صفحة الكاتب : واثق الجابري

أخطر أنواع الفساد
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أكاد أجزم وحسب التقاريرالدولية ومنظمة الشفافية وما نراه على أرض الواقع, إن العراق من بين الدول الأكثر فسادأ, وليس هنالك بوادر بالمنظور القريب أرتقاءه من المراتب المخجلة وإنتشال واقع مرير يعيشه, نظرة بسيطة للدول التي يصنف ضمنها لا تناسب واقعه (الأغنى والأٌقل دخل للفرد),  حيث إرتفاع معدل الشراء وأسعارالسوق قياساً بالمدخولات, هذه الزيادة من المتطلبات المستحدثة الإجبارية, التدني في الدخل يدفع المجتمع للرشوة, في دولة غنية لا يشعر إنه يتمتع بخيراتها. ظاهرة الفساد في سباق بين كبار المسؤولين والموظفين, من وزراء ومدراء وسياسين عكس الدول الأخرى عند صغار الموظفين, جعلت من بغداد والبصرة بين المدن الأكثر سوء للعيش في العالم, وأقل نظافة  وأكثر خطر على حياة الفرد( بغداد التفجيرات والبصرة سوء الإقتصاد), معدلات أخرى ظهر العراق في مركز متقدم هي زيادة الأغنياء وتزايد الفقراء.
 الأقتصاد يحكمه الأمن وإخلاص كبار الموظفين, الفساد أتاح للتجار التلاعب بالأسعار والغش الصناعي والتحرك بحرية دون رقيب بمعونة  كبار موظفي الدولة,  ناهيك عن أشاعة الثقافة إحترام الأغنياء بغض النظر عن مصدرأموالهم, وتفضيل تعينهم بالرشوة على حساب الكفاءات, هذا ما دفع الكثيرمن العقول الوطنية للهجرة وطلب اللجوء الإنساني والسياسي من التهديدات الأمنية وصعوبة العيش. طلية هذه السنوات أفتقدت رؤية التخطيط الستراتيجي والإستفادة من الخبرات الدولية, التي تضع الخطط لعشرات السنين وممازجتها مع الأفكار العراقية, لتسأل كل مدينة نفسها في كم سنة سوف تنجز هذا المشروع وكم من المال يكفي وتبدأ بالأولويات والقطاعات واحد تلو الأخر. الأنفاقات كثيرة دون تقدم ملحوظ, بسبب تبعثرالمشاريع والعشوائية ما يتيج  للفساد الإستفحال,  وتعدد الجهات الرقابية الشريكة والمساعد الأكبر مع الفساد صار حلقة مهمة للإبتزاز وعامل مسبب له. الكتل السياسية لا يمكن ان تعيد ثقة المواطن الاّ من خلال الإطروحات التي تخدم المواطن مباشرة, وتنمية المجتمع والعملية السياسية, في سنوات عشرة عجاف لم ترضي مواطن بحاجة الى مشاريع خدمية تنهض بالواقع إبتداءً من التربية والتعليم ورعاية الطفولة وتوفير السكن وتنظيم الحياة في الأحياء, ورعاية الأيتام وعوائل الشهداء, وأستثمار الأراضي الزراعية في الجنوب مثل إنشاء سد في مدينة البصرة ومنع هدر المياه وصد ألسنة الماء المالح عنها. 
التفكير الاًني الأناني عطل المشاريع بالإعتماد على السوق المفتوح,  أوقف الصناعة والزراعة والأيادي العاملة, يحقق منه الكبار الأتاوات والعمولات من الشركات الخارجية, وهذا النوع من الفساد هو الأخطر لكونه يحرك إقتصاد تلك الدول على حساب بلده ويضعه في دائرة الشكوك الخطيرة,  ويدفع الشباب للهجرة من شعور الإحباط وإنعدام الثقة بالطبقة السياسية القابضة السلطة, القوانين لم يعد بعضها  يجدي نفعاً على المواطن وإنها حبر على ورق لا يستفيد منها, مثل مشروع البترودولار حينما يخصص للمناطق المنتجة 5%  والبصرة  تورد اكثر من 70%  يتحكم بها المركز. الصلاحيات  لاتزال ترتبط بالحكومة المركزية في المشاريع الستراتيجية, وهذا يعني لا فائدة من تشريع البترودولار وتحكم المركز وتصادم الصلاحيات والروتين, السياسة المركزية تعتمد الحزبية والروتين القاتل وغياب الستراتيجيات, والمنافع الشخصية على حساب الدولة  ومصلحة المواطن, هذا ما يجعلنا  نجزم باليقين أن العراق يراوح مكانه في الفساد والتخلف, يتنافس كبار المسؤولين على المنافع وبيع وطنهم, إذا لم تكن الإنتخابات القادمة ثورة تغيير جميع المفسدين المعطلين للمشاريع.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/06



كتابة تعليق لموضوع : أخطر أنواع الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net