يحكى في احدى الروايات ان شخص كان يتجول في السوق يوميا ويسرق بعض الحاجيات من المحال ويعطيها الى فقراء يجدهم على قارعة الطريق، واستمر على هذا الحال لسنوات عدة، وفي يوم ما رأى ذلك الشخص احد رجال الدين الكبار في مدينته، لكنه لم يأبه الى وجود رجل الدين بالقرب منه في السوق، واستمر بممارسة السرقة واعطائها للمتسولين والفقراء، لمح رجل الدين تصرفات ذلك الشخص وهو يسرق بعض الحاجيات من المحال ويعطيها لمن جالس في طريقه من الفقراء، حتى ناداه رجل الدين وسأله ماذا تفعل؟، تسرق الحاجة وتعطيها الى متسول او فقير، فاجاب الامام قائلاً: اولست مسلم؟ فقال رجل الدين نعم.. فقال اوليس محمد نبيك.. فاجابه نعم.. وسأله مجدداً اوليس الاسلام دينكم.. فقال له بالتأكيد، فاجاب قائلاً: انا رجل مسلم اتبع مايرشدني اليه ديني، فقال رجل الدين الى ماذا يرشدك دينك؟ فاجابه" ديني الاسلام يقول لي ان الحسنة بعشرة والسيئة بمثلها، وانا قمت باعطاء الاشياء التي اسرقها الى من يحتاجها وهذه هي الحسنة التي تُضاعف بعشرة، وبذلك اكون انا قد كسبت "تسع حسنات وفعلت الخير!!!
هذا الرياء الذي مارسه ذلك الشخص لم ينتهي في ذلك الزمن بل وصل الى زمننا هذا ومن سياسيينا تحديداً، فالكثير من المتأسليمن ومن الذين حسبوا انفسهم على الدين واهله يمارسون مثل هذه التصرفات ويشرعنون كل ماطاب لهم ووجدوا فيه مصلحتهم، وبطرق تقنع الاخرين، لكن في دواخلهم اشياء كثيرة تقول لهم "انكم حقراء"، لكن الجشع الذي تغلغل في دواخلهم سيطر على كل شئ في حياتهم وتصرفاتهم.
روايتان لعضوين مهمين في مجلس النواب، الاولى على لسان العضو والذي يقول انني وفرت حماية لنفسي عشرة اشخاص واستلم رواتب العشرين الاخرين لأمنحها
للفقراء والمحتاجين ولدي اسماء وقوائم امنح من خلالها الرواتب لتلك العوائل، اما الاخر المعروف بكل ماهو سلبي يقول ان راتبه الذي يستلمه من مجلس النواب يذهب لزواج الشباب دون ادخال دينار واحد منه في جيبي "بارك الله بيكم"، لكننا يا سادتنا النواب لسنا بحاجة الى ان تتركوا عملكم التشريعي والرقابي وتتحولون الى منظمات مجتمع مدني ومؤوسسات اغاثة اجتماعية، بل نريدكم ان تكونوا في مكانكم المخصص وتمارسون دوركم الرقابي والتشريعي باكمل وجه، وان تلغوا رواتبكم التقاعدية، وان تسألوا انفسكم، هل فعلاً انتم تستحقون كل الامتيازات التي حصلتم وتحصلون وستحصلون عليها؟ وهل كنتم على قدر المسؤولية التي منحكم اياها الشعب؟
لكن لسان حالنا يبقى يقول "عمل النواب، بما لايشتهي الشعبُ"
hamlitzaeem@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat