صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الغائبة "عراقيون"؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



لا أدري لماذا وجدتني هذا الصباح  أبحث عن كلمة وفكرة "عراقيون" , فأخذت أتصفح المقالات في العديد من الصحف والمواقع , وما يصلني من الرسائل الإليكترونية , وغيرها من واجهات الكتابة والخطابة والتصريح.

ومضيت أفتش وأفتش , فلم أعثر على كلمات مكتوبة ومنطوقة تشير إلى "عراقيون"!!

فالذي يتصدر المواقع الإعلامية مسميات تمزيقية تفريقية , متوالدة من أرحام السوء والبغضاء والفئوية والتحزبية , وتتخذ من الدين وسيلة لتدمير الدين وأهله وبلدانه , وكأن الدين قد أصيب بإنشطارات أميبية مسلحة بسموم فتاكة , مموّلة من أعداء الدين , لإخراج الناس من أوطانهم وقيمهم وأخلاقهم وتحويلهم إلى عصف مأكول.

واحترت في هذا الركام البغضاوي من العبارات والمسميات والإنفعالات المسعورة والكلمات المحشوة بالسيئات , والمقالات ذات العناوين المطعمة بالكراهيات , والأقلام المترعة بالملمات !

 إحترت أين سأجد "عراقيون"؟!!

ولو بحثتم معي فأنكم ستتعبون , وتملون , بل وستقولون إنه عمل مجنون , فما عادت هذه الكلمة ذات قيمة , لأن النفوس والعقول قد تم برمجتها على أن تكون كالعهن المنفوش والفتات المنثور.

قال بعضهم: كيف بربك تستطيع أن تجمع حبات الزئبق المنتشرة على صفيح ساخن من الويلات المسطحة والمنزلقات المدهونة بالبترول الآثم الأثيم؟

وضحك أحدهم وأنا أسأله أن يشاركني البحث عن "عراقيون" , وقطّب آخر , وهز رأسه بسخرية وغادر المكان , وبقيت لوحدي , أحمل صرة جنوني وإصراري على أنني سأجدها ذات يوم قريب!!

نعم سأجدها في عقول ونفوس وأرواح وأخلاق وسلوك وتفكير وإعتقاد جميع الذين يتوطنون بلاد الرافدين!

بلى سأجدها , رغم الهراء والهزء والمُنكرين لها , والذين تلدهم جحيمات التشظي والتناثر والإنكسارات.

قلت سأجدها , لأنها القانون الذي مضت عليه القرون وإزدهرت به العصور , ولا يمكن لوطن أن يبقى ويكون إذا فقد هويته , وتنازل أبناؤه عن ملامحهم وقيمهم وما يشدهم للمكان والزمان , وإذا تدحرجوا على سفوح الخيبات , واستلطفوا الخراب والدمار والتداعيات.

سأجدها , لأن الأرض والأكوان لا تستغني عنها , والجغرافية تتمسك بها!!!

وسأنادي بأعلى صوتي "وجدتها , وجدتها"

فابحثوا عن "عراقيون" في أنفسكم أولا إن كنتم تريدونها عنوان عزة ووحدة وأمن وسلام , وارفضوا المسميات العدوانية المناوئة لها!!

نعم "عراقيون" , فلا تنكرون وتتنكرون فتتناكرون!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/19



كتابة تعليق لموضوع : الغائبة "عراقيون"؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net