صفحة الكاتب : وليد كريم الناصري

بمن أطاحت الأزمة أولاً ؟ ولمن سيكون الدور؟
وليد كريم الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 أبدأ من حيث أطاحت، فقاعة الإعتصامات، التي لم تستطع الحكومة آنذاك إستيعابها، بسبب التفرد والتسلط بالقرار، إنفجرت بوجه الحكومة، لتطلق غاز داعش السام، عبر أجندات سياسية وعلماء للفتنة، وسيارات حكومية مصفحة، أمام تجاهل وتغافل حكومي! لعل حكومة (الطوارئ) بديلة عن الولاية الثالثة، الشارع السني الحاكم، صار كبش فداء تلك الأزمة، ليَسقط أمام جمهوره ومن يمثله، وينقسم بين من ألتحق بداعش، للحفاظ على نفسه دون عرضه، ومن ألتحق بفصائل محاربة داعش، حفاظاً على عرضه ونفسه.
 
حكومة الكرد؛ تغلق أبوابها، غضب جماهيري يعصف بالإقليم، يطالبون برواتبهم المقطوعة بسبب الأزمة، وبأثر رجعي، البرلمان الإتحادي بنوابه، هم أصحاب القرار، في صرف الرواتب كما صرح النائب، (هيثم الجبوري)، بصفته عضو (اللجنة المالية في البرلمان)، الحكومة المركزية ملزمة بدفعها، بناءاً على ما جاء بقانون الموازنة لعام 2013، حيث ذروة التصعيد، بين الحكومة الإتحادية والإقليم كما أوهم الشعب بذلك .
 
الحكومة الإتحادية؛ لها رأي بالموضوع،"(ليس هنالك ما يجبرنا، على عدم صرف مستحقات الإقليم، إلا أمرين فقط، " نتهم حكومة الإقليم، بالتعاون مع داعش، في تهريب النفط العراقي وبيعه عبر تركيا" و"عدم تسليم عائدات نفط الإقليم، الى خزينة الدولة)، وهذا ما يؤكده النائب في لجنة النفط النيابية الكردي( كاوه محمد)، حيث صرح، "إن كمية ما أنتجه الإقليم لعام (2015) بلغ (186.454.732) برميل، أي بمعدل ( 527.327) يومياً، سُلم منه لخزينة الدولة، عبر شركة سومو (57.679.800) برميل، أي بمعدل (159.287) برميل يومياً".
 
(مليون وأربعمئة) موظف في الإقليم، أي ما يشكل 20% من موظفي الدولة،حسب تصريح النائب الكردي، قادرين على بناء ساحات إعتصام في (حلبجه)، إذا ما أستمر الحال على ما هو عليه، وبذلك سيجعل حكومة الإقليم بين أمرين، أما فقدان ثقة الشعب بالحكومة، وسيقودها الى أزمة كبيرة، أو إعلان حرب (الإنفصال)، وسيقودها لأزمة أكبر، حيث الأزمة الاقتصادية التي تعصف بدول الخليج والمنطقة، بسبب هبوط أسعار النفط، وتأثير داعش على أسواق البيع، بعد إعلانه سيطرته، على بعض أبار النفط المصدرة.
 
بغداد وباتجاه المحافظات الجنوبية، لم تكن تعيش بنعيم الحكومة، لتسكت عن المطالبة بحقوقهم المشروعة، حيث زرعت بذرة الثورة الإصلاحية، في منبر صلاة الجمعة، في الحرم الحسيني في كربلاء، وراحت أفواج المطالبين تلتحق بساحات التظاهر، ولكن أيدي المتربصين، تلوث تلك الدعوة للإصلاح، وتحرف الثورة عن الطريق، لتنفذ مطامع أجندة خارجية لها، كانت تعمل على سرقة تلك الأصوات، كما سُرقت أصوات أبناء السنة في ساحة الإعتصامات، وهنا بدأت الأزمة، لكن هنالك من تدارك الأمر، وأطفأ فتيل الأزمة، عبر ذاك المنبر الإصلاحي، الذي زرع الثورة أولاً.
 
"الأحزاب السنية؛ ذاقوا طعم الأزمة، وجعلت قواعدهم تفقد الثقة بهم، لدرجة طردهم من مدنهم الى الإقليم ودول الجوار،"الأحزاب الكردية، بوادر الأزمة تعصف بها، وسيلتحق نوابها الى عمان أو تركيا" تحالف الشيعة لا نقول إجتازها، ولكن قد يكون الوضع مسيطر عليه بعض الشيء من ناحية بقاء الكابينة الشيعية بالسلطة لوقت أطول.
وأخيراً؛ الأزمة تتطلب وحدة القوميات، وتماسك المذاهب، ووقفة الكتل، لا يمكن تجاوزها، بإقصاء طرف أخر هو شريك بها، لا يغرنا كلام نواب الفتن، ممن ينكر الوجود الكردي، او التمثيل السني، في الحكومة الشيعية، للرقص على جراح الشعب، بالحان صوت الأنبطاحية، وحقوق الشيعة دون السنة او الكرد، ثمان سنوات، يداهنون ويراهنون، من خلف الكواليس، وماهي النتيجة، شعب يخاف من صاعق الأزمة، ان لا ينفجر بيده.
 
لكي نجتاز هذا الفتيل، لابد من إطفائه، بإتباع وحدة الصف، والنظر بعين العراق لا بعين المصلحة الشخصية او الفئوية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد كريم الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/30



كتابة تعليق لموضوع : بمن أطاحت الأزمة أولاً ؟ ولمن سيكون الدور؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net