صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

عشنا وشفنا وبعد نشوف
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تذكرنا الحملات الانتخابية التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة بالمقولات والتعليقات الساخرة التي أطلقها عالم الاجتماع الراحل علي الوردي الذي خبر أكثر من غيره طبيعة الشخصية العراقية واتجاهات المجتمع العراقي المصاب بالازدواجية والعقد البدوية وبإطار نظرياته فإن البرلمانيين
والسياسيين والإعلاميين الذي يظهرون على الناس ويتحدثون عن الديمقراطية أو العلمانية أو الإسلام ينطبق عليهم قول الوردي ان ( الواحد منهم افلاطوني المظهر ملا عليوي الجوهر ) .
 
 فهؤلاء الذين يتحدثون عن القانون لا يميزون بين قوانين المحاكم والقانون الذي تعزف عليه المقامات، وهذا الذي يتحدث عن الأمن و الديمقراطية ليل نهار لا يستطيع إن يظهر إلى الشارع بدون عشرات من سيارات الحماية ولا يشعر بأنه حر إلا وهو يرى رجال حمايته وحاشيته ينتشرون من حوله ويوزعون بعدالة تامة ومساواة كاملة اعتداءهم على المواطنين المشاة منهم أو الذين يقودون مركباتهم ، لان اهانة الشعب أصبحت حرية يمارسها المسؤول في هذا الزمان وفي رأيه إن البيروقراطية أصبحت ديمقراطية .
 
وتحولت حرية الرأي إلى صفارات إنذار وأبواق تطلقها في الشارع العام مواكب ( المسعورين ) بعد إن غابت أصوات الناس من كثرة المطالبة بتأمين التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب وإعادة الحصة التموينية المنهوبة وتوسيع المقابر لدفن ضحايا السيارات المفخخة والاغتيالات المبرمجة والموت المجاني للشعب العراقي. 
 
والعجيب إن الكل يرى نفسه رمزا للنزاهة والعدالة ويطبق القانون ، وبالفهلوة والضحك على الذقون صعد نجمهم في البرلمان والحكومة أو من خلال العقود الوهمية ومبدأ ( شيلني واشيلك ) والمنسوبية والمحسوبية، وإذا كانوا صادقين فيما يدعون ويتسابقون للبقاء في كراسيهم ويطالبون الشعب بتشديد الولاء لهم فمن حق هذا الشعب المظلوم إن يسألهم.. من سرق المليارات ومن قام بتهريب مجرمي القاعدة من السجون ومن باع شرفه الى بعض الدول التي تريد تدمير العراق ومن فضل مكاسبه الشخصية والحزبية على حساب الوطن والمواطن ؟ ومن فشل في إصلاح الكهرباء ومن تخلف في إسكان الناس و من لم ينجح بتوفير الأمن ومعالجة البطالة والقضاء على الفساد وتزوير الشهادات وتوفير الخدمات وكل الموبقات الأخرى التي ألصقت بهم حقيقة وليس بهتانا .
 
وقد تصدر عمليتنا الديمقراطية برلمان يمثل أحزاب هذا الزمان اقل ما يوصف بعض نوابه بأنهم اخطر (اللوكية) والمنافقين في برلمان أصبح أضحوكة للعيان .. رقصوا لذاك النظام وتغنوا برموز هذه الأيام من الإسلاميين والعلمانيين وشرعوا لأنفسهم قوانين اختلسوا من خلالها ثروات البلاد .
 
 أصبح الحفاة منهم من أصحاب الثروات والنفوذ ورغم جهلهم ونفاقهم لا يترددون  في التصريح لوسائل الإعلام وإبداء الرأي وقضايا الوطن والمواطن والناس تعرف كيف أصبح الجهلة والحفاة سادة وسيدات ينهبون الثروات ويحصلون على الامتيازات والحصانات لهم ولأفراد عائلاتهم وأبناء عشيرتهم وكلاب حراستهم والدليل إن شعبنا مازال يعاني في كل المجالات وهبط في مستواه المعيشي دون خط الفقر بينما صعد هؤلاء إلى أعلى مراتب الثراء الفاحش الذي لم يحصل لا في الهند ولا في السند ولم تشهده اليابان أو أفغانستان ، وقالت عنهم منظمة الشفافية العالمية بأنهم يمارسون اغرب السرقات في التاريخ ويعيشون في أعظم فساد في العالم ، ورغم ذلك فإن هؤلاء لا يخجلون ويأملون ويحلمون بالبقاء للأبد على كراسي العار ويراهنون على سذاجة الشعب واندفاع البسطاء وخداعهم بشعارات الدين والوطنية والوعود العسلية.
 
أيها السادة الذي كان يسرقنا نعرف اسمه وشكله وكيف أتى ، ولكننا اليوم نقتل ونسرق من مئات الأشخاص الذي نحن ساهمنا في رفعهم إلى قمة الهرم السياسي وحين جلسوا عليه بطشوا بنا ونهبوا خيراتنا ، ولعل اكبر دليل على المهزلة إننا حين نعود للعقل ونتأمل كل شخص رجل أو امرأة يجلس الآن على كرسي البرلمان سنعرف هؤلاء من خلال سيرتهم المهنية والذاتية إن اغلبهم لم يقدموا شيئا للعراق ولشعب العراق ولكنك ستجد إن اغلبهم سارع بنهب ثروات البلاد وقتل العباد .
 
رحم الله الفنان العراقي عزيز علي الذي طال ما تندر في منولوجاته الشهيرة في البستان ويقصد به العراق الذي يتعرض دائما لهجمات السراق وهم في الغالب من الحكام وأولي الأمر ووعدنا وكان صادقا في وعده بأننا ( عشنا وشفنا وبعد نشوف قرينا الممحي والمكشوف) وفعلا إننا اليوم نرى من المشاهد ما لا يصدقها الانس والجان .
 
firashamdani57@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/10/16



كتابة تعليق لموضوع : عشنا وشفنا وبعد نشوف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net