اجازة اجتهاد السيد الخوئي للشهيد الصدر و مغالاة المحبين
سعد سالم نجاح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سعد سالم نجاح

لا شك في ان الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر هو أحد عباقرة علمائنا المتأخرين وقد وصل الى مراحل راقية من العلم في شبابه بما منحه الله تعالى من ذكاء وجودة فهم مع ما بذله من جهد كبير في التعلم على أيدي الاكابر وعمدتهم السيد الخوئي ، و لكن بعض المغالين في حبه يزعمون ان السيد الخوئي شهد باجتهاده في اوائل بلوغه أو في اوائل حضوره درسه في عام 1369 هـ ! وقد أورد ذلك احمد عبد الله ابو زيد في كتابه (محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ) ص 183 ـ 184 (لاحظ الوثيقة رقم 1) واستند الى قصاصة بخط السيد الخوئي وتوقيعه وختمه ورد فيها (بسم الله الرحمن الرحيم ان فضيلة العلامة قرة عيني العزيز السيد محمد باقر الصدر دام علاه قد تربى في حوزتنا العلمية في النجف الاشرف وحضر ابحاثنا الاصولية والفقهية فجد واجتهد حتى تمت له ملكة الاستنباط والاجتهاد فلكم ان تتحدثوا عن رأيه بما انه اجتهاد شرعي . وأرجو الله تعالى ان يرفع به أعلام الدين ويجعله علماً للمسلمين والسلام على كافة اخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته . ابو القاسم الموسوي الخوئي (الختم) (لاحظ الوثيقة رقم 2 ) .
وقد اطلعت على رسالة وجهها أحد الباحثين الى (احمد عبد الله ابو زيد) بشأن الشهادة المذكورة ، ورد فيها ما يأتي :
(( لديّ بعض الملاحظات : (الاولى) ـ وهي الاهم ـ ان من المؤكد ان الشهادة المذكورة لم تصدر من السيد الخوئي في عام 1369 هـ بل بعد ذلك بما لا يقل عن عشرة أعوام ، و الدليل القاطع على ذلك هو (الختم) المستخدم فيها ، فان السيد الخوئي كان له ختم يستخدمه الى عام 1378 هـ و نراه في تقريضه لدراسات الشاهرودي عام 1370 و تقريضه للجزء الاول من مصباح الفقاهة للتوحيدي عام 1373 و تقريضه للجزء الاخير من مصباح الاصول للبهسودي عام 1376 وتقريضه للجزء الاول من التنقيح للغروي عام 1377 و تقريضه للجزء الاول من دروس في فقه الشيعة للخلخالي عام 1378 و للنموذج لاحظ الوثيقة رقم 3 .
ثم ان السيد الخوئي استبدل ذلك الختم بختم آخر استخدمه من عام 1379 او 1380 الى آخر حياته ونراه في تقريضه للجزء الثاني من دروس في فقه الشيعة (لاحظ الوثيقة رقم 4 ) . و الوثيقة الخاصة باجتهاد السيدر الصدر تحمل هذا الختم الاخير لا الاول ، فهذا دليل لا يقبل التشكيك على تأخر صدور الوثيقة المذكورة الى ما بعد عام 1378 هـ .
(الثانية) : ان المستفاد من قول السيد الخوئي (حضر ابحاثنا الاصولية و الفقهية فجد و اجتهد حتى تمت له ملكة الاستنباط والاجتهاد ) ان السيد الصدر ـ وفق قناعة السيد الخوئي ـ لم يصبح مجتهداً الا بعد حضور ابحاثه ، و حيث ان حضوره ابحاث السيد الخوئي كان في عام 1369 و ما بعدها ، فهذا دليل واضح على بطلان ما ادعي من ان السيد الخوئي اعترف له بالاجتهاد منذ اوائل بلوغه ، و من ذلك دعوى السيد العسكري المذكورة في الكتاب .
(الثالثة) : ان خلو الوثيقة من التاريخ يثير الريب ، فانه لم يعهد من السيد الخوئي التوقيع على تقريض أو اجازة أو وصل أو غيرها من دون ذكر التاريخ ، فهل هو أغفل ذكره هنا لغرض له !! أو انه حذف عند التصوير لحاجة في نفس البعض من محبي السيد الصدر لغرض آخر !!
(الرابعة) : ان النص المكتوب في الوثيقة يدل على كونها محررة جواباً عمن سأل السيد الخوئي عن اجتهاد السيد الصدر ، و ليست هي اجازة اجتهاد بصيغتها المتعارفة قديماً و حديثاً كما نجدها في سائر اجازات السيد الخوئي ، و بذلك يظهر بطلان دعوى الشيخ محي الدين المازندراني ـ المذكورة في الكتاب ـ من ان السيد الخوئي بادر الى اعطاء السيد الصدر هذه الاجازة بالاجتهاد .))
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat