صفحة الكاتب : محمد السمناوي

ومضة في المشي تجاه عاشوراء الحماسة والعرفان
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 إن الذي يمشي في درب الامام الحسين (عليه السلام) ولم يشعر أو لم يستطع أن يعيش هذه الأجواء الروحانية ، عليه أن يكرر الزيارة مرارا ً وتكرارا ً مشيا ً على الأقدام ففي تكرار طرق الباب فإنه سوف يُفتح فكيف بباب الامام الحسين (عليه السلام) الذي هو رحمة للعالمين.
كما كان جده المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) كذلك ولا أتصور يوجد هناك شخص ٍ يذهب لزيارة سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام ) مشيا ً ولا يشعر ببعض تلك المشاعر ومظاهر الطاعة والفضيلة. واللذائذ المعنوية في اعماق نفسه ، 
كيف وإن الطاعة لا تـُقبل إلا برضا أهل البيت).عليهم الاف التحية والسلام)
 
إن الخطوات التي يطويها المحب تجاه الأئمة (عليهم السلام) هي عبارة عن ذلك السير والقصد لطريق الكمال والسعادة والذي يسير مشيا ً إلى كربلاء سوف يشعر بأنه يعيش في مدرسة تـُخَـرج أناسا ً يسعون للحصول على التقوى والطاعة لأحكام الله تعالى والتي ينطوي خير الدنيا والآخرة تحت لواء هذه الكلمة العظيمة ألا وهي التقوى.
إن الباحث إذا أراد أن يبحث شيئا ً ، وكان بعيدا ً من الناحية العملية والتطبيقية من جوانب بحثه ، فسوف تكون نتيجة هذا البحث خاليا ً من روائح التأثير ، بحيث إنه لا يعيش المناخ ولا يشعر بدرجة الحرارة ، والطقس للأبحاث التي يكتبها .
وهكذا الذي يريد أن يبين للناس أن المشي إلى الإمام الحسين (عليه السلام) في المناسبات المختلفة والكثيرة أو في أي وقت كان يعيش الضمأ والعطش المعنوي تجاه أولياء الله تعالى .
إن المشي إلى الأئمة)عليهم السلام( إلى قبورهم ومشاهدهم وتعظيم منازلهم يجعل الماشي على قدميه يشعر بأنه يتجه نحو الحق ونحو الاستقامة ومن الواضح إن أهل بيت العصمة والطهارة ) عليهم السلام)لا يسيرون وراء الحق حتى يتعلموا منه كيف يكون الحق ، وما هي حدوده ، وأحكامه ، بل إن الحق هو الذي يبحث وراءهم ويتعلم منهم كيف يكون حقا ً وبعبارة ٍأخرى إن الحق هو الذي يأخذ درسا ً عندهم (عليهم أفضل الصلاة السلام) .
ورد في زيارة الجامعة الكبيرة : (( وبموالتكم تـُـقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة)). (1)
فالمشي إلى الحسين (عليه السلام) يحتاج إلى توفيق لأنه طاعة لله تعالى . 
وبغير التوفيق الإلهي لا تتحقق الطاعة الكاملة لله تعالى. ورد في زيارة الجامعة الكبيرة : (( فثبتنيَّ الله أبدا ً ما حييت على مولاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم)) (2) .
ونجد إشارة إلى الامام الحسين (عليه السلام) يشير فيها ويطلب من الله تعالى ويسأله التوفيق والهداية : (( اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل التقوى ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر ، وحذر أهل الخشية وطلب أهل العلم وزينة أهل الورع )) .(3) 
كذلك اللذة والنشوة الإيمانية تحتاج إلى توفيق فلو قيل في بعض الأحيان لا يجد الزائرلمرقد الامام الحسين (عليه السلام) لذة ً في زيارته ولم تدمع عينه وفقد قلبه الخشوع كما يشير الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة وارث : ((فإن خشع قلبك ودمعت عينك فهو علامة ٌ للإذن )).(4)
إن الزيارة إذا لم تتعطر برائحة الخشوع القلبي والعين الباكية أو الدامعة في ذلك الإرتباط والإنشداد الرهيب والعجيب في الساحة والحضرة الحسينية حيث الأنس بالسلام والتحدث مع ولي الله الامام الحسين بن علي(عليها السلام) لا تكون كاملة ً والدليل على ذلك إن الكثير من المؤمنين عندما يزورون الامام الحسين (عليه السلام) لا يبكي ولا يخشع قلبه وإنه يشعر بعدم الراحة في قلبه بخلاف الذي يعيش تلك الأجواء فإنه تجده أكثر راحة ً وأكثر إنشدادا ً مع الامام الحسين (عليه السلام). هذا إذا ألتفت الزائر إلى تطبيق آداب الزيارة التي فيها آثارا ً عجيبة وتعين الفرد على الإجتهاد في الحصول على الرقة القلبية والخضوع وإظهار الإنكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد وإنه يرى مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه والتدبر في لطفهم وحبهم لشيعتهم وزائريهم والتأمل في فساد حال نفسه فلو التفت الزائر إلى نفسه وتفكر ودقق في أمره لتوقفت قدماه عن المسير وخشع قلبه ودمعت عينه وهذا هو لب آداب الزيارة كلها. هذا ما أشار إليه المحدث القمي )طاب ثراه) في كتابه. (5) 
وأجمل شيء يُذ كر الزائر بحاله تلك في وقت دخوله في حضرة سيد الشهداء (عليه السلام) هو التمثل بأبيات السخاوي(6) :
 
قالُوا غَدًا نَأْتي دِيارَ الْحِمى وَيَنْزِلُ الرَّكْبُ بِمَغْناهُمُ
فَكُلُّ مَنْ كانَ مُطيعاً لَهُمْ اَصْبَحَ مَسْرُوراً بِلُقْياهُمُ
قُلْتُ فَلي ذَنْبٌ فَما حيلَتي بَاَيّ وَجْه اَتَلَقّاهُمُ
قالُوا اَلَيْسَ الْعَفْوُ مِنْ شَاْنِهِمْ لا سِيَّما عَمَّنْ تَرَجّاهُمُ
فَجِئْتُهُم اَسْعى اِلى بابِهِمْ اَرْجُوهُمُ طَوْراً وَاَخْشاهُمُ
 
المصادر :
 
1- بحار الانوارج99: 132
2- بحار الانوارج99: 131
3- بحار الأنوار ج82 :227 ج88 
4- بحار الأنوار ج 98 ص199 ط2 مؤسسة الوفاء – بيروت 1403
5- مفاتيح الجنان آداب الزيارة.ص376
6-السخاوي هو :. ابوالحسن علم الدين علي بن محمد بن عبدالصمد المصري النحوي المقري شيخ القراء وله قصائد واراجيز ومدائح في النبي صلى الله عليه وآله.وفيات الاعيان ج3: 341
وكانت حلقة درسه عند قبر زكريا عليه السلام توفي سنة 643 بدمشق وانشد عند ذلك:
قالوا غدا نأتي ديار الحمى وينزل الركب بمغناهم, وذيلها العالم الاجل السيد نصر الله الحائري بقوله:
فجئتهم أسعى إلى بابهم ارجوهم طورا واخشاهم

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/03



كتابة تعليق لموضوع : ومضة في المشي تجاه عاشوراء الحماسة والعرفان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net