هل حكم الفاشستيون العراق ؟
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماء السماء الكندي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتصاعد وتيرة التصريحات والتحليلات وتصب في بوتقة الوضع الأمني ، المالكي.. بالرغم من انه رئيس الوزراء ولديه أعمال سياسية واجتماعية إلا أن الملف الأمني بات المحور الرئيسي والمنهج الوحيد الذي اندرج في دفتر يومياته.
بعد أن أجهض البرلمان العراقي سياسة الحوار ولغة تقارب وجهات النظر أصبح من الصعب بل من المستحيل إنعاش البلد واستتباب أمنه والتنعم بسيادته ، الكلمات والوعود الواهية والتزييف والخداع أصبح الآن هو اللاعب الأساسي في تشكيلة الساسة العراقيين إضافة إلى التسقيط المقيت الذي جثا على صدور العراقيين نتيجة لاختلاف بسيط في كرسي أو مهمة أو نفوذ ، أصبح العراق حقل تجارب لاذع الصيت سريع الاستقبال بل واثبت هذا الحقل نجاحا وتقدما مزدهر استقطب جميع الدول المتقدمة لخوض تجربة مشوقة كالإرهاب و اللوجستية والسرقة والتلاعب بمصائر الشعب إضافة إلى زرع نماذج من البطش والهتك لرؤية مدى قابلية الفرد العراقي وتحمله ليبقى دون حراك كي يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
بعد أن أسس الايطالي بينيتو أندريا موسوليني الحركة الفاشية المشكلة من المحاربين المسلحين القدامى واتخذ هذا التكور كفكرة مستنبطة من واقع مأساوي عاشته ايطاليا نتيجة دخولها الحرب العالمية الأولى ، حيث شهدت ايطاليا أعمال عنف وتشكيل عصابات وتدمير البنى التحتية وانعدام الاستقرار الأمني والسلب والنهب والقتل من اجل العيش ، كل تلك الأوضاع دفعت موسوليني لتدبير خطة محبوكة للقضاء على الفوضى العارمة التي خلفتها الحرب في البلاد.
لم يبق موسوليني عالقا بين آمال السلطة وخيبات الدعم المعنوي حيث قام بحملة ( ديماغوجية) كبيرة لاستقطاب الناس والمهمشين والمجرمين والمنحرفين والعزف على وتر عواطفهم من خلال رسم مستقبل زاهر لايطالية ، ونتيجة للعجز الحاصل في الدول وضياع الحكومة بكافة تشكيلاتها بسبب الحرب فقد أصبح الوصول إلى كرسي الحكم أسهل بكثير مما كانت عليها ايطاليا وما كان يحلم به موسوليني.
حقق اندفاع موسليني وعصيانه نتائج مبهرة جعلت من الحكومة المركزية تمد يد العون له حتى أعيد فتح المصانع والمدارس وتم إنهاء الإضراب والاضطراب المدني ، الجدير بالذكر إن موسوليني لم يتجاوز 39 عام حيث أصبح اصغر رئيس وزراء في ايطاليا.
أسس موسوليني حزبا سياسي يدعى الفاشستي واعتمد أعضاؤه على سياسية العنف مرتدين قمصان سود وهم يحملون دستور همجي معقد يعمل على تشتيت أي تظاهرات عمالية مطالبة بحقوقها أو تحسين وضع البلاد فكان رد الفاشستيين هو القوة المفرطة في الضرب والقتل في سيبل فض التظاهرات ، عمل موسوليني على تدمير الطبقة الشيوعية بالكامل وأذاقهم أسوء أنواع العذاب كما وأصبحت ايطاليا تحت حكم مجموعة من المجرمين وليسوا من السياسيين.
لم يختلف منهج موسوليني عن هدام الملعون بل كان شبيها له فقد أصبح العراق مشتركا بنفس السياسة الايطالية نتيجة لتهميش المجتمع وقتل وبطش الشباب وقطع السن المتحررين ، وبعد أن سقط هذا الدكتاتوري المشين تنفس العراق نسائم الحرية ولم يكُ هذا البلد يحلم يوما أن تنهار اعمد الحصن الدكتاتوري ليهوي وحاشيته تحت الأرض.
أمثلة كثيرة انتهجها حكام العالم لا تختلف عن منهج العراق إلا أن الشخصية تختلف لكن التطبيق واحد ، ومن هنا سيعود العراق إلى حقبة ما قبل السقوط بعد أن يتم ترهيب المجتمع من خلال طرق وأساليب مستحدثة كي لا تتشابه أدوات الشخصيات المنصرمة أو اللاحقة لينتفض الشعب ضدها بل بالتجميل الكلامي والتهليل الفيروزي الذي يخدم الشعب وهو بالحقيقة لا يخدم سوى آفات الفساد من السياسيين.
لعل رئيس الوزراء نوري المالكي له تصور آخر من خلال ما تشهده الساحة العراقية من أعمال عنف وترهيب فالبعض يستهدف السلك الأمني لتعطيل القوانين المعلقة وتسقيط حكام الدولة والبعض الآخر يسند الفاعلين والمسؤولين عن الجهاز الأمني والآخر يطعن بهما ، ما الحل أذن ؟ لعل المشكلة الأمنية متعلقة بوجود المالكي كشخصية تحكم البلاد وليس كحركة تترأس السلطة التنفيذية ، فهل للمالكي مآرب أخر غير التمسك بالسلطة لرؤية ما وضع العراق بعد أن يستقيل واقصد هنا وضع العراق امنيا وليس سياسياً لان السياسة تسير وفق ما يرتأى الساسة لكن الوضع الأمني لا يتماشى مع شفافية ونزاهة النواب ورئيسهم النجيفي الذي لم ولن يحرك ساكنا ولن يتدخل في شؤون إنعاش البلد بل له الصلاحية التامة لتأزم الوضع وإرباك الشارع المدني ، هل سيعمد المالكي إلى إخماد نار الصراعات والاتهامات ويرحم العراق من خلال تقديم استقالته أو العزوف عن الترشيح للرئاسة بدورة ثالثة كي يشفي فضول السياسيين وينقذ من تبقى من المدنيين؟.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat