صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

أنا أعلمكم كيف تكونوا إرهابيين
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ببساطة وببرود دم في غاية البرودة يمكن لأي مختل أن يقتل العشرات من الأبرياء بحجة أنهم كفار. وعلى بعد مئات الأمتار من حدود الدول العربية الضاربة في التخلف لم يترك الصهاينة فعلا دنيئا إلا وإرتكبوه، قتلوا الفلسطينيين وهجروهم وأحرقوا دورهم وبساتينهم ونهبوا ممتلكاتهم وسجنوا الصابرين والمرابطين منهم، وأوصلوا العرب مع أشقائهم الى الحال التي يقول فيها كثير من العرب، الفلسطينيون يستحقون ماجرى عليهم فهم باعوا أراضيهم وبيوتهم لليهود، في حين إن هذه الأكذوبة روج لها الصهاينة والإعلام الغربي الوسخ لإبعاد بقية العرب عن الشعور بالتعاطف مع الفلسطينيين والتردد والتقاعس في نصرتهم، وليس ببعيدة عنا صور الآلاف من اللاجئين الذين هجروا تحت تهديد السلاح، وكانت عصابات الصهاينة تعمل القتل فيهم والتنكيل، وبلارحمة، ولم نتعود إن الصهاينة يرحمون، وكيف وهم يجرون حكومات بلدان عربية وعديد من المثقفين العرب الى دائرتهم ليكونوا عبيدا لهم؟
ينخرط آلاف العرب في المجموعات الإرهابية من خلال حملات تثقيف واسعة يقوم بها نشطاء دينيون يجهزون عقول هولاء بأفكار تخرج الناس عن الملة وتحيلهم الى كفار يستحقون القتل، وأن تنهب أموالهم وتحرق دورهم وتفجر وتسبى نساؤهم، وهو ذات الوصف الوارد في التوراة التي تصف العرب بالأغيار وتدفع اليهود للتنكيل بهم ومهاجمتهم في كل الأوقات وبدون تردد، ويساعد هولاء الناشطين مجموعات من كبار علماء الإسلام الذين يعيشون في دول عربية غنية، وبإتفاق مع مخابرات تلك الدول التي تروج للتغيير في بلدان أخرى من بينها سوريا التي أحرقت بالكامل من أجل حفنة من المجانين، ونعلم جيدا مايقال ويردد يوميا عن نظام صدام حسين، والنداءات التي تخرج من حين لآخر لوصفه بأنه كان يضبط إيقاعات المجموعات التكفيرية، وكيف ضربها مطلع الألفية الثالثة، ثم يجري الحديث عن أهمية إبقاء الأسد في سوريا فلم تجن الدول العربية التي ساندت الثورات غير الضرر. هاهما حكومتا قطر والسعودية راعيتا العنف الثوري في مصر واليمن وتونس والعراق وليبيا وسوريا تحصدان مرارة ذلك من خلال قطع العلاقات الثنائية والإبتعاد عن بعض، والتلويح بإجراءات خطرة للغاية على المنظومة العربية مع وجود كم هائل من الإرهابيين المرتبطين بمخابرات البلدين، دون إغفال ما لإيران وتركيا من دور في تحريك الملفات وتمريرها وتسليكها من مكان لآخر، وهو مايستدعي فرض شروط لعبة جديدة في المنطقة.
الإرهاب لم يعد ممكنا وقفه لابمؤتمرات تصرف عليها الملايين من الدولارات، ولا بالأحاديث الرخيصة والأكاذيب. نحن بحاجة الى الإرهاب الرسمي، إرهاب الدولة، إرهاب الدولة الجبارة التي تفرض شروط حكم جديد تخرج فيه عن الشراكة والإتفاقيات بين الفرقاء الذين دخلوا الأنفاق المظلمة ولايهتدون الى كيفية للخروج منها، ولايعرفون حتى كيف يتخلصوا من تبعات ماورطوا أنفسهم فيه من مشاكل ومواقف لاقيمة لها، فالديمقراطية فاشلة بالمطلق في البلدان العربية، ولايمكن حكم الشعب إلا بالقانون الجبار، أما فسح المجال لعشرات الأحزاب وللمنظمات الدينية وللأشخاص بعناوين مختلفة ليتحدثوا كيف شاؤا ويفرضوا معايير إدارة لاتتوائم مع التطورات السياسية والإقتصادية والأمنية فإن من شأن ذلك أن يقود الى الهاوية.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/12



كتابة تعليق لموضوع : أنا أعلمكم كيف تكونوا إرهابيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net