صفحة الكاتب : سناء الربيعي

خطورة الإنترنيت بين يديْ أطفالنا
سناء الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس هناك من أحد لا يريد اكتساب العلم والتقدّم المعرفي له ولأعضاء أسرته، واحتلّت شبكة الإنترنيت الصدارة بين مصادر المعلومات، وكان لتطور عمل الانترنت أثره في دخوله مجالات عديدة، مما أتاح للناس الاستفادة من هذه التقنية الحديثة في أمور كثيرة من بينها خدمة الوصول إلى المعلومات والأخبار بسرعة قصوى، والحصول على الخدمات الطبية والتعليمية، والتعاملات المصرفية والبحث عن مجالات العمل والتسوق، التراسل والتواصل في كافة أنحاء العالم، وما إلى ذلك من إيجابيات عديدة جعلت من الانترنت وسيلة من أهم الوسائل التكنولوجية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

ولكن للإنترنيت وجهٌ آخر على عكس الأوّل، وجهٌ مقرفٌ ومضرٌّ الى أبعد ما نتصوّر، فهو قد يحطّ بالإنسان الى الحضيض، ويعدمه أخلاقه ودينه وتوازنه، حينما يسهّل عليك الدخول في مواقع الشبهات، ولا يسمح لك أحياناً بتحميل مادة إلاّ ويريك صوراً مثيرة ومحرّمة، فضلاً عن الدعاية المستمرّة للمواقع الإباحية، ومواقع التسلية والألعاب المضيعة للأوقات، وتبادل الملفات والصور غير الأخلاقية، المحادثات عبر غرف الدردشة والبالتوك أو عبر الماسنجر والشات، وما إلى ذلك من الوسائل الخبيثة التي يستخدمها شياطين الإنس من أجل الكذب على الآخرين والاستهزاء بمشاعرهم واستغلال فراغهم.

والمشكلة الأكبر في هذا الموضوع برزت اليوم مع توفّر أجهزة الاتصال الذكية، والتي تعدّدت أسماؤها وتفاوتت مزاياها، وتنافس المصنّعون في الهيمنة على الأسواق الاستهلاكية لها، وراح الكثير من الآباء يوفرونها لأطفالهم لأهداف أمنية، أو نفسية، أو غير ذلك، ولكن القليل منهم يكون على دراية بالمخاطر التي تحيط بالطفل عند توفر هذه التقنية معه في أي مكان وزمان.

فأغلب هذه الهواتف والأجهزة اللوحية المحمولة توفر خدمة الاتصال بالإنترنت عبر شبكات الاتصال، مما يسمح بتصفح الإنترنت بمحتواه النصي أو الصوتي، أو الصور الثابتة والمتحركة، وتتوفر هذه الأجهزة بين أيدي الأطفال بسهولة، نظراً لكثرتها وتعدد خدماتها ومناسبة سعرها في بعض الأحيان، ومن هنا تبدأ الكارثة الأخلاقية المتوقّعة إذا ما وَلَجَ الأطفال هذا العالم المريب، وهم في كثير من الأحيان بعيدين عن أعين الوالديْن وإشرافهما.

تقع المسئولية الأكبر على الوالدين في إدخال هذا الزائر المرغوب به أحياناً، وغير المرحّب به في أحيان أخرى، فعليهما أن يعيا دورهما جيداً في كيفية استخدام الإنترنيت بالطرق الصحيحة والآمنة، وخلق الرقابة الذاتية لدى الأولاد عبر زرع قيم الصدق والإخلاص والحياء والمروءة في نفوسهم، وذلك من أجل تنمية الوازع الديني، وخلق الحصانة الذاتية التي تحميهم من الانجراف وراء المحرمات.

وتبقى رقابة وفطنة الأبويْن هي الأهمّ والأكثر أثراً، في جعل استخدامهم للإنترنيت حصراً في الأماكن العامة وليس داخل غرف مغلقة، لتسهيل عملية الإشراف والمراقبة، ووضع قواعد واضحة للاستخدام، والتأكد من تركيب برامج الحماية والأمان اللازمة على جهاز الحاسب الآلي، ولا يكفي أن يبدي الأهل ثقتهم التامة بأولادهم، بل لا بد من استمرار التوجيه للأبناء والبنات حول مخاطر الانترنت وما يمكن أن يتعرضوا له.

ومن جهة أخرى فلابدّ أن تنهض الحكومة بمهمّتها إزاء هذا الأمر من توعية المجتمع عبر وسائلها الإعلامية وغير الإعلامية كإقامة الندوات والدورات التدريبية وإلقاء المحاضرات في لقاءات جماهيرية بهذا الخصوص للارتقاء بالفرد العراقي الى الأسلوب الأفضل في الاستفادة من الإنترنيت الذي هو سلاح ذو حدّيْن، وبيان الاستخدامات الايجابية الكثيرة والمفيدة، والتي هي في تتطور وتتزايد مع تطور التقنية وتقدمها، وكذلك بيان الحالات السلبية الناجمة عن عدم الخبرة الكافية والتي تؤدي الى سوء استخدامه وترتّب النتائج الوخيمة على ذلك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سناء الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/04



كتابة تعليق لموضوع : خطورة الإنترنيت بين يديْ أطفالنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net