اليعقوبي صاحب الصفحة البيضاء عند نظام صدام
سعد سالم نجاح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ محمد اليعقوبي مدعي المرجعية اليوم الذي كذب على السيد السيستاني و اتهمه باطلاً أنه أبلغ مجلس الوزراء بأن لا يوافقوا على قانون الاحوال الشخصية الجعفري .. اليعقوبي هذا كان من تلامذة الشهيد السيد محمد الصدر و لكن لم يأخذ بنهجه بالوقوف في وجه الحكم الصدامي ،حتى أنه لم يلبّ طلبه بالتصدي لإقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة .. اليعقوبي هذا لما سقط النظام ووقع بعض وثاق أجهزته الأمنية بيد الناس انكشف مدى ارتباطه بتلك الاجهزة ، و من ذلك رسالة كتبها بخط يده إلى (الحاج) عبد العزيز الراوي معاون مدير الأمن العام في حينه .
يوجّه اليعقوبي الخطاب إليه بقوله (( حضرة الحاج (العزيز) دامت توفيقاته )) ثم يقول ((أحب أن أفتتح رسالتي بما ورد من سيرة نبي الله خليل الرحمن (عليه السلام) ليكون حديثنا مباركاً ، ففي طريقه (ع) من بابل إلى بيت المقدس مرّ على مدينة و بقي أياماً ثم لما قرر مغادرتها سار الملك في توديعه و قدّم ابراهيم (ع) أمامه فنزل عليه الوحي الأمين يأمره أن يتأخر عن الملك و يقدّمه أمامه لأن الملك و السلطان له حرمته باعتباره القائم على مصالح الناس و حفظ النظام الاجتماعي العام و لولاه لاختل المجتمع و اضطربت أموره ، بذلك سار الأئمة الهداة (عليهم السلام ) فرضوا بأخذ ضريبة الخراج و المقاسمة من قبل السلطان و اعتبروها واصلة إليهم و مبرئة للذمة أمام الله تبارك و تعالى )) .
ففي هذا المقطع يحاول اليعقوبي أن يقدم فروض التسليم بل الولاء للطاغية صدام باعتباره (السلطان ) الذي يقوم على مصالح العباد!! ولا يكتفي بذلك بل يبرر ذلك برواية مكذوبة على نبي الله ابراهيم بل وينسب ذلك الى الأئمة الطاهرين !!
ثم يحاول أن يطمئن (العزيز) بانه ليس (متمرداً) على ( السلطان ) فيقول(( أعتقد ان سلوكي هذا واضح منذ حياة السيد محمد الصدر و بعد وفاته حتى عبّر السيد المدير العام عند لقائنا قبل سنتين بأن ( صفحتي بيضاء ) حيث لم أشارك في أية مسؤولية أراها تتجاوز الخطوط الحمراء فلم أشارك في اصدار مجلة الهدى في حياة السيد لانها لم تكن مأذونة رسمياً و لم أتصدى للقضاء الحوزوي )) ثم يكرر مرة أخرى قائلاً (( اني كما ذكرت سابقاً منضبط و احترم العهود و المواثيق و لست متمرداً )) .
و فيما يلي صورة للرسالة بصفحاتها الثلاث لمن أراد أن يتأكد من خط الشيخ !!
نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلىّ الله على خير خلقهِ محمد وعلى آلهِ ومن والاه .
حضرة الحاج ( العزيز ) دامت توفيقاتهُ
احب ان افتتح رسالتي بما ورد من سيرة نبي الله خليل الرحمن ابراهيم (عليه السلام) ليكون حديثنا مباركاً ففي طريقهِ(ع) من بابل الى بيت المقدس مر على مدينة وبقي فيها ايامآ ثم لما قرر مغادرتها سار الملك في توديعهِ ، قدم ابراهيم (ع) امامهُ فنزل عليهِ الوحي الامين يأمرهُ ان يتأخر عن الملك ويقدمهُ امامهُ لأن الملك والسلطان له حرمتهُ بأعتبارهِ القائم على مصالح الناس وحفظ النظام الاجتماعي العام ولولاه لختل المجتمع واضطربت امورهُ ، بذلك سار الائمة الهداة (عليهم السلام ) بأخذ ضريبة الخراج والمقاسمة من قبل السلطان واعتبروها واصلة اليهم ومبرئة للذمة امام الله تبارك وتعالى .
هكذا نحن ناس نظاميون ولسنا متمردين فاذا احتجنا هوية الاحوال المدنية راجعنا دائرتها واذا دعينا الى الخدمة العسكرية راجعنا دائرة التجنيد ، وفي الامور التابعة لدائرة الامن لا نتأخر عن استجابة دعوتهم للحضور في المديرية رغم ان استدعاء شخص قبل موقعي يكون غير مناسب ، يثير لغطآ كثيرآ ... واعتقد ان سلوكي هذا واضح منذ حياة السيد محمد الصدر وبعد وفاته حتى عبرّ السيد المدير العام عند لقائنا بهِ قبل سنتين بأن (صفحتي بيضاء) حيث لم اشارك في اية مسؤولية اراها تتجاوز الخطوط الحمراء فلم اشترك في اصدار مجلة الهدى في حياة السيد لأنها لم تكن مأذونة رسميآ ولم اتصدى للقضاء الحوزوي فأنا ابن هذا البلد واعرف ما ينبغي فعلهُ وما لا ينبغي.
اذكر هذهِ المقدمة لكي اصل الى نتيجة وهي انني عندما اصدرت بعض الكتيبات كنت لا ارى في ذلك بأساً فهذهِ الاصدارات الحوزوية مستمرة ولا يوجد عليها اعتراض من قبل الجهة المختصة على انني حاولت فعلآ تقديم اول كتبي وهو (الرياضيات للفقيه) الى رقابة المطبوعات وبقيت النسخة الاصلية عندهم عدة اشهر واعيدت اليّ بعد إلحاح شديد وفيها اعتذارعن الموافقة عن الطبع رغم انهُ كتاب علمي بحت يربط بين المسائل الفقهية و القضايا الرياضية . وقام بعض طلبة العلم بجمع اجوبة الاستفتاءات التي تصدر مني وتصنيفها وتبويبها وطبعها مما لست مسؤولاً عنه ولم امانع من ذلك لأنها كتابات فقهية اخلاقية وفيها نصائح ومعالجات اجتماعية يعود اثرها الايجابي على الجميع وقد تفاعل معها المجتمع بشكل ملحوظ واثمرت عن عدة مصالح للدولة والمجتمع منها :-
1- اعراض المجتمع عن كتابات الغير خصوصاً تلك التي تأتي من وراء الحدود ومعها كانت عناوينهم كبيرة في حين ان الجهات المختصة حاولت المنع من رواجها فلم تفلح كثيراً لأن الناس بحاجة الى الثقافة فلما وجدوا البديل في كتاباتي اعرضوا عنها تلقائياً وهذه نتيجة مهمة لأن الذين يكتبون من خارج الحدود او ينشرون قد لا تكون كتاباتهم ضمن الاطار المقبول.
2- ان الاصدارات والنشرات الثقافية اصبحت مسيطراً عليها فلما لم يؤيد الكتاب من قبلي بحيث يذكر اسمي عليه فأنه لا يلقى رواجاً في السوق في حين كنا لا ندري من الذي يكتب ومن الذي ينشر وماذا يقول في كلمات وفي هذا خطورة على جميع الاطراف.
3- انها تسد في بعض الفراغ في المجتمع وتلبي بعض احتياجاته في حين كان ترك المساحة فارغة يمكن ان يدفعهم الى بدائل اخرى لا نستطيع ان نأمن ضررها .
4- انها ربطتهم لمرجعية داخل العراق تعيش وسطهم وظروفهم وتتفهم مصالحهم بعد ان تفرقوا على مرجعيات خارجية.
5- انها تعالج بعض الظواهر المنحرفة في المجتمع وتهذب اخلاق الناس مما يساعد على تخليص المجتمع من الانحراف والرذيلة والفساد وتوجههم الى الهدوء والاخلاق والنظام .
كل هذهِ المصالح وضعتها نصب عيني حين استمررت بأصدار بعض الكتيبات شاعرآ بأنها مصالح مشتركة فلابد ان تلقى تأييد من قبل الجهة المختصة . وفعلآ ابلغني اكثر من مرة جناب السيد رحيم ابو رغيف عنكم شخصيآ عدم ممانعتكم من استمرارها بل عرض عليّ دعمها مادياً ومعنوياً فشكرت لهُ ولكم هذا التفهم للموضوع واعلمتهُ بعدم الحاجة الى الدعم المادي لأني لا اتولى نشرها وانما المجتمع هو الذي يقوم بذلك واصبحت تدر ارباحاً جيدة على القائمين بها بحيث انها (كسرت) سوق الكتب الاخرى على تعبير بعضهم . وقد نقل جناب السيد رحيم عنكم ملاحظتين نأخذها بعين الاعتبار الاولى ان لا نتدخل في الأمور السياسية والثانية أن لا نذكر فيها اسماء الكتب والمؤلفين غير المرغوب فيهم ونحن ملتزمون بذلك قبل ان ينقل الينا هاتين الملاحظتين لأننا نعرف تكليفنا وما ينبغي علينا فعلهُ وما لا ينبغي .
ثم أكد عدم الممانعة هذهِ جناب السيد مدير أمن محافظة النجف لدى زيارتهِ لي في بيتي لكنهُ طلب مني ان اعرض أي كتاب عليهِ قبل طبعهِ وقلت لهُ انني غير مسؤول عن طبع اكثر الكتب لأن بعض الطلبة يقوم بجمع اجوبة الاستفتاءات عن موضوع محدد ويطبعها ومع ذلك تعهدت بأن احاول تلبية هذا الطلب وفعلآ اتصلنا بهِ وقلنا لهُ توجه مجموعة استفتاءات يريد احد الطلبة طبعها فأرسلوا لنا من يجلبها اليكم لتطلعوا عليها قبل الطبع لأحدد موعداً لذلك ولكن احداً لم يأتي الى الآن لتسلمها ونحن لم نعطي الاذن بطبعها انتظاراً لأطلاعهِ عليها والى الآن لم يطبع شيء.
اعرض كل هذه التفاصيل بين ايديكم باعتباركم الشخص الاول المسؤول عن هذه الجهة ومحل الشاهد انني فوجئت مؤخرا بالتضييق الذي حصل على اصداراتي واعتقال بعض من يتصدى لنشرها من طلبة الحوزة الشريفة رغم انني ما تجاوزت الاطار الموضوع لي ولا غفلت عن المصالح المشتركة التي ذكرتها انفاً في هذه الاصدارات وما ادري لما هذا التغيير وما الذي حصل حتى يتعكر جو العلاقة بيننا ما دام لم تحصل مخالفة تذكر ولو حصلت مخالفة فلماذا لا نصلحها بالحوار المفتوح فاني لم اغلق عقلي ولا قلبي ولا نفسي عن هذا الحوار بل يمكن اجراء هذا الحوار عبر الهاتف وبسهولة ولا يحتاج الى كل هذه الاجراءات فأني كما ذكرت سابقاً منضبط واحترم العهود والمواثيق ولست متمرداً ولم اقصر في الالتزام بالشروط التي اشرت اليها وانني لا اعتقد ان مثل هذه الاجراءات توقف الاصدارات لأنني لا اتخلى عن اجابة الاستفتاءات الفقهية والاخلاقية التي توجه الي والمجتمع لا يتخلى عن شعوره بالمسؤولية في طبع ونشر هذه الاجوبة نعم يوقفها كلام مني ان حصلت القناعة بذلك.
وقد حاولت الاتصال بكم هاتفياً مرات عديدة على الرقم الذي اعطانيه جناب السيد رياض النوري الا انني لم افلح ففكرت بكتابة هذه الرسالة وايصالها اليكم عن طريق الجناب السيد رحيم وهدفي من ذلك اطلاعكم على الحال والاستماع الى رأيكم في هذا الموضوع لمعرفة تكليفي لأن هذا التصرف الاخير مخالف لعدم الممانعة والتأييد الذي سمعته منكم من خلال السيد رحيم.
ادعو الله تبارك وتعالى ان يديم عليكم نعمه ويزيد في توفيقكم ويأخذ بأيديكم لما في الخير والصلاح انه نعم المولى ونعم النصير
محمد اليعقوبي 8- رجب-1422
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سعد سالم نجاح




قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat