لنكن 30 مليون عبد الزهرة شيال
مصطفى سعدون
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم اكن اعرفه سابقاً، ولم التقي به يوماً ما، ولم تتداول اسمه وسائل الاعلام الباحثة عن شخصيات ترتدي البدلة الانكليزية والحذاء الايطالي وترغب بالعطر الفرنسي، كل ذلك لأنه رجل سبعيني يرتدي الزي العربي، والذي ابى ان يبقى جليس "الفيس بوك" كحالي وحال عدد كبير من ابناء الوطن المضطهد، وخرج في ليل ذي قار المفعم بروح الشعر والادب حاملاً "فانوسه" ضد مسؤولين سرقوا قوته وقوت ابنائه واحفاده، هذا هو عبد الزهرة شيال الذي سيخلده التأريخ وسيلعنه الساسة، لأنه سيكون الشرارة الاولى التي ستنطلق منها مسيرات الغضب ضد واقع بائس يعيشه ابناء بلد مابين النهرين، هذا الرجل السبعيني لم يكن في بدايات عمره ليؤوسس لمستقبل يبدأ بالتظاهرات وينتهي بكراسي السلطة، او انه يكون قائداً لتظاهرات من اجل التفاوض مع السلطة والحصول على مكاسب مادية، او انه مدفوع الثمن لتسقيط شخصية حكومية معينة، او انه يريد المشاركة في اصلاح الوضع للعيش برغد خلال سنوات عمره المتقبية، وانما دفعه الذات الاصلاحي الموجود في كل انسان، لكن لم يتم تفعيله من قبل الكثيرين، الذات الاصلاحي دفع عبد الزهرة شيال للتظاهر من اجل المساهمة في تحقيق مستقبل لاحفاده، ولم تدفعه "زماطات" دينية او مذهبية او قومية او مناطقية او حزبية.
نحن بامس الحاجة اليوم الى ان يكون عبد الزهرة شيال قائداً لتظاهرات عراقية "بحتة" بعيدة عن كل التوجهات "المقيتة" ننطلق بها من ساحة التحرير الى المنطقة الخضراء، لكسر تلك الصبات الكونكريتية، ونغزو بحب "العراق" المنطقة "الصفراء" ونجعلها منطقة "وردية" مليئة بالشعر والحب والانسانية، ويكون فيها الجميع واحد ونطرد من سرقنا وقتلنا وفجرنا وحرمنا واضطهدنا.
لعل الذي يقرأ هذه الكلمات من منتفعي السلطة سيتهمني بالمدفوع الثمن وتحريضي وربما بعثي وقاعدي، لأنني تطرقت الى المناصب "المقدسة"، المتمثلة بدولة الدولة، وسيادة الرئيس، خشية منه ان يكون لدينا ثلاثون مليون عبد الزهرة شيال، ولو فعلاً تحققت امنيتي وكُنا جميعاً عبد الزهرة شيال، فإن الحلم سيتحقق والحيتان ستنقرض، والاقنعة ستسقط، والحق سيظهر، والسلطان سينتهي.
واخيراً هل سيلبي البعض الدعوة للخروج بتظاهرات سلمية للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء وباقي حقوق المواطن؟، وهل ستكون هناك ارادة حقيقية لتغيير واقع مرير قبل ان نُغير الشخوص؟، وهل سيأتي يوماً ويفتخر به ابناؤنا بان ابائهم انتفضوا من اجل مستقبلهم؟، وهل ستنطلق شعاراتنا من رؤية وطنية بحتة؟، وهل سيكون بيننا العم عبد الزهرة شيال في يومِ ما؟
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مصطفى سعدون
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat