النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم يشير الى مقتل الامام الحسين عليه السلام
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
النبي الخاتم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن ادد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن النبت بن حمل بن قيداد بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهم السلام .
ورد ذكر اسمه المبارك في القران الكريم 4 مرات باسم محمد صلى الله عليه واله وسلم , واسم احمد مرة واحد,
النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم لم يأتي الى ارض السواد , ولم تذكر لنا كتب التاريخ انه مر بكربلاء كما هو حال الأنبياء , ولكن نجد في مسجد الكوفة المعظم مقاما له صلوات الله عليه , وهذا المقام يقع في قلب المسجد , حيث هبط مع الأمين جبرائيل في أثناء الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وصلى فيه ركعتين .
فعن الإمام الصادق ععليه السلام : ( مامن عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد كوفان , حتى ان سول الله صلى الله عليه واله وسلم لما اسري به قال له جبرئيل : أتدري اين انت يارسول الله الساعة ؟
انت مقابل مسجد كوفان , قال : فاستأذن فلي ربي حتى اتيه فاصلي فيه ركعتين , فاستأن الله عزوجل فأذن له( 1 ).
وقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كربلاء , ومقتل سبطه الامام الحسين عليه السلام بروايات كثيرة , وقد وصلت حد التواتر , وقد ذكرتها اهم المصادر التأريخية , ونقلتها العامة والخاصة , ككامل الزيارات , وتذكرة السبط لابن الجوزي ,وابن الاثير في الكامل , وذخائر العقبى ,والصواعق المحرقة , وغيرذلك الكثير من عشرات المصادر التأريخية , وقد حددت المكان الذي يقتل فيه, وهذا مايحتاج الى فصل كامل في سرد الروايات في خصوص مقتل الامام الحسين , وارض كربلاء على لسان النبي الخاتم صلى الله عليه واله .
ذكر احمد بن حنبل أمام اهل السنه من مسنده بالاسناد الى عبد الله بن نجا عن أبيه قال : ( دخلت على رسول الله صلى الله عليه (واله) وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت : يانبي الله , ماشأن عينيك تفيضان ؟ قال : قام من عندي جبرئيل قبل , فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات )( 2 ).
وروى الماوردي الشافعي( 3) في اعلام النبوة عن عروة عن عائشة , قالت : دخل الحسين بن علي بن على رسول الله صلى الله عليه ( واله ) وسلم وهو يوحى اليه فقال جبرائيل : ان أمتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك , ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء , وقال : في هذه يقتل ابنك , اسمها الطف ’ قال : فلما ذهب جبرائيل , خرج رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) الى اصحابه والتربة بيده وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعثمان وأبو ذر وهو يبكي فقالوا : مايبكيك يارسول الله ؟ فقال : ( أخبرني جبرائيل : أن ابني الحسين يقتل بعدي ) (4)
وروى الطبراني في الكبير عن ام سلمة ، قالت : اضطجع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذات يوم فاستيقظ وهو خائر النفس ، وفي يده تربة حمراء يقلبها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ قال : أخبرني جبرئيل أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبرئيل : أرني تربة الارض التي يقتل بها ، فهذه تربتها ، ورواها ابن أبي شيبة عن ام سلمة مع اختلاف في ألفاظها ، وروى ابن ماجة والطيالسي وأبو نعيم ما يقرب منها عن ام سلمة . وروى أبو نعيم عن أنس ما يقرب من مضمونها أيضا ( 5).
روى الهيثمي عن نجي الحضرمي، أنّه سار مع عليّ عليه السلام , وكان صاحب مطهرته، فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى عليّ: إصبر أبا عبداللَّه، إصبر أبا عبداللَّه بشطّ الفرات. قلت: وماذاك. قال: دخلت على النبيّ« ذات يوم وإذا عيناه تذرفان. قلت: يا نبي اللَّه، أغضبك أحد! ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: «بل قام من عندي جبريل(ع)»، قال: «فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات». قال: فقال: هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت: «نعم». قال: «فمدّ يده، فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا».( 6) .
وممّا نقله ابن عساكر: عن عليّ عليه السلام قال: دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم وعيناهُ تُفيضان فقلتُ: يانبيّ الله ، أغضبك أحدٌ ? ما شأنُ عينيك تُفُيضان ؟ قال: بل قام من عندي جبرئيل قبلُ ، فحدّثني أنّ الحسينَ يُقتلُ بشطّ الفرات.
الامام أحمد : بسند صحيح عمار عن ابن عباس قال : رأيت النبي صلى الله عليه وآله فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة من دم فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، فأحصينا اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم .
والهندي في كنز العمال( 7 ) ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب بسنده عن الطبراني وقال : هكذا أخرجه الطبراني في معجمه الكبير في ترجمته .
يستفاد من كل مامر ان لكربلاء وذبيحها الامام الحسين عليه السلام أتباع وأنصار من كل الشعوب والأديان والألسن , وفوق ذلك مرور الأنبياء فيها , لعلمهم أن هذا الإمام الذبيح سوف يحافظ على تراثهم , وجهودهم الذي بذلوه في سبيل الله تعالى .
الأمم السابقة مع أنبيائها , وأوصيائها , وطغاتها كانوا على علم بذبيح كربلاء قبل حدوثها , ولهذا لم تكن مفاجأة لهم , وقد أخبرت السماء بذلك , وقد اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم أمته مرارا وتكرارا بهذه المأساة التي سوف تحدث , وقد حدد المكان بجنب الفرات من ارض كربلاء , وقد كانت في تلك العصور بيد الفرس , وان يقتل على يد شر خلق الله , وهو يزيد بن معاوية , ويدعي الإسلام كذبا وزورا , وهم محسوبون على أمته , وقد بكى على مصرعه في الكثير من المواقف والمشاهد المختلفة , وبحسب المناسبات التي تمر على الإمام الحسين عليه السلام في ايام النبي صلى الله عليه واله وسلم .
المصادر والهوامش :
1- بحار الانوار ج18 , ص 404 , ج80 , ص 376.
2 - ذخاير العقبى ص 148 محب الدين الطبري
3- هو الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي في كتابه ( اعلام النبوة ) صفحة 83 الباب الثاني عشر باب انذاره صلى الله عليه واله وسلم . طبعة مصر., الطبراني في معجمه الكبير ج3/ص107 ح2814.
4 - بحار الانوار ج 45, ص 227.
5 - كنز العمال الجزء 7 الصفحة 105 ، 106 .
6- مجمع الزوائد (ج 9، ص 187)
7- كنز العمال ج 16/279
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat