متبادل يجري بين مايحدث في بلد معين وبلد اخر فما يحدث في تركيا لة تداعياتة على العراق ومصر وسوريا وكذا مايحصل في ايران ونتائج الانتخابات فيها ولاننسى تأثيرات الملف السوري على المنطقة برمتها هكذا هي الاحداث مترابطة وتتبادل التأثير بفعل عوامل التاريخ والدين والجغرافية .ماحدث مؤخرآ يشير بشكل او بأخر الى عودة الحياة الى قيم الحداثة والى قدرتها على الحياة والمطاولة رغم ان هنالك  تحديات حقيقية في هذا الشأن ولكن اثبتت قوى التحديث والمدنية انها لازالت لها جمهور واصوات مسموعة وان العالم الاسلامي يمكن ان ينتج نخب حداثوية وخطاب حداثوي يخرج من اطار النخبوية وصالونات التنظير ليجد لة صوت وتعاطف شعبي في العالم الاسلامي وان العالم الاسلامي لاينتج  فقط المتشددين او الارهابين بل ان هنالك مساحة وفرص لظهور الخطاب المدني الحداثوي  التنويري ...

(صفعة في وجة السلطان ) .

بالرغم من ان التجربة في تركيا بقيادة اردوغان تجربة جائت عن طريق الانتخابات وبالرغم من انها تجربة لها بعض الجوانب الايجابية والحق يقال وانها تجربة لحزب اسلامي يؤمن بالمدنية والاساليب الدستورية وهذة تحسب لة وكان من الممكن ان يقدم نموذج لحزب اسلامي ديني يؤمن بالحداثة والديمقراطية ويتطور على غرار الحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا او على غرار المنظمات المسيحية الانجيلية التي تدعم الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة لكن الذي حدث عكس ماكان متوقعآ فالحزب الذي جاء الى الحكم وفق دستور علماني اتضح انة يحمل مشروع للتحكم في توجهات الناس وحياتهم  الخاصة وهنا حدث المحظور فهوية الدولة العلمانية والثقافة الاتاتوركية المترسخة الظاربة الجذور واليسار التركي القوي والمثقفون اللبراليون الاتراك الكبار امثال الروائي اورهان باموق والشاعر التركي الراحل واليساري المعروف ناظم حكمت كل هاؤلاء شكلوا الضمير التركي وما مشاركة بعض كبار الفنانين الاتراك مثل خالد ارجنش الذي مثل دور السلطان سليمان في مسلسل حريم السلطان الشهير والممثلة هزال كيا وغيرهم وما حمل المتظاهرين العلم التركي مطبوع علية صورة مصطفى كمال اتاتورك وانشادهم الاغاني التركية القديمة وما رفع بعض العلوين  لمجسم لسيف ذوالفقار للأمام علي (ع)وما تحسس الاكراد واغلبهم علويون واستمرار التفافهم حول قضيتهم القومية والمذهبية كل هذة العوامل مع العامل الاقتصادي المتمثل بأستمرار الفقر والتفاوت الطبقي وان عوائد التقدم الاقتصادي تنحصر في فئة من رجال الاعمال الموالين لحزب العدالة كل هذة العوامل عبرت عن رفضها لسلوك اردوغان الرامي لعودة التجربة العثمانية بصيغة جديدة فبعض الكتاب والفنانين تعرضوا للمضايقات لابل ان رئيس الوزراء شن هجوم على مسلسل حريم السلطان ودافع عن السلطان سليمان وعمل على اطلاق اسم السلطان سليم الاول وهو مشهور بمذابح العلوين وموقفة من الملف السوري وهو يتعامل مع بعض المنظمات المتطرفة ويخرج من اطار الديمقراطية التي تعني الحياد عندما يقع الصراع بين نظام دكتاتوري مثل نظام البعث السوري ومعارضة طائفية تحكمها عقلية القرون الوسطى التي تجيز ذبح المختلف المذهبي والفكري ...من هنا فأن الاتراك الشجعان قالوا كفى لمشروع التخبط في وحل الشرق كما جاء على لسان بعظهم وهنا نسجل لقوى الديمقراطية التركية وقفتها وكم كنت اتمنى على الاسلامين الاتراك ان يقتدوا بتجربة الاحزاب المسيحية الديمقراطية الاوربية ويفرق بين الحكم والتحكم فأن تحكم فهذا يعني انك تمثل الكل بغير استثناء ولا تفرض رؤيتك الثقافية على الدولة والمجتمع فهذا محظور ولكن يحق لكل الاحزاب بما فيها الاسلامية ان تدعوا الى وجهة نظرها بالحوار والاعلام ووسائل الاقناع من غير فرض او اي نوع من انواع الاكراة على سبيل المثال اذا كان حزب العدالة يرغب بمحاربة الخمور فعلية ان يدعوا الى ذالك من خلال المساجد او الصحف او وسائل الاعلام لاان يكرة الاخرين عبر اصدار قانون يمنع بيع الخمور بعد الساعة العاشرة ليلا او يرفع الاسعار فهذا مرفوض . في ظل بلد حداثوي التوجة ديمقراطي النزعة .