ذات مرة ، قالت " نبراس " لصديقتها " جنان " : إياك ياصديقتي والغضب !!
فالغضب دمار وخراب ، نار يضرمها الشيطان بمكره ، لاتمر على شيء إلاحوّلته رماداً ، فتراها تفرّق تفرق بين الأهل والأحباب ، تزرع في القلوب الحقد والبغض ، وتولّد حب الإنتقام .
وأنت يارفيقتي ، فتاة خلوقة ، طيبة ومحبوبة لدى جميع من يعاشرك ، فلا تهدمي تلك الإنجازات التي بفضل الله وبفضل ابتسامتك ، وتهذيبك لنفسك ، قد شيدتيها ، تذكري دوما ياعزيزتي قول الله : " أذكروني عند غضبكم أذكركم عند غضبي " .
كلام جميل ومفيد ، بل درر وجواهر ما أتحفت به “ نبراس " صديقتها " جنان " لو كُتب بماء الذهب وعُلّق على الصدور ، وُقرأ قبل أن تتسرب وساوس الشيطان وتتوغل في القلوب ، لكفانا شر العدوات والحروب ، ولأصبحنا بأفضل نعمة ، لو حولّناه إلى واقع وممارسة ، لأغنانا عن تأليف المجلّدات ، وتسطير الكلمات ، لأن من سيتحدث هنا الفعل ، وليس القول الفارغ ، والشعارات الرنّانة ، فنحن وكما نعرف أن الصدق من أجمل الخصال في الإنسان ، فكيف إذا كان صدقا في القول والعمل ، فسيكون التأثير أكثر وقعا في النفوس ، فقط لو تحول لواقع وممارسة ، بدل أن يكون - عفوا- كلاما نتشدق به ، يُطرب الأسماع ؛ ويكتب في الأوراق ، كما حدث في أمسية ذلك اليوم !!
حيث كانت جلسة شاي تجمع الصديقات ، وفي زاوية الغرفة ، كانت تقبع صديقتان أيضا ، إحداهما " نبراس" فضلّتا الإبتعاد عن المجموع قليلاً لحلّ سوء فهم بينهما ، كانتا تتحدثان بصوت منخفض بعض الشي ، والبقية يتبادلن أطراف الحديث ، ويضحكن ، ويأكلن ، حتى علا صوتي الصديقتين منذرا بحرب عبوس ستقوم !! ووقع المحظور ، هذه تشتم وتُعربد ، وتلك تصرخ وتُهدد ، حتى انتفخت الأوداج ، واحمّرت الوجنات ، فاشتبكتا بالأيدي ، هذه تضرب وتُزمجر ، وتلك تشد الشعر الأسود المنسدل ، هرعت إحدى الصديقات لحلبة المصارعة - مهلهلة- طامحة في تهدئة الوضع ، طلبت منهما الصلاة على النبي وآله ، فلم تسمعاها أو ربما لم ترياها ، فعجاح عاصفة الغضب قد أعمى عينيهما وأصمّ أذنيهما !!
احتدم الصدام ، فدخلت " بيان " بينهما لتُبعد كل واحدة عن الأخرى ، فنجحت في تفريقهما ، لكن لكل شيء ضريبة ، وضريبة نجاحها ، كان لكمة محترمة من المحترفة " نبراس" ويبدو أنها هشّمت فكها ، و“ جنان" تراقب الوضع من بعيد ، ولسان حالها أبين من لسان مقالها : فقد بدى يانبراس أنك بارعة في تسديد الضربات ، كما كنت بارعة في تنميق الكلمات !!ُ
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat