مصر والمعادلة الجديدة!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المعادلة الشرق أوسطية الجديدة إستدارت مئة وثمانون درجة حول مركزها , وكأن عواملها والعناصر الداخلة في تفاعلاتها تبدلت تماما , بإستحضار نقائضها , والتآلف معها والدخول في متواليات هندسية , تتسبب في تأثيرات مدوية وعارمة في المنطقة.
ويبدو أن المرسوم لمعادلة التفاعل الجديدة , التي ستطغى على العقود القادمة , حتى منتصف هذا القرن , أن تكون مصر خارجها , أو أحد العناصر الغازية (من الغاز) المنبعثة منها , لأنها كأنموذج ودور لا تكون عاملا مساعدا في الطرف التفاعلي للمعادلة.
وهذا يعني أن لا بد من تجريد مصر من دورها الإقليمي (آسويا وأفريقيا) والعالمي , ويمكن لذلك أن يكون بتأسيس حكومة ذات أفكار وتوجهات وتصورات محصورة في زوايا حادة ومعلبة في صناديق عتيقة.
وكاد ذلك أن يكون , لولا إدراك الشعب المصري لتأريخه ودور وطنه المعاصر , الذي تواصلت محاولات تحجيم تأثيره وريادته وقوته وقدرته على الإنتاج والعطاء والإبداع , على مدى أكثر من ثلاثة عقود عجاف.
وتسعى مصر بعنفوان وطني بطولي للنهوض بدورها , وتقديم النموذج الديمقراطي العربي الأصيل , الذي على دول المنطقة الإقتداء به , والتفاعل معه بإرادة وطنية وسياسية ذات إدراك حضاري وتفاعلي , يتوافق ومقتضيات العصر وتطوراته المتواكبة.
وهذا يعني أن لا بد من القائد المؤثر , والقادر على صناعة الرمز اللازم لصهر الطاقات في بودقة وطنية وعربية وعالمية , ويمتلك رؤية حضارية تؤهل الإنسان للتعبير عن طاقاته وإبداعاته الخلاقة في زمن قياسي ومتوهج , للوصول إلى أهداف وطنية إنسانية ساطعة.
وعند مصر تجارب ذات قيمة كبيرة , وأهمها تجربة محمد علي وجمال عبد الناصر , وسعد زغلول والنحاس وغيرهما من الرموز الوطنية الملهمة , التي أطلقت معاني ومعايير النموذج والدور المؤثر في الحياة العربية والإنسانية.
ولا بد لدولنا أن تلتف حول مصر لصياغة القوة والقدرة الكفيلة بالحفاظ على المصالح العربية في حاضرها ومستقبلها , والتحكم بمعادلة التفاعلات الجديدة , وتقرير ما سينجم عنها , فبدون مصر القوية , والنموذج المنير والدور الكبير , يصبح العرب أشياعا تتقاسمهم القوى ذات المصالح والقدرات الكبرى.
ولهذا فأن من ضرورات القوة العربية مصر القوية , وإذا ضعفت مصر ضعف العرب , وإذا نجحت مصر فالعرب يحققون النجاح والفوز , وإذا فشلت مصر فشل العرب.
ولا خيار عند العرب جميعا إلا أن يكونوا مع مصر , وينطلقوا معها نحو آفاق المستقبل , فمصر قلب العروبة وعقلها وإرادتها وقوتها وجوهر ثورتها , ومهماز تطلعاتها السامية الواعدة , فلا عرب ولا عروبة من دون مصر!!
فهل ستلد مصر قائدها , وتبني نموذجها , وتقوم بدورها؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat