دول الجوار وتدخلاتهم في الشأن العراقي
راسم قاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في المعايير السياسية ان التدخل في الشئون السياسية للبلدان المتجاورة هو عمل سياسي واذا لم اتدخل في شؤون دولة مجاورة فان تلك الدولة ستتدخل حتما في شئوننا ومن هذا المنطلق لاتوجد هناك دولة جوار واحدة لم تحاول التدخل في العراق بأسوأ الطرق و لماذا يصر سياسيونا على الارتماء في أحضان هذه الدول؟. لا يوجد هناك سياسي واحد أردني أو سعودي أو كويتي أو أو ،أو تركي ممن يرمي نفسه في أحضان العراق، ومن هو مستعد لأن يخرب دولته خدمة للعراق، مع أن العراق دولة غنية جدا وكان بالامكان شراء ذمم سياسيين في كل دول الجوار لتحقيق مصالح العراق الى مدة مئة عام مقبل وحتى في الدول المجاورة الغنية فليس جميع السياسيين هناك من الاثرياء ممن لا تغريهم رزم الدولارات السميكة التي تثقل الجيوب وتغير الأقدار. وحتى لو كانت هناك ذمم غير قابلة للشراء -وهو أمر مشكوك فيه في الوسط السياسي، فعلى الاقل مثل هذه الطريقة في الدفاع عن السيادة العراقية ستولد ضغطا مناسبا يحول جزءا من الازمات الداخلية الى غير مكان . هذا يعكس، والحال هذا، اختيارا بين أمرين: أما أن يكون الوسط السياسي في كل دول الجوار أذكى وأقدر على الحركة من الوسط السياسي العراق لأنه أكثر حرصا على وطنه من حرص السياسي العراقي على وطنه، أو أن يكون الوسط السياسي العراقي غير مهتم بهذه الامور ولا يعرف ما هي - امور مثل البحث عن المصلحة الذاتية للوطن قبل المصلحة الذاتية للشخص. وفي كلتا الحالتين، هناك خلل كبير في الفكر السياسي المحلي من حيث التعامل مع دول الجوار وهذا الخلل هو من أهم اسباب تراجع الحال في العراق وبالذات الوضع الامني.أنا هنا لا اريد الخوض في موضوع هل أن السياسي العراقي الحالي محتاج الى أن يسمع أوامر من هذه الدولة أو تلك ولماذا، وهل يشعر أنه في مستوى معيشي غير ملائم؟، وهل يستحق أكثر أم لا؟، فمثل هذه النقاشات ستؤدي لا محالة الى مراجعة تاريخ تشكيل الحكومات العراقية بعد 2003 وايضا مراجعة بنود الدستور الذي ابتلينا به. هذا الدستور الذي صوتنا عليه بالايجاب أملا في الخلاص من دكتاتورية الحكام فوقعنا في دكتاتورية النص. أي نوع من الدكتاتوريات أسوأ؟ دكتاتورية شخص مستبد يفعل ما يشاء حسب رغبته أم دكتاتورية أشخاص يفعلون ما فكل ربح سياسي تحققه دول الجوار من علاقتها مع العراق هو خسارة للسياسة العراقية.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
راسم قاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat