صفحة الكاتب : مهدي المولى

اذا تدخل الدين في السياسة فسد الدين وفسدت السياسة
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
لا شك ان الدين ارقى واعلى واسمى من السياسة
الدين يراقب السياسة والسياسيين ويعظهم ويرشدهم  ويدعوهم الى الصدق الى العفة الى الالتزام والتمسك بالقانون والعدل والحق ونكران الذات والدفاع عن المظلومين وعن المحرومين
الدين ينطلق من العام في حين السياسة تنطلق من الخاص
الدين ينطلق من مصلحة الاخرين ومنفعتهم ودفع الاذى  والضرر عنهم لا يختص بشعب ولا مجموعة وانما يختص بكل البشر وبكل الارض الدين حالة روحية لا تعرف الغش ولا الانانية فالمتدين يعيش ويموت من اجل الاخرين من اجل سعادة الاخرين من اجل حياة الاخرين بل سعادته عندما يسعد الاخرين وذروة تلك السعادة عندما يموت من اجل ان يحيا الاخرين لا يهمه لون وعقيدة وايمان هؤلاء الاخرين ومن هؤلاء المتدينين الامام علي الذي قال عندما ضربه احد المجرمين صرخ قائلا فزت ورب الكعبة لانه يحب الحياة ويحترم الانسانة
للاسف الشديد هناك من وجد في الدين وسيلة لتحقيق اهدافهم الخسيسة لهذا افسدوا الدين وافسدوا الناس  وهذه الظاهرة ازدادت بشكل واسع وكبير وخاصة بين اتباع الدين الاسلامي حيث اصبح وسيلة لكل من يريد سلطة ومال ونفوذ وقوة فظهرت مجموعات وشخصيات عديدة متضاربة ومتضادة بعضها تكفر بعض وبعضها تسيء الى بعض  وهكذا جعلوا من الدين وسيلة لنشر الجهل والتخلف وستار للسرقة والاحتيال والاغتصاب والدعارة وهكذا سقط الدين ورجل الدين ولم يبق لهما اي قيمة في نظر اهل العقل والمعرفة  لهذا بدأت ردات فعل قوية من قبل الجماهير الاسلامية ضد الدين ورجال الدين وهذه الردات بدات تتسع وتكبر وبعضها ردات عنيفة وخارجة حتى عن المألوف  مثل قيام بعض الفتيات بالتعري احتجاجا على  فتاوى بعض المجموعات الارهابية او التحول الى الالحاد
وهذا ما حدث   في مصر في تونس في دول عديدة
المعروف ظهر في العراق كثير من الشخصيات  المشبوهة  والبعيدة عن الدين بل هناك من صنعتهم جهات اجنبية معادية للعراق وللدين  وكلفت بمهمة الاساءة الى المرجعية الدينية العليا بزعامة الامام السيستاني الذي حمى العراق والعراقيين من اعداء العراق ووضع العراق والعراقيين على الطريق الصحيح حيث وقف مدافعا عن العراقيين سنة وشيعة وكرد وتركمان مسلمين وغير مسلمين وقال نحن كلنا عراقيون والعراقيون متساوون في الحقوق والواجبات واحرار في ما يطرحون من افكار وفي ما يعتنقون من عقائد ودعا العراقيين جميعا  بدون استثناء امراة ورجل الى المساهمة في بناء العراق  عراق ديمقراطي تعددي  حر مستقل من خلال وضع  دستور للبلاد ودعوتهم الى اختيار من يمثلهم بحرية وقناعة وتأسيس المؤسسات الدستورية
فالدين لا يتدخل بشؤون الناس الخاصة  الدين يتدخل في اقامة الحق والعدل والصدق والنزاهة  الدين  لا يكفر المسئول لانه لا يصلي لكن الدين يكفر المسئول اذا سرق اذا كذب اذا ظلم اذا تعاطى الرشوة اذا قدم مصلحته الخاصة على المصلحة العامة الدين يكفر المسئول اذا ميز بين الناس على اساس القرب والبعد على اساس الدين العائلة العشيرة
لهذا ان الامام السيستاني قاد العراق في وسط امواج عاتية لولا تلك  القيادة الحكيمة والشجاعة  لسفينة العراق لضاع العراق وغرق
في الوقت الذي نرى  قيام المجموعات الارهابية الوهابية التي تحسب نفسها على السنة بنشر الفتاوى التي تدعوا الى ذبح  الشيعة ونهب اموالهم وسبي نسائهم نرى الامام السيستاني يقول لا تقول اخواننا السنة بل قولوا انفسنا وعندما طلب منه بعض الشيعة اصدار فتوى بالرد على هذا الذبح العشوائي ضد الشيعة فقال لو كان لي مائة ابن وذبحوا 99  منهم  ويطلب مني الابن الباقي فتوى لم امنحه
فالامام السيستاني يرفض تدخل الدين في السياسة ورجل الدين  لا يقبل اي جهة حزب شخص يمثله وانه لا يمثل اي جهة او شخص مهما تظاهرت تلك الجهة وذلك الشخص بالولاء له  انه مع الشعب كل الشعب وما يختاره الشعب بقناعة واخلاص انه يباركه ويدعمه
لا شك ان هذا التصرف اغاظ اعداء العراق وبعض العناصر التي حاولت ان تجعل من الدين وسيلة لتحقيق اهدافهم الخسيسة والحقيرة لهذا نشأت مجموعات جاهلة فاسدة وتظاهرت بالدين وجمعت حولها الكثير من اللصوص والحرامية والمزورين والقتلة  والمطبلين والمزمرين وكل واحد اصبح مرجعا امثال الكرعاوي والصرخاوي والحسناوي والرباني والقحطاني والخالصي والصدراوي وكل واحد منهم جمع حوله مجموعة من اللصوص والحرامية والقتلة  وعصابات التزوبر والاحتيال وتجار الحشيشة وكون جيشا خاصا به وجعل من نفسه خليفة وقال انا امام وخليفة وامير المسلمين واصبح المسلم الصحيح لا يدري كيف ينقذ نفسه من هؤلاء اللصوص والقتلة
انهم يقتلون باسم الدين وينهبون باسم الدين
لهذا كل عصابات السرقة والدعارة وشبكات الاغتصاب والاختطاف والمجموعات الارهابية الوهابية والصدامية انتمت الى هؤلاء واصبحوا من خلال الانتماء الى هؤلاء قادة وسادة في الدولة وفي كل المجالات لهذا اصبحنا بلد الفساد والجريمة والعنف
لهذا نحن نثني على موقف السيد مقتدى الصدر الذي اعلن اعتزاله العمل السياسي والبراءة من الذين حوله ومن تصرفاتهم الفاسدة وافعالهم الاجرامية ونأمل من اليعقوبي والحكيم ان ينهجا نهجه والعودة الى المرجعية العليا لبناء العراق الديمقراطي التعددي الحر المستقل الذي يضمن لكل العراقيين المساوات في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الفكر والرأي والعقيدة
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/21



كتابة تعليق لموضوع : اذا تدخل الدين في السياسة فسد الدين وفسدت السياسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net