صفحة الكاتب : معمر حبار

قطار الإستدمار
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كلما جاب المرء أرض الجزائر شرقا وغربا، إلا وحمد الله تعالى على نعمة طريق السّيار. فالمسافر يقطع الجزائر، التي تفوق مساحتها 05 مرات مساحة فرنسا، والأولى مساحة في إفريقيا، بعد تقسيم السودان الشقيق،  في ساعات معدودات، وفي أمن وراحة وسلام .. لذلك وجب تقديم الشكر لكل من ساهم في تشييد طريق السّيار.

 
 ومن الجور في حقّ كل السّاهرين، أن يُحصر الشكر في شخص واحد، كما أنّه من الإجحاف، أن يتحمل عيوب السّيار، شخص واحد. فطريق السّيار أكبر من أن يقوم به شخص واحد، والجزائر أكبر من يختصرها مجهود شخص واحد .. فالشكر إذن للجميع ودون استثناء. وإذا كان هناك تفريط وتقصيروتبذير وإهمال، يتحمّله الجميع ودون استثناء.
 
لكن هذا العمل المنجز، والواضح المعالم، البيّن الفوائد، مازال بحاجة إلى من يضيف إليه، ويرتقي به لمصاف الكمال .. فلا يُعقل أن تستغرق المسافة الرابطة بين الشلف وتنس، والمقدرة بـ 50 كلم، ساعتان من الزمن، والسبب في ذلك ..
 
 أن الطريق الوحيد مازال على حاله، لم يشهد توسعة ولا تحسينا، فبقي عاجزا عن استيعاب عدد المركبات المختلفة، وتوافد الزائرين على السواحل والشواطى.
ومازاد الأمر تعقيدا، وحركة المرور اكتظاظا، إلغاء السكة الحديدية المؤدية إلى ميناء تنس، عبر محطة القطار بالشلف.
 
الاستدمار الفرنسي، بنى السكة الحديدية، قصد نهب الخيرات، وإيصالها إلى فرنسا في أسرع وقت وفي أحسن حال، لأنه كان على يقين تام، أنه سيظل في الجزائر، وتبقى الجزائر قطعة فرنسية إلى الأبد، ولم يكن له أدنى شك في أنه سيُطرد من أرض الجزائر، لذلك شيّد الطرقات والجسور والأنفاق، بدماء وعرق الجزائريين، ولو كان يشك في بقاءه لحظة واحدة، ماأقام حجرا على حجر.
 
ومن الأخطاء التي ارتكبت غداة استرجاع السيادة الوطنية، هي إزالة خط السكة الحديدية الرابط بين الشلف وميناء تنس، الذي شُيّد في عهد الاستدمار الفرنسي، مازاد في تفاقم حركة المرور، خاصة في السنوات الأخيرة.
 
والسؤال المطروح .. متى يعود هذا الخط، ويربط بين اليابسة والبحر، ويساهم في البناء والتعمير، بعدما وضعه الاستدمار للنهب والهدم؟.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/29



كتابة تعليق لموضوع : قطار الإستدمار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net