انا اعتبر ان ما حدث في تركيا ردة فعل ديمقراطية حداثوية مدنية ضد مشروع يريد ان يعيد عقلية السلطان العثماني بثوب جديد . فهل سيترك ماحدث في تركيا اثارة على توجهات تركيا الداخلية وعلى السياسة الخارجية في المنطقة اعتقد ذالك  . وفي موضوع في بقعة اخرى من المنطقة في ايران اتت الانتخابات بمرشح قريب من التيار الاصلاحي وهي مفاجئة نسبية بعد هيمنة التيار المحافظ على السياسة الايرانية خلال عهد احمدي نجاد وبعد وضع زعماء الاصلاح مثل ميرحسين موسوي ومهدي كروبي رهن الاقامة الجبرية وقمع حركة الاحتجاجات التي تلت الانتخابات ومنع رفسنجاني والتضيق على محمد خاتمي واذا كان التيار المحافظ عرف بتشددة السياسي في المجال الداخلي من حيث التعامل مع ملف الحريات العامة وتشدد في المجال الخارجي من حيث ملفات المنطقة او العلاقة مع الغرب والمنطقة واذا كان التيار المحافظ يعتمد في قوتة على سكان الريف الايراني ومؤسسة الحرس الثوري والبسيج ورجال الدين في الحوزة العلمية    في قم   فأن التيار الاصلاحي يمثل النقيض  فهم من حيث التركيبة يمثلون طلبة الجامعات ونسبة كبيرة من سكان المدن الكبرى مثل العاصمة طهران حيث قوة التيار الاصلاحي اضافة الى تأيد مجموعة من الكتاب ورجال الاعلام والصحافة وبالتالي فأن طروحات التيار الاصلاحي  اتجهت في الميدان الداخلي نحوالمطالبة بالمزيد من الحقوق المدنية والحريات العامة والمزيد من المدنية والتخفيف من حدة الطابع الديني الايديولوجي في الحياة العامة  والمزيد من الانفتاح على السياسة العالمية في المجال الدولي ومايهمني هو موضوع تعامل النظام مع موضوع الحريات اعتقد ان  الاصلاحي الشيخ الدكتور حسن روحاني طرح في برنامجة الانتخابي  اطلاق سراح احرار الفكر واقرار الحقوق المدنية واقامة علاقات مع الولايات المتحدة واذا كان حسن روحاني يمثل خيار اصلاحي مقبول من مرشد الثورة فهو بالنهاية من رجال الثورة الاسلامية وابتداء العمل السياسي منذ الستينيات معارض للشاة وهو عضو مجلس الخبراء وهو كان مسؤول عن ملفات الامن واعادة بناء القوة الجوية ومقرب للمرشد فأنة مقبول من بعض الاصلاحين كونة ليس رجل دين فقط بل هو حاصل على الدكتوراة بالقانون من اسكتلندا  وهو المثقف صاحب المؤلفات بل لة رواية و اضافة الى اجادة عدة لغات اوربية ان السؤال الذي يطرح نفسة هو مقدار الشوط الذي سيقطعة هذا الاصلاحي والى اي مدى يستطيع ويرغب بالوصول الية وهل ستسمح لة مؤسسات النظام التقليدية بتنفيذ برنامج اصلاحي ام ان تجربتة ستجهض على غرار التجربة الخاتمية وتبقى المؤسسة التقليدية محافظة على مقاليد الامور لدرجة تمنع   اي محاولة اصلاح حقيقي وبالنهاية لابد من الاخذ بنظر الاعتبار ان التيار المحافظ وخصوصآ خلال فترة احمدي نجادي قد ادى الى قطيعة ايرانية مع العالم وقطيعة كبرى للنظام مع الاوساط الثقافية والطبقة الوسطى والعديد من سكان المدن فهل ان المجيئ بروحاني محاولة لأاصلاح ماافسدة دهر المتشددين ام انها فلتة انتخابية .ولكن يشهد لدعاة الاصلاح والديمقراطية في  ايران  صمودهم امام ضربات  التيار المتشدد ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/17



كتابة تعليق لموضوع : كلام في السياسة من اسطنبول الى طهران ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net