صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

سقوط الدولة الديمقراطي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الزوبعة الديمقراطية العاصفة في المنطقة العربية , تهدف إلى إسقاط الدول وتفكيكها ومن ثم إعادة  ترتيبها , وفقا للمصالح المرسومة على خارطة القرن الحادي والعشرين.

ومن المعروف أن الديمقراطية لا تكون إلا في دولة ذات سيادة ودستور وطني وجيش قوي وإقتصاد متمكن , ويسود فيها القانون , وتعمل بحرية ونزاهة المؤسسات التابعة لها.

فالديمقراطية  لم تحقق ما وعدت به  وكما تم تسويقها , والترويج لها والتضليل بها.

الذي تحقق هو إسقاط الدولة!

ففي الدول التي تحركت فيها عواصف التغيير الديمقراطي , لم يحصل إنجاز نافع للناس , وإنما تدمر الجيش وأجهزة الدولة , وأستعيض عنها بالمليشيات المسلحة , فشاع الإضطراب والخوف والفساد والتفاعل الغابي الشديد.

فالدول العربية إبتداءً من تونس , أخذ السعي المتنامي فيها لإسقاطها وإلغاء وجودها , وبعض هذه الدول وعت آليات اللعبة , وبعضها إبتلعت طُعم الديمقراطية , ففقدت جيشها ونظام دولتها ومؤسساتها , كما هو في الدول المعروفة , التي ألغت جيشها ودولتها بالكامل.

وما يجري في مصر هو معركة مصيرية للحفاظ على الجيش , وكيان الدولة التي إستهدفتها العاصفة الديمقراطية , وفي اليمن لا يزال الصراع قائما ومتطورا.

تلك ثمرات الديمقراطية في المنطقة العربية , ذلك أن الديمقراطية الحقيقية تتعارض مع مصالح القوى الأخرى , وأن الذي يصلح لمصالحها هي الأنظمة الشمولية الفردية الإستبدادية , التي تلغي إرادة الشعب.

وقد تحققت هذه الأهداف بأساليبها التواصلية الجديدة , وذلك بإلهاء الشعب وأسره بالخوف والرعب والحاجات , وبإنشغاله ببعضه , وهذا معناه , أن الشعب قد تصادرت إرادته وحريته وتحول إلى مُستعبّد , ومُكبّل بأصفاد عديدة لا يعرف الخلاص منها إلا بمغادرة بلده , والتيهان في بلدان الدنيا الشاسعة.

فبدلا من حكم المنطقة بالأفراد , صار حكمها بآليات جديدة أقسى وأمرّ من حكم الأفراد والطغاة والأحزاب المتنفذة , و " إنشدت لحية إبلحية والحبل عالجرار"!!

فهل لنا أن ندرك ونتعلم معاني الديمقراطية الأساسية , ونبني عليها عمارة الحاضر والمستقبل , فنؤمن بالوطن والشعب والمصالح الوطنية؟!!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/08



كتابة تعليق لموضوع : سقوط الدولة الديمقراطي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net