حكومة 'القصعاجيات'
محمد الحمّار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أثناء مسامرة عائلية وبالرغم من تناوله لوجبة عشاء دسمة في ليلة أكتوبرية بهية مقمرة إلا أنّ قريبي 'فلان' كان في أمس الحاجة إلى وجبة الحلوى عسى أن يفرج الله كربته وكربة الأهل والعشيرة وسكان تونس أجمعين.

 وفجأة جادت عليه قريحته بشيء بفيض من المشاعر فارتأى أنّ إنجازات حكومة النهضة جملة وتفصيلا تشبه كثيرا الخدع السحرية  للقصعاجي. وعبد المجيد القصعاجي هو تونسي (متوفٍ) كان ساحرا ذاع سيطه في فرنسا أين عُرف بكنية 'هنري' ولُقّب بـ'أمير المشعوذين' وكذلك بـ'النشال'، قبل أن يعود إلى موطنه في أواخر السبعينات من القرن الماضي وينال شهرة واسعة هناك. 

 توسّعَ قريبي في فنه المقارن وأدى أمامنا عرضا 'قصعاجيا' لبعض إنجازات الفريق الحاكم. فتشكيلة حكومة الترويكا، بالنسبة له، بِمُدربيها ومُعدّيها البدنيين والنفسيين وبَهلوانييها ومُقلديها ، لم تشعر أبدا بالضجر منذ أن صعدت إلى سدة الحكم واعتلت منصة التتويج بُعيد انتخابات 23 أكتوبر 2011، حيث إنها برهنت على أنها بارعة في الترويح على النفس لكن فقط لدى كل امرئ ينتمي إلى فرقتها الناجية وكذلك لدى جَمهرة من أنصارها ونفرٍ قليل من التابعين وتابعي التابعين.

و فلسفة التسلية الحكومية، سمّاها قريبي الحكواتي بـ 'القصعاجيزم'، أو 'القصعاجية' تعريبا. والعبارة تعني حسب توصيف الراوي ، ككل كلمة رومية تنتهي بــ'يزم"، المذهب الذي يبشر كل البرية بالسحر والجمال وحسن الطالع والزواج السعيد وكثرة الذرية. 

و'القصعاجيزم' تحديدا هو اختصاص فني حكومي تونسي خالص بمقتضاه تتحول الإوزة إلى نعامة واليمامة إلى صقر و'البلغة' (حذاء تقليدي) إلى بغلة والمجلس إلى ملهى والدينار إلى دولار والعام إلى شهر والساعة إلى دقيقة والخارطة إلى خرقة و الوفاق إلى نفاق والحوار الوطني إلى حمار وثني. وحتى المعكوسات فهي جائزات.

ويصرّ الراوي على أنّ التسلية كانت وما تزال هي مناب الفرقة الناجية الذي اقتطعته من 'القصعاجيات'، أما  'القصعاجيزم'  فهو مناب سائر الفئات الجماهيرية المنكوبة، والتي تشمل جحافل متكونة من الثريّ والفقير ومن التعيس والأقل تعاسة ومن المتشائم والمتشائل ومن السائب والمتثائب ومن المدين واللئيم ومن المتشرد واليتيم.

أشرفت السهرة على الانتهاء ولم ينته الحاكي من تعداد قائمة البهلوانيات القصعاجية حتى أنّ كل من كان حاضرا في المسامرة أعرب عن خشيته من أن تكون شهادة الراوي فالاً سيئا فيتحول لا قدر الله التاريخ المتفق عليه لبدء الحوار الوطني، في لمحة بصر وبشطحة من الشطحات من يوم 23 إلى يوم 32 من شهر أكتوبر الجاري.

الموضوع السابق حقائق لابد ان يعرفها كل موالي .....عن عيد الغدير

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat