طموح البارزاني في قيام الدولة الكردية
باقر شاكر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طيلة السنوات الماضية بعد سقوط النظام السابق لم يخفي رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني حلمه الذي يصرح به كل حين هو حق قيام الدولة الكردية في المنطقة التي تربط العديد من الدول ما بين العراق وايران وسوريا وتركيا وهذا لم يكن منفردا به الرجل لوحده وانما هو ديدن اغلب السياسيين الاكراد وعموم المجتمع الكوردي الذي ينتمي الى اقليم كردستان العراق اضافة الى ما خلف حدوده ، وربما الكثير من الخطوات التي تحاول حكومة الاقليم القيام بها على حساب الدولة العراقية ومواردها هي التي دفعت بشكل واضح الى الدخول في اجندات خارجية عابرة لدولة العراق وتفاهماتها بعيدة عن التوافق الوطني والوقوف تحت مظلة الدستور العراقي لحل جميع الاشكالات باعتبار ان بنود هذا الدستور لا يمكن ان تسمح بقيام دولة منفصلة عن خارطة العراق وهو ما يجعل عملية تنفيذ الحلم للساسة الاكراد يغرد في أوساط دول اخرى ، ولذلك فان الوضع المتدهور في سوريا وعملية تغيير النظام هناك كانت محفزا كبيرا على الاقل بالنسبة الى السيد مسعود البارزاني من الوصول الى غايته الحقيقة هو الانفصال الكوردي واعلان الدولة المنتظرة لان الواقع السوري سوف لن يعود الى وضعه السابق على الاطلاق وهو امر يحتاج الى المجازفة وتحييد الكورد هناك بتشكيل محمية لهم تبعد عنهم تسلط الجماعات المسلحة وادارة امورهم ذاتيا للوصول الى ما وصل اليه الكرد في مناطق شمالي العراق وهذا ينسحب على المكون الكردي في مناطق ديار بكر التركية التي تشهد هدنة بينها وبين الجيش التركي لم تدم طويلا حتى اعلن الاكراد عن سقوط تلك الهدنة وان المطالبة بالحقوق الكوردية هي الهدف الاساس من قبيل حق تقرير المصير والحكم لذاتي وما الى ذلك وهو في النهاية سيصل الى مقدرات الالتحاق بالحدود المخمنة لهم في دولة كردستان الكبرى وهو المثلث النفطي الذي ذهبت اليه مجلة الايكونومست البريطانية حول نفط كردستان والتداخل التركي في المنطقة ، كما اشارت المجلة ايضا الى صراع اكراد سوريا داخل صراع اكبر منهم وهو منظم وفقا لأجندات دولية وتعمل عليه منظمات ارهابية عالمية تقتل الحرث والنسل في طبيعة صراع لم تشهده المناطق تلك مسبقا .
الامر المهم ان لا تكون تلك التوجهات مبنية على حساب السيادة العراقية وعلى الثروة الوطنية القادمة من جنوب العراق ليبقى جنوبا ابترا من كل الخدمات وتبنى بثرواته باقي المحافظات وخصوصا عندما نتحدث عن الميزانية العامة للعراق وما يدفع منها الى كردستان العراق التي هي(كردستان) بالمقابل لا تدفع من ثرواتها شيء الى خزينة الدولة العراقية ،، وانا هنا لست ضد تقرير المصير الذي يريده الاخوة الاكراد وهو من حقهم حينما يطالبون به ولكن ليست وفقا لحساباتهم واستنزاف ثروة العراق لبناء دولة اخرى بحجة الوطن الواحد والثروة الوطنية الواحدة،، وفي الواقع لا وطن واحد ولا سيادة واحدة وهذا الامر تلمسه عندما تذهب الى اقليم كردستان وكأنك مواطن من دولة الى دولة اخرى.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
باقر شاكر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat