هل تتغير الأحوال بالفعل ، وكل ماجرى عرفه الناس وفهموه ، ولم يعودوا بحاجة لمن يحتال عليهم ليوهمهم بجدوى ماعرفوا أن لاجدوى منه ؟
في الآونة الأخيرة حاولت بعض الفرق السياسية التوجه الى مجموعات من المواطنين الأكثر جذبا بظنهم لأصوات الناخبين كشيوخ عشائر ووجهاء وشخصيات مجتمعية ليكونوا مرشحين فوق العادة لإنتخابات مجلس النواب العراقي القادمة التي ستجري نهاية أبرل من العام 2014 بعد أن فقدت تلك القوى وجودها المؤثر في الساحة ، ولم تعد تؤمن بقدراتها وبإمكانات الشخصيات التقليدية التي مثلتها في السابق ، وكانت عبئا عليها في الغالب حيث شاركت في عمليات فساد منظمة ، ولم تؤد الدور المطلوب في العلاقة مع المواطنين الذين يشتكون على الدوام من ترد الخدمات والتعطيل المتعمد لوجود الدولة وحركتها ، وماتحاول أن تكون عليه بعد سنوات طويلة من الإنتظار الممل وغير المفيد ، حيث ماتزال المشاريع متوقفة ، ولم يحدث تقدم في ملف خدمات الماء والطرق والكهرباء والصحة والتعليم والطرق والإتصالات ، بل ومانزال نعمل بشكل تقليدي وبدائي أحيانا لتمضية معاملاتنا وتمشية أمورنا .
هذه القوى بحراكها نحو شخصيات مؤثرة لاتأتي بجديد . فهذا في النهاية فعل سياسي متوقع حين يفشل من يتصدى للإدارة ، لكن السؤال هو ،هل إن هذه القوى مخلصة في بحثها لأنها تريد التغيير بالفعل وتحقيق تطور من أجل المؤيدين من الجمهور الواسع الذي يستحق تقديم شئ مفيد بعد إنتظار طويل ، أم لأنها تريد الخداع بالفعل والإعتماد على أصوات يحصل عليها هولاء ولايفوزون وتذهب الأصوات لأعضاء مميزين ومرشحين مفضلين يمثلون جوهر القوى السياسية التقليدية الطامحة في تحقيق مكاسب مستمرة ، ولايهمها التغيير بقدر ضمان المصالح ودوام المكاسب التي توظف لصالحها دون فائدة تذكر للشعب وللجمهور .
تلتقي مصالح القوى السياسية بمصالح المرشحين ،بالأمس سأل أحد الرجال رجلا عن علاقته بمرشح محتمل ، وكيف أنه وعده بسيارة نوع ( مونيكا ) ؟ رد الرجل ، إنه بالفعل ذهب الى المرشح الذي طلب منه عهدا بالدعم الكامل ليفوز ، وكيف إنه ذكره بوعده بتقديم تلك السيارة ،ثم إن المرشح قال له ، أنا أريد أن اخدم ! يخدم من خلال تقديم سيارة ثمينة لرجل واحد ! ترى كم من الوعود قدم لغيره ليدعمه في ترشيحه ، وكيف سيسترد ماأنفق من أموال ووعود ، وماالذي تريده منه القوة السياسية التي تقف من ورائه ، وكيف سيتصرف بعد الفوز ليعوض كل ذلك ؟ في النهاية يقول ، أنا أريد أن أخدم !
القوى السياسية والمرشحين قد يلتقون في الهدف ، ويكونوا جميعا بعيدين عن المواطن الذي لايجيد سوى الإنتظار بغياب الحلول الناجعة التي تكفل له أن يكون قويا في المعادلة . هي معادلة لاتحتمل أن يكون المواطن قويا للأسف.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat