صفحة الكاتب : رسول الحسون

تقليعة الديمقراطية الجديدة
رسول الحسون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الامور الغريبة العجيبة التي احيانا لانجد لها تفسيرا منطقيا  وموضوعيا يمكن ان يمنحنا القناعة بما يحدث على الساحة العربية من غرائب وعجائب ، اليوم العالم يتفاخر ويتباهي بما وصلت اليه انظمته السياسية من ممارسات ديمقراطية  حيث بمرور الزمن يبدع في خلق المناخات الجديدة  لتوسيع  مفهوم الديمقراطية  وعدم اقتصارها بعلاقتها في تشكيل النظام السياسي ، بل  جعل الية الممارسة الديمقراطية  الاساس في بناء المجتمع بكل قواعده ابتداءا من ممارستها بين اعضاء الاسرة الواحدة في تحديد اولويات مصالحها بمشاركة الجميع في وضع اسس تنظيم  تكاتفها وانسجامها واولويات متطلباتها ، وكذلك ممارسة الديمقراطية بين فريق العمل في اي قطاعاتها المختلفة لتنظيم العلاقة بين  بين الموظفين ومرؤسيهم  تقنين الواجبات والمسؤوليات والمشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات المتعلقة بمسيرة العمل ، بالاضافة  الى تضمين الانظمة التي تحكم  عمل الفعاليات المجتمعية الاسس الديمقراطية في ميزات او اليات فعالياتها لتحقيق الغايات المتوخاة من انشائها ، ووصل الامر في المجتمعات المتحضرة التي تتمتع بالانظمة الديمقراطية الحقيقية ان يشارك اطفال رياض الاطفال والمدارس التمهيدية  رغم  صغر اعمارهم او طلاب المدارس في مختلف المراحل الدراسية في اتخاذ القرارات التي تتعلق  بشؤونهم المدرسية من خلال طرح افكارهم وارائهم بكل حرية وبناء منهج عمل مشترك مع مدرسيهم ومعلميهم في ممارسة ديمقراطية تعطي لكل منهم قيمة متساوية متكافئة للمشاركة في اتخاذ التوصيات والمقترحات بالحياة الدراسية ، ولكن لازالت انظمة الحكم في منطقتنا  تعيش عالم  التوريث والخلافة السلطوية بعد ان اصبحت تلك الممارسات  مواضيع عفى عنها الزمن وتدرس في مادة  التاريخ  كأحداث نسيا ومنسيا ، واليوم تخرج علينا الصحف والقنوات الفضائية العربية تهليلا وتعظيما  وتبجيلا على ممارسة فريدة وسابقة حضارية في تطبيق جديدة للديمقراطية  بعد تنازل الامير الى ابنه ولي العهد واعلان المبايعة بين افراد الاسرة الاميرية ، واعتبارها ممارسة ديمقراطية جديدة  تتجاوز المعنى التقليدي اللغوي المستمد من اللغة اليونانية حكم الشعب بنفسه ، وتتحول الى ان حكم  الدولة والامارة يختزل بافراد الاسرة الحاكمة نفسها وعلى الباقي من الشعب السمع والطاعة ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين،  وبدأت الاقلام المثلومة تكيل المدح والتغزل والاشادة  بذلك التنازل التاريخي والحضاري وتناقلته وسائل الاعلام العالمية كحدث عالمي نقلت وقائعه مباشرة وعلى عنوان الاخبار العاجلة ، ليطلع العالم باسره على الديمقراطية الجديدة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسول الحسون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/02



كتابة تعليق لموضوع : تقليعة الديمقراطية الجديدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net