إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح12
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث )
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
' الحلقة : الثانية عشرة '
______________________
متابعة لأمثلة القرآن في نظام الحجج ومراتبها واهمية مراعاة المراتب والرتب وإلا لاتبع المتشابه وحصل الزيغ واشتعلت الفتن
3- قوله تعالى : لانفرق بين احد من رسله .
في حين قال تعالى: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات .
ففي حين لافرق بينهم ولايفرق بينهم في اصل الدين والصراط المستقيم الذي هم عليه إلا ان له درجات ولا يحكم بمساواتهم في تلك الدرجات فسيد الرسل صاحب الكتاب المهيمن على بقية الكتب وبعضهم اولي العزم وبعضهم صاحب شريعة وووو . فجمع النظرتين في بيان القرآن والروايات لئلا تختلط صفة الحجية الثابتة لجميع الرسل مع مراتب ورتب تلك الحجية فلايكفي معرفة اصل الحجية بل لابد من معرفة مراتبها التي رتبهم الله فيها .ومثله قوله تعالى : ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وءاتينا داود زبورا .
4- ما مر من آية آل عمران موضع آخر منها حيث وصف بعض ما أنزل من الكتاب : وأخر متشابه ...ومايعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم .
فههنا في ذيل الاية في حين يصف القرآن بعض المصحف والآيات النازلة بأنها متشابه واتباعه يوجب الزيغ والفتنة فأنه يأمر بإتباع الراسخين في العلم فهو بمثابة وصف المصحف بأنه صامت لايفصح عن تأويل نفسه بينما الذي يفصح عنه والقرآن الناطق هو الراسخون في العلم .ونلاحظ ان عماية الخوارج عن هذه الحقيقة وعن هذه البصيرة وهي ملحمة القرآن الصامت والقرآن الناطق في ملحمة صفين هي التي منعت عن النصر المؤزر وانقذت معسكر الطلقاء والمنافقين .
وازمة الخوارج ان انغروا بالمصحف ولم يبصروا ولم يعرفوا مراتب الحجج وان عليا ع القرآن الناطق فلا يتمسك بالمصحف في قبال الشخص الشخيص لعلي ع فانه من التمسك بالمتشابه وترك الراسخين في العلم .
5- رد الشمس لامير المؤمنين ع في حادثة انشغاله برعاية استراحة النبي ص على رجله فلم يقطع على النبي ص راحته في قبال اداء الصلاة فرجح راحة النبي ص وشأنه ص على صلاته والصلاة هنا صلاة من صلاة اميرالمؤمنين ع امام المتقين ومع ذلك لاحظ بصيرة اميرالمؤمنين ع ومعرفته بالنبي ص فلم يرجح الصلاة ولم يساوي بها لشأن يسير من شؤون النبي ص ووهو مطابق مايؤكد عليه القرآن في سورة الحجرات ؛ ياايها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط أعمالكم وانتم لاتشعرون .إن الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم .
فلاحظ منطق القرآن حيث جعل ادب يسير مع النبي ص من العظمة بمكان ان لم يراعيه المؤمن احبط الله جميع اعماله من صلاته وزكاته وجهاده وصومه ووو بقية كل اعماله بل ايمانه لانه من اهم اعمال الانسان فيحبط لترك ادب يسير مع النبي ص فانظر كم يعظم القرآن من شأن النبي ص كمايشير الى ذلك والى هذا المفاد في هذه السورة زين العابدين في الصحيفة السجادية وان هذا التعظيم لم يعظم به ملك من كل تاريخ ملوك الارض .
فاذا كان شأن صلاة اميرالمؤمنين ع لا تساوي شان يسير من راحة النبي ص فانظر الى عظمة النبي ص وانظر ماذا فعل الصحابة من ترك النبي ص مسجى على فراشه وتراكظهم وتكالبهم على الرئاسة والزعامة . وانظر الى بصيرة ومعرفة علي ع الى اهمية شأن النبي ص في الدين والاسلام على مصير الامة ومصير بقية شؤون الاسلام ، فلم يترك ولم يفارق جثمان النبي ص اعظاما لحرمة النبي ص .
وتقديرا لمعرفة علي ع بشأن عظمة النبي ص رد الله تعالى اليه الشمس وهي معجزة تكوينية حدثت في زمن النبي ص تقديرا لهذا المعرفة والعرفان لمراتب الحجج في الدين .
فانظر ولاحظ عظمة المعرفة بمراتب الحجج ومراتب التعظيم لمقدسات الدين فانها ليست على درجة سواء في القدسية والتقديس والتعظيم فلا تعظم بدرجة واحدة سواء في حين تعظم وتقدس كل حرمات الدين لكن مع الالتفات الى التفاوت والتفاضل في الدرجات .بينما نرى عدة من الصحابة يناديهم النبي ص وهم متشاغلون بالصلاة فلم يجيبوا النبي ص الا بعد ان اتموا الصلاة فسائلهم النبي ص عن تأخرهم عن اجابته فاعتذروا بانهم مشغولون بالصلاة فلاحظ الفرق الفارق .
مثلا آخر للمراتب للحرمات والمقدسات والحجج ان الصلاة عمود الدين في اركان الفروع في حين ان الصوم والزكاة والحج ووو بقية الاركان ثابتة لها صفة الركنية إلا ان ذلك لا يعني مساواتها للصلاة في حين ان عمودية عمادية الصلاة لاتعني التفريط بالبقية من الاركان في حين ان ذلك لايوجب مساواتها للصلاة .كذلك الحال بين الصلاة والولاية فان عمودية الصلاة بالقياس الى اركان الفروع لا بالمقايسة مع اصول الدين كالولاية واهمية الصلاة لاتعني انها تساوي الولاية كما ان نزول رتبتها عن الولاية لايعني التفريط بها كما ان التمسك باقامتها وحرمتها لايعني مساواتها للولاية فكل هذه الضوابط والموازين لابد من التقيد والتمسك بها ففي حين لانفرق بين احد من رسله لكن كذلك تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
![](images/40x35xwarning.png.pagespeed.ic.s9TRQSmzfj.png)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat