اتفاقية دبلن انتهاك اوربي خطير لحقوق الانسان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الدول الاوربية التي كانت السباقة في مجال انتهاك كل انواع حقوق الانسان,كانت هي ايضا السباقة لتشريع قوانين حقوق الانسان من اجل الزام نفسها (الامارة بالسوء) بهذه القوانين بعد ان عانت هي نفسها من انتهاكات بينية خطيرة لحقوق الانسان,وعانا العالم من انتهاكاتها الخطيرة لحقوق الانسان ضد الكثير من شعوب العالم التي احتلتها وتقاسمتها كما تتقاسم الوحوش الفريسة,كل حسب قوة فكه وطول مخالبه.
الحماس الاوربي لتطبيق اتفاقيات حقوق الانسان بعد الحرب العالمية الثانية بدا يتضائل بالتدريج وبمرور الزمن(وعادت حليمة الى عادتها القديمة),فبدات اوربا بتشريع قوانين وعقد اتفاقيات غير انسانية ,وبدات بعض دول الاتحاد الاوربي بتشريع قوانين داخلية منفردة تنتهك بشكل سافر حقوق الانسان..معظم انتهاكات حقوق الانسان في اوربا موجهة ضد الانسان المصنف من الدرجة الثالثة والقادم من دول يسميها الغرب ظلما بدول العالم الثالث!.
احدى اكبر انتهاكات حقوق الانسان المشرعة قانونيا في اوربا هي اتفاقية دبلن التي تنص على حرمان الانسان المضطهد المطارد من اختيار ملاذه الامن بنفسه ومنعه من اختيار البلد الذي يعتقد بانه الانسب لحفظ كرامته وانسانيته ..اي ان الاتحاد الاوربي يتعامل مع اللاجئين بطرية اصطياد العبيد القديمة .
بعض الدول الاوربية استخدمت هذه الاتفاقية استخداما تعسفيا حيث انها تسعى لاسترجاع جميع من مروا بها او طلبوا الفيزا من احدى سفاراتها ,الارجاع يكون حتى ولو بالقوة والاكراه.. وعلى سبيل المثال جمهورية المانيا التي اعادت مؤخرا الكثير من الناس ممن لجأوا الى دول اخرى فقط لانهم طلبوا الفيزا من احدى سفاراتها المنتشرة في العالم بغض النظر عن عدم رغبة هؤلاء الناس باللجوء الى المانيا ,وبغض النظر عن حجم الالام التي يسببها لهم هذا الاكراه الظالم على تغيير بلد لجوئهم.
للحق اقول ان هناك دول مثل ايطاليا لاتنفذ هذه الاتفاقية الا ماندر, بل وتقدم اجور وتسهيلات السفر للراغب في مغادرة اراضيها .
اتفاقية دبلن هي اتفاقية غير انسانية ومستهتره بانسانية الاجانب ,واكثر فقراتها استهتارا هي تلك التي تنص على ان اللاجي الذي لايرغب في الاعادة القسرية الى بلد معين عليه ان يختفي لمدة 18 شهرا في دولته المفضلة(اي ثلاث فترات بحث كل منها يستغرق مدة 6 اشهر)..اي ان عليه ان يضيع 18 شهرا من عمره هاربا مشردا خائفا متخفيا,وان كان لديه اطفال فان هذا يعني حرمان اطفاله من التعليم لعامين دراسيين كاملين..و في اغلب الاحيان يكون الشخص المختفي(المتشرد قسرا )عرضة للاستغلال اول للعبودية من قبل اشخاص اخرين ,او ربما سيدفع به تشرده للوقوع في احضان عصابات الجريمة المنتشرة في اوربا.
واخيرا اسمحوا لي ان اقول..انا لا تمنى ان ينتهي مسلسل هروب العرب ولجوئهم الى الغرب فقط..بل اتمنى واسعى ان تصبح اوطاننا امنه متنعمة بخيراتها ,يلجا لها الناس للاحتماء بها والعيش في كنفها ,حتى لو تحقق هذا الحلم في جيل بعد جيلي.
وشكرا
عدنان شمخي جابر الجعفري