في مثل هذا اليوم، ارتفعت لافتة الحزن الاولى في بيت علي ع، الحكومة المركزية في يثرب لم توافق على اقرار الموازنة، بينما كلف رئيس البرلمان نفسه بتهيأة الفرقة الحجرية للقضاء على نبي آخر يسمونه مسيلمة صدقه القطيع وزوجوه بنبية اخرى اسمها سجاح ذات حملة انتخابية!،السياسة راية ضلالة ترفرف فوق جدران مكة التي اعادت احياء دار الندوة وضمتها الى مؤسسات المجتمع المدني!!.
وحده هناك... كان علي يجلس امام جسد فاطمة، بينهما الماء الذي وقف عند وصيتها لم يمسها، وعلي والماء واحدان، وبين يدي علي ع تنسل ثماني عشرة وردة قطفتها فاطمة من بستان الحياة لتتنازل عنها في بيت الاحزان، لم نسمع انه سقط كوكب من السماء في المدينة فاصاب فاطمة، ولم يذكر التاريخ ان طاعونا مر بالمدينة فاخذ اصحابه معه، لم نسمع بانفجار مفخخة قرب بيت علي او عبوة ناسفة تركها قنفذ عند باب الزهراء، اوحتى اطلاقة كاتمة للضجيج كان يحملها مروان،لهذا لم نعثر على المصدر الذي يوثق اخبار المساء في يثرب بان فاطمة اغمضت عينيها وهي تقرا القران وحيدة الا من امل ان تعثر بولدها محمد ص واله.
فاطمة زهرة روح ابيها ص واله، والزهور لا يعتريها الذبول الا في زمن القحط، وعلي سكن للماء حين تعطش الحقائق، لكنه في ساعات هذا اليوم وقف جامدا مثل سيف على جدار، كانت فاطمة هناك... لكنها اعارت صوتها للسماء، كان غصن محمد ص واله مكسورا، الغصون التي تسقط الى الارض وهي مكسورة تثير الصوت، لكن فاطمة لم تقل لعلي: انا غصن مكسور!!، الحطابون الذين اشعلوا النار ليتدفأوا امام باب فاطمة كانوا مصابين بملاريا السلطة، لهذا يحتاجون التدفأة فإشعلوا النار ببابها، لم يحدثنا نفس التاريخ ان عليا اقام وليمة لاهل المدينة كلهم ولم يجد عذرا سوى اشعال باب بيته ليتدفأ الجائعون الى السلطة على ناره، وحده بيت علي هو من يوصل الى السلطة، ووحدها السلطة هي من تريد الوصول الى بيت علي لتفجيره بمن فيه!،لكن فاطمة نائمة وليس الى جنبها سوى وصية يتيمة ان لايصلي على اغصانها حطاب.
فاطمة في مثل هذه الليلة بالذات، يحتضنها تراب المدينة، اسلمت اوراقها لعلي لانهه يتيمة ....ووصية، على يقين ان اصوات صغارها فززتها حين ماتت، لكنهم لم يعرفوا الموت حتى يتجنبوا اغضاب الملائكة.
في هذه الليلة، نامت فاطمة الزهراء، هذه الشجرة المحمدية التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، اسمعتم ان الها يغضب لغضب ثماني عشرة غصن مكسور في بستان محمد الغريب ص واله ويرضى لرضى ثماني عشرة زهرة في نفس البستان؟ أغمضت عينيها اللتين لم تبصرا وجه علي خشية ان يرى ماتركه الحطابون هناك، بينما اقعده الجسر المكسور على ارض الغرفة منتحبا... نامت فاطمة وحيدة ليلتها، اتيقن ان السموات حضرت عند طرف قبرها وان الارضين ابت ان تطبق على اغصانها المكسورات، حين نامت فاطمة... نامت القبرات والقطا وناح اليمام على جدران بيت احزانها، لكنها لم تنس انها تركت فوق بيتها لافتة للرفض... سوداء مثل وجه المدينة يومها او قل قلبها... تقول سلاما ايها المتخاذلون!!.
ثماني عشرة وردة قطفتها من سلة الحياة، ومازالت حتى الان توزع الآس في مآتم الحسين، فقولي لي ياسيدتي: هل افرغ الله حزنه في روحك؟ متى تستريحين من هذه الغربة المحمدية؟ ومتى تتوقفين عن السفر وتعلنين عن قبرك ؟
سلاما على روحك الغريبة، سلاما على دمعتك المسكوبة، سلاما على يديك المضمختين بدم الحسين الحاملتين اكف العباس، السلام على روحك المتعبة، على الطيور وهي تحط على كفيك يامولاتي يافاطمة.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat