صفحة الكاتب : حميد الموسوي

اربعينية بحجم وطن
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد يختلف العراقيون في الكثير من الاشياء، وحتى لو اختلفوا في كل الاشياء الا انهم لا يختلفون في الحسين، فما ان يطل عاشوراء حتى ترى الحسين يجمعهم في مجالس العزاء من شرق العراق الى غربه ومن شماله الى جنوبه في منابر الجمعة وحول نار قدور "الهريسة". في احاديثهم اليومية وصحفهم في اذاعاتهم وتلفزيوناتهم.
وما ان تقترب اربعينيته حتى ترى قوافل النازحين كالسيل المتدفق يتوزع على شكل انهار وروافد تلتقي في كربلاء مكونة بحيرة بشرية عظيمة عند ضريحه الطاهر.
العجيب في هذه التظاهرة المليونية العفوية انها تضم الصغار والكبار، النساء والرجال، الفقراء والاغنياء، البسطاء والعلماء.
والجميل في هذه التظاهرة انها تجمع المتدينين والعلمانيين، الراديكاليين والليبراليين.
واللافت في هذه التظاهرة ان اكراد وتركمان العراق يسبقون المواكب العربية وان مواكب سنة البصرة وسنة واسط في طليعة الرايات، وان سنة بغداد نصبوا سرادقات الخدمة التي تستضيف الزوار على طول الطريق، وان صابئة سوق الشيوخ يحثون الخطى ليلتحقوا بصابئة بغداد لتشكيل موكب مميز.
وان مسيحيي الكرادة شذرات نفيسة زينت مواكبها فكل موكب تشرف بضمهم وسط جموعه ليباهي المواكب الاخرى.
والاعجب فيها انها منزهة عن غرض او مطمع، لم تكن ارضاء لاحد، ولا خوفاً ولا استحياءً من احد، ولا تنفيذ لامر سلْطة، ولا رغبة في هباتها، ولا دعما لحزب او حركة.
انها اشادة بموقف... واجلال لمبدئية... وتخليد وتكريس لقضية مشرفة... وتقديس لرمز رسالي موحد تحدى طغات العصور مبشرا بالحرية لجميع بني البشر.
انها عشق نقي طاهر توضأ بسلسبيل الحب والخير والحرية والجمال.
فالحسين قضية انسانية قبل ان يكون قضية اسلامية والحسين هوية عراقية قبل ان يكون قومية عربية قاتل معه نصارى العراق والّف فيه احفادهم الملاحم. وذاب في عشقه صابئة العراق وشبكيوه وايزيديوه وتعرضوا للاضطهاد والتنكيل من اجله.
عرفه العراقيون قبل الطائفية والطوائف ورفعوه فوقها، وصكوا به وجوه دعاة التفرقة والتشرذم والتعنصر والتطرف. ومراسيم احياء شعائره عراقية سومرية بابلية اصيلة.
ولان طغى عليها الطابع الشيعي فمسألة  طبيعية كون الشيعة يمثلون غالبية سكان العراق. وحتى يعطي المشاركون هذه المناسبة العظيمة حقها يجب عليهم الالتزام بأمور عديدة سواء كانوا من الزائرين السائرين نحو كربلاء الحسين عليه السلام اوكانوا في المواكب الخدمية .ومن اهم هذه الامور :- 
1-   الالتزام بانضباط وسلوك اخلاقي  متميز وترك المزاح والتصرفات التي تشوه طابع المناسبة وتذهب اجر وثواب المشاركة .
2-   اليقضة   والوعي والحذر والتعاون التام مع الجهات الامنية والاخبار عن ابسط الحالات والتصرفات المثيرة للشك والريبة حتى لاتترك ثغره ينفذ من خلالها الارهابيون والمخربون ومثيروا الفتن الطائفية .
3-   الحفاظ على النظافة وعدم رمي بقايا الطعام وقناني الماء وعلب السكائر  على الارصفة وفي الجزرات الوسطية.
4-   تحويل المواكب الخدمية الى حسينيات متحركة يرفع فيها الاذان وتقام فيها صلاة الجماعة ويرتل القرآن والادعية المأثورة.
5-   عدم قطع الطرق العامة وعرقلة مسير الناس وتعطيل الاعمال .
6-   تجنب نصب قدور الطبخ على اسفلت الشارع مباشرة واحداث حفر وتخريب في الشوارع العامة.
7-   اطلاق الشعارات الوطنية الهادفة واستثمار المناسبة لأشاعة روح الاخوة والمحبة بين جميع اطياف الشعب العراقي .
8-   تقبل الله من جميع المشاركين والمستجيبين لهذه الدعوة المخلصة واجزل لهم الاجر والثواب.وارجعهم الى ديارهم سالمين .وكل اربعين والعراق وشعبه بامن وامان ورخاء ومحبة وسلام.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/25



كتابة تعليق لموضوع : اربعينية بحجم وطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net