العراق بلاد العراقيين!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العراق تأريخ وحضارة ووجود إنساني وروحي كوْني خالد , وقلب الأرض التي لا يمكنها أن تستغني عنه.
والمسيرة الطويلة لهذا المنير الساطع , تؤكد سرمدية دوره وتأثيره وفعاليته وحيويته , وبأنه لن يغيب ويتفتت أو يتحول إلى ضِياع.
كل الأحداث تتحقق فيه فيحتويها ويهضمها وينتصر عليها , وما إنتصرت عليه قوة أو إرادة , فإرادته هي الأقوى والأصلب.
تأملوا ما دار من صراعات وحروب وغزوات ودمارات على مرّ العصور , وإلى أين إنتهت وكيف صمد وتواصل , لأنه إرادة الأرض ونبضها وصوتها , ورمزها الحضاري , وينبوع صيرورتها المثلى.
ففي كل عصر له دور وتأثير ومعنى وقيمة.
والعراق لا يقبل القسمة إلا على نفسه , والتصور بأن تقسيمه هو نهايته يشير لجهل خصائصه وثوابته الكونية والتأريخية , ويعبّر عن منطق الأمية بالوطن , فمهما قسّموه وقددوه لا يمكنه إلا أن يعود لأصله , ويبقى وحدة متكاملة متفاعلة من شماله حتى جنوبه , لأنه كيان وجودي حي متكامل لايعمل إلا بجميع أجهزته , فهل رأيتم كائنا حيا من دون تفاعل أجهزته وأعضائه معا , وإن تعطل أي منها أثر على الأجهزة الأخرى.
فالعراق كالبدن الواحد والجسد الواحد , إذا إشتكى فيه عضو أو لون أو طيف أو بقعة , توجعت بسبب ذلك جميع أجزاء البدن أو الجسد العراقي.
والذي ينكره ستلحقه لعنته , كما لحقت بجميع القِوى التي حاولت تدميره والقسوة عليه , فللعراق (حوبة) , ولعنة تدركها القِوى الأخرى , وتعيها وتحسب ألف حساب وحساب قبل أن تفكر بإيذائه, لأنه ينتقم لأهله من الظالمين , بإرادة أشد المنتقمين , ومسيرته عبر العصور تؤكد ذلك بالتكرار والنهايات الحتمية المريرة للمعتدين عليه.
فالعراق كائن يتألم ويشعر ويدرك ويدافع عن نفسه , وتؤازره قدرات كونية وطاقات روحية ونداءات إيمانية , وموجودات ذات إدراكات علوية ومعارف إيقانية تتوسد ثراه , فلا تتصورون أن أرضه بلا قدرة على التأثير , والفعل الذي يحافظ على كرامته ووجوده الأصيل.
العراق قوة أرضية وقدرة كون , وفيض سماء , وينبوع روح إيقانية منيرة في دروب العزة والعلاء والإباء والشموخ , والخلود في قلب المكان والزمان.
فهل أدرك الذين في غيّهم يعمهون , وعن رؤية الحق ساهون , والذين يراؤون ويمتطون الدين لتحقيق غايات أمّارات السوء التي فيهم؟!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat