هاذي ماهي رمانه ، هاذي اكلوب مليانه
عبد الله السكوتي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحكى ان صبيين تخاصما على رمانة ، وتدخل ذووهما في الخصام ، حتى وصل الامر الى قمته ووقع بين الطرفين الجرحى ، وصادف ان مرّ احد العارفين ببواطن الامور ، فسأل عن سبب هذه الدماء التي سالت ، وهذه الخصومة التي وقعت بين الطرفين ، فقالوا له ان الذي جرى بسبب رمانة ، فقال :( هذي ماهي رمانه ، هاذي اكلوب مليانه ) ، وبالفعل كان للخصام سببا آخر لامجال لذكره هنا ، وهو الذي اوغر صدور القوم فوقع ماوقع ، وانما كانت الرمانة السهم الاول الذي يرمى بين جيشين متقابلين ، حيث تشتعل بعد هذا السهم اوار المعارك ، والذي يجري في العراق لايعدو كونه شبيها لما اسلفنا ، فكثير من الناس تتأمل ان يأتي الظرف المناسب لتطرح غيظها وتبدأ تديف السم بالعسل ، لم تكن الديمقراطية فوضى في يوم ما ، ولم تكن اجندات تسعى الكثير من الاطراف ان تمررها على الشعب ، ودعوات للتقسيم والفتنة والثأر ، ساعدها في ذلك الاعلام الرخيص الذي تباع فيه الاصوات بالفلسان ، والصحف والفضائيات تحكي وجهة نظر مالكها ، وممولها والاصوات والاقلام الموجودة ترى نفسها مضطرة للسير في خط سياسة الجريدة او القناة ، وهي مساومة يتعرض لها الموظف الجديد الذي يمتثل لسياسة الجريدة بعد مقابلة رئيس التحرير ، تأتي مقابلة مدير التحرير الذي يشرح لك سياسة الجريدة ، وثقافة مؤسسها او الجهة التي تقف وراء تمويلها ، اي ان الكلام اصبح ( بيع او شرا ) او حتى بعض الاحيان الافعال ، والقضية لم تتوقف عند هذا الحد وانما دخلت على الخط بعض الدول لتقوم بالتمويل وتفرض ايديولوجيتها على شكل المطبوع ومحتواه ، هذه الامور اعطت ثمارا ناضجة يتم قطفها حينا بعد حين وعلى صور متعددة ،كأننا لانعرف وطننا ولم ندر بمكوناته ، ولانعلم تاريخه كي نبدا نؤرخ لتاريخ جديد تختلف فيه المكونات ، وندعي خلالها اننا نعرف اصل الحكاية واننا من العارفين ، وهذا لايقتصر على بعض الشخصيات المعروفة التي تعمل في الظلام ولم تجد حتى هذه اللحظة من يعريها تاريخا وحاضرا ، وانما تعدى الامر الى السياسيين الذين يمتلكون وسائل اعلام وفضائيات تروج لهم ولافكارهم التي لانستطيع ان نقول هدامة ، وانما تحذو حذو المصلحة وكسب الرأي العام ومن هؤلاء من يشغل مراكز مهمة في الدولة، تصريحات غريبة تسعى دائما لبذر بذور الفرقة والشقاق ، وهم في هذا يمتلكون المسوغ الذي يعطيهم الحق من انهم يتسلمون مرتباتهم من الدولة العراقية ليساهموا في تخريب بنيتها باساليب متعددة ، ماحدى بنائب رئيس الوزراء الى دعوة رئيسه للاستقالة بعد مهلة ال100 يوم ، وهو يمني نفسه ان يحل محله ، والاجدر به وهو جزء من الحكومة ان يعد هو الآخر بتنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة ، وهناك من ترك منصبا مهما ليتهيأ خلال هذه المئة يوم لتسلم رئاسة الوزراء ، ورئيس الوزراء لايدري مايفعل ، الحكومة جميعها مع الشعب وتسعى الى راحته بما فيهم نواب رئيس الوزراء ، وهم من المتظاهرين ضد الاوضاع الفاسدة وكأنهم لم يساهموا في هذه الاوضاع ولم يكونوا طرفا فيها ، القيصر منفرد في الميدان وهو الذي ستعصب برأسه عصابة الفساد والتخلف والموت ، ناهيك عن ان البعض يسعى الى التشويه ، وهذا موظف وزارة الزراعة المكلف بتسلم ملفات المعينين الجدد ، يسحب بعضهم الى جهة مظلمة ليسر له ، ان الحكومة كذابة فهي لاتريد تعيين احد انما هذه الملفات ستحرق بمجرد مغادرة المتقدمين ، وهذا القول كاف لاسقاط حكومات متعددة ، وتحضرني نادرة في هذا المجال : حيث روى عبود الشالجي ان مجلس النواب العراقي عندما عرضت عليه معاهدة شط العرب في سنة 1938 كان صادق البصام من معارضيها وفي يوم عرضها كان البصام في داره ولم يحضر الجلسة ، وكان في اشد حالات الغيظ والنقمة على الحكومة ، ينتقدها بالفاظ قاسية ، ويرميها بالتفريط في حقوق الشعب ، وبينما هو كذلك اذ دخل الى مجلسه عبود الملاك ، وكان عضوا في مجلس النواب عن البصرة ، فابتدره البصام صائحا : مالخبر؟ فقال الملاك : ( صدقوها الكو ....) فقال له البصام : ( وانته ) فاجاب وآني هم وياهم .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبد الله السكوتي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat