نحن في أزمة أدارة أم في أزمة قيادة ؟
شاكر عبد موسى الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أن مفهوم - الإدارة – لا يختلف من الناحية العلمية باختلاف نظم الحكم السائدة ,لان مهمة الادارة واحدة هي : تنظيم العمل وتخطيط مراحله نحو هدف معين ,لتنظيم وتسيير شؤون الشركة من حيث زيادة الانتاج ووضع سياسات تنفيذ البرامج العامه اضافة الى توزيع الاختصاصات بما يحدد المسؤليات وفق التخطيط السليم وتحديد الكفاءات المطلوبة لتحمل اعباء العمل وكفائته والانتاج ومعدلاته .
والكثير منا يعرف بان - الصناعة النفطية - تبدأ أولا بعمليات الاستكشاف مستخدمة الاساليب الجيولوجية والجيو فيزياوية والحفر بمختلف انواعه , ثم تطوير وانشاء المنشات وانتاج النفط واخيرا ايصال النفط الخام الى المصافي او موانيء التصدير عبر شبكة واسعة من الانابيب
الصناعة النفطية : اليوم تحتاج إلى أيدي عاملة ذات مستوى علمي عالي وتكنلوجي متطور وعلى مستوى الادارة العليا والادارة الوسطى والدنيا التي تحتاج الى رؤية متكاملة وشاملة وقابلية لتفهم القطاع النفطي وشركاته وتحتاج الى مهارات وقابليات لتنفيذ العمل عن طريق الاخرين . وخاصة بعد خضوع القطاع النفطي للاستثمار الاجنبي ودخول شركات النفط العالمية كمشارك فعال في زيادة الانتاج وتطوير الكفاءات الفنية والادارية
مما يتطلب وضع هيكل تنظيمي للشركات والدوائر النفطية ونظام وتعليمات خدمة مرنة الى حدا ما وملائمة ومنسجمة مع مبدء كفائة الاداء وحجم المسؤلية . وما يهمنا هنا هو تكوين جهاز الادارة العليا والذي يفترض ان يكون من الكفائات العلمية والادارية ممن هم على تواصل مع الصناعة النفطية بشكل او باخر ,مع مواكبة التطورات العلمية في مجال ادارة الاعمال ’ وتغييرما ورثناه من مخلفات النظام السابق من تعليمات وصيغ واساليب عمل ومفاهيم مضرة بالعملية الانتاجية.
ان الحاجات والمكافات ذات علاقة بتوقعات الموظف , ومما لاشك فيه انه يتوقع احوال العمل آمنة , واساليبه نظيفة وكاملة الادوات والامكانيات ويتوقع الموظفون ان يكون الراتب معقولا وسياسة الشركة وادارتها عادلة ومنصفة . وهذا ينعكس على سلوك المدير والمسؤول والفاظه ومعاملته مع الموظفين,مما ينتج توقعات لها صلة بتطوير العمل والاحساس بالمسؤلية والتفوق .
اضف الى ذلك الخلل في مستوى الرواتب بين القيادات العليا والعاملين على المستوى التنفيذي وخاصة العاملين في الحقول النفطية النائية ,حيث يشعر هؤلاء بانهم يتحملون العبء الاكبر في زيادة الطاقة الانتاجية للنفط الذي هو اليوم العمود الفقري للاقتصاد العراقي الناهض , ولايحصلون على ما يستحقونه من رواتب ومزايا مالية ,مما يدفعهم الى الفساد والفتور في اداء العمل , عندئذ يصبح العاملون معك نوعين من الناس : اولئك الذين يمكنك السيطرة عليهم ,وهؤلاء الذين يسعون للسيطرة عليك , ويصبح طريقك في العمل ليس موثوقا بل حماية للنفس فقط .
وكما يقال القيادة علم وفن , وهو مبدء يجعل القيادة ليست حِكرا على فئة معينة , ولكن يجعلها باباً مفتوحا لكل من تثبت مواهبه واستعداداته وخبراته وتحصيله العلمي التخصصي , والاشخاص الذين يُظهرون مثل هذا السلوك هم الذين يوصفون بالمبدعين
اننا نركز على العمل الفني البحت في عملنا اليومي الروتيني وننسى كيف نتعلم مهارات التخطيط والابداع والقيادة , وكيف نتعامل مع الموظفين بمختلف اختصاصاتهم , فليس من الضروري ان يكون حامل شهادة الماجستير والدكتوراه في الادارة او الاقتصاد مدرسا جامعيا على الرغم من الامتيازات الممنوحه له , وانما نريده ان يدير شركة او مصنع ويمارس اختصاصه ميدانيا في التخطيط والادارة والقيادة وفق متطلبات الادارة الحديثة التي تعتمد العلمية والشهادةوالتخصص .
لقد اثبتت الدراسات ان العلوم الانسانية هي التي تصنع القادة /الادارة /الاقتصاد/الاعلام/الفلسفة /علم النفس/الاداب / اللغات....الخ. بينما العلوم الطبيعية /الهندسة /الطب/التكنلوجيا/الكمبيوتر ....الخ. لاتصنع قادة ..لماذا؟
العلوم الانسانية:- هي التي تشكل شخصية الانسان , بينما العلوم التقنية :- تشكل عقلية الإنسان وليست شخصيته وهو المطلوب .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
شاكر عبد موسى الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat