تأملات في حديث : اللهم اعز الاسلام باحد العمرين
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انا لست طائفيا ولكني احاكم التاريخ ، لأن التاريخ هو الذي اسس للحاضر الذين نعيشه فكل ما نراه إنما وضع اساسه الماضي وسهر رجالٌ على ان يكون بهذا الشكل الذي لا يتغير فاحكمو بنيانه على تفاهات واكاذيب لم يُنزل الله بها من سلطان.
من هذه الاكاذيب التي أرغب بمحاكمتها باختصار هي قولهم على لسان النبي ص: (( اللهم اعز الاسلام باحد العمرين)) (1) وباسلام عمر ظهرت دعوة النبي إلى العلن ولم تجرأ قريش على الضرر بالنبي او الوقوف بوجه الرسالة ، لأن عمر اسلم وقريش كلها ارتعبت من اسلامه كما في القصة التالية التي يتشدقون بها.
ذهب عمر ليُعلن اسلامه بناءا على دعوة النبي بأن يعز الله الاسلام باحد العمرين.
تقول الرواية: ذهب عمر إلى دار الارقم الذي كان فيه النبي واصحابه مختبئون من قريش يتعبدون بسرية تامة خوفا من قريش : ((فطرق الباب عمر بن الخطاب فقال الصحابة : من ؟ قال : عمر، فخاف الصحابة واختبؤا فقام حمزة بن عبد المطلب و قال يا رسول الله دعه لى ، فقال الرسول أتركه يا حمزة ، فدخل سيدنا عمر فأمسك به رسول الله و قال له : أما آن الأوان يا بن الخطاب ؟ فقال عمر إنى أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله ، فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعتة مكة كلها، فكان إسلام عمر نصر للمسلمين و عزة للإسلام . بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته وتبعه الصحابة ، فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين ، صفٌ على رأسة عمر بن الخطاب و صف على رأسه حمزة بن عبد المطلب و بينهما رسول الله يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر)).
الرواية لا تحتاج إلى مصدر لانها اشهر من نار على علم ولكن اوردناها في نهاية البحث.
نقول : أن الذي يُكذب رواية (إعزاز الاسلام بعمر) (2) هو ما جاء في حديث صحيح من أن حامي النبي (ص) وحامي الرسالة الحقيقي هو (أبو طالب) ، ومن بعده علي بن ابي طالب (ع) . بهما كان الاسلام عزيزا ، وليس بعمر بن الخطاب.
فالرواية تقول : ((عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ فَلَيْسَ لَكَ فِيهَا نَاصِرٌ )). انظر الكافي /جزء 1 / ص 449.
وهنا يحق لنا التساؤل : أين عمر بن الخطاب الذي اعز الله به الاسلام ومن اسلامه خافت قريش واختبأت في بيوتها؟ أليس حري (بأبي حفص) ان ينتضي سيفه ويذود عن النبي ويدفع عنه اذى قريش؟ ومالنا لا نرى ذكرى لهذه الشجاعة في حروب النبي وغزواته. فلم يذكر كل من أرخ معارك النبي ان عمر خدش مشركا، ولو بظفره.
إذا كان الله اعز الاسلام ونبيه بإسلام عمر ، فلماذا يأمره بالهجرة ويقول له : اخرج يا محمد فإن ابا طالب مات وليس لك ناصر في مكة. ولنترك ابو طالب ، لماذا امره الله بالهجرة والهروب من مكة إذا كانت قريش خافت من اسلام عمر.
يعني شويه انصاف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- يقولون ان النبي ص قال (( اللهم اعز الاسلام باحد العمرين)). ومادام دعاء الرسول مستجاب فلماذا لم يقول النبي اللهم أعز الاسلام بكلا العمرين. هل ان الرسول لم يكن يرغب بدخول كل الناس الى الاسلام؟ اليس القران يقول ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) الأنبياء107 ...هل ان احد العمرين ليس جزءا من العالمين..الم يقل الرسول (( اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون))... هل عمر الاخر ليس من قوم الرسول وليس من اهل مكة...هل صار الاسلام عزيزا بدخول عمر المتاخر فيه؟ أليس عمر الثاني سوف يحتج يوم القيامة بأن يقول لربه : انك لم تشأ ان تهدني كما هديت عمر بن الخطاب . لأن النبي قال اهد احد العمرين فاخترت يا الهي عمر وبقيت انا مشرك .
2- اعز الأسلام بأحد العمرين هذه الرواية في صحيح البخاري (3/ 1403). ولكنها عكس ما يزعمه القوم من انها فضيلة لعمر بل ان الرواية تدل على اهانة عمر.
3651 – روى البخاري . قال حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر ابن محمد قال فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال
: بينما هو ـــ عمر ـــ في الدار ((((خائفا )))) إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال له ما بالك ؟ قال زعم قومك أنهم ((((سيقتلونني إن أسلمت)))) قال لا سبيل إليك بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي فقال أين تريدون ؟ فقالوا نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل إليه فكر الناس .
[ ش ( هو ) أي عمر رضي الله عنه . ( حلة حبرة ) برد مخططة بالوشي وهو النقش . (مكفوف ) مخطط بحرير . ( لا سبيل إليك ) لا يستطيع أحد أن يصل إليك بمكروه . ( أمنت ) زال خوفي . ( سال بهم الوادي ) أي ملؤوا الوادي بكثرتهم . ( صبأ ) مال وخرج عن دين آبائه.
إذن نستفيد من رواية البخاري أن عمر لم يعز الله به الاسلام بل كان خائفا يرتعد ثم اصبح عمر محميا من قبل المشركين ومن اكبر رأس من رؤوس النفاق العاص بن وائل أبو عمر بن العاص .ثم لماذا لم يسيل هذا الوادي بالرجال عندما اسلم ابو بكر والبقية وكلهم من مكة. ويسيل الوادي من اجل (برطيش للحمير).
وانا اشم رائحة التواطئ حتى في إسلام عمر وإلا ما هو الدافع لأن يقوم كبير من المشركين امثال العاص بكفالة عمر وحمايته؟ ولماذا منع الناس من قتله ؟ ألا يدلنا هذا على ان لعمر دورا يعرفه هذا المشرك الذي أجاره ؟ وقد تبين هذا الدور المناط بعمر فيما بعد حيث كان عمر يرد كثيرا على رسول الله ص وقاد عملية الانقلاب على الاعقاب وكان رأس السقيفة المدبر بلا منازع وهو الذي قاد عملية الهجوم على بيت فاطمة ، وانتزع فدك من يدها ومنع سهم ذو القربى وسجن الصحابة في المدينة وهو الذي اقترح على ابي بكر ان يترك اموال الصدقات التي جمعها ابو سفيان يتركها له وكانت اموالا جليلة. ثم قام بتعيين يزيد بن ابي سفيان ثم اخيه معاوية الذي جر الويلات على الاسلام والمسلمين.
فهل يوجد دور اخبث وابشع من ذلك؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat