التحالف الوطني ... كيف يُصنع القرار فيه ؟!
محمد حسن الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد التشتت الواضح الذي أصاب الكتل السياسية جميعاً ، سواء الشيعية منها أو السنية أو حتى الكردية ، برزت إلى الساحة السياسية تكتلات جديدة ، ربما أضعفت الكتل الأم من جانب أو أنها ساهمت بلملمة ما تستطيع من أصوات وجمهور ربما لا تتفق مع الكتل الأخرى ، ومن هنا ولظهور بوادر الخلاف بعد تولي السيد المالكي لرئاسة الوزراء الأولى برزت الكثير من الإشكاليات أهمها كيف تكون الاجتماعات للائتلاف الوطني العراقي آنذاك ، وأين مكان الاجتماع بعد أن كان يعقد في مكتب السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه) ، وما تلاها من خلافات عصفت بالائتلاف وتحوله إلى طرفين
فيما بعد "الائتلاف الوطني " و "ائتلاف دولة القانون" .
دخل الاثنان الانتخابات الأولى ، وحصل كلا منهما على مقاعد ، فحصل الائتلاف الوطني على 70مقعداً وحصلت دولة القانون على 80 مقعدا ، وكلا منهما يملك عدد جيد ، ولكن لا يستطيع أن يشكل الحكومة لوحده ، فتشكل شيء اسمه " التحالف الوطني " لمعالجة قضية الكتلة الأكبر في البرلمان ، وتشكل التحالف الوطني برئاسة السيد الجعفري ، وترشيح شخصيتين هما عادل عبد المهدي وإبراهيم الجعفري ، فكان الفرق بين الُمرشحين صوت واحد ، والكل يعلم ظروف هذا الأمر ، ولكن الفضاء الوطني كان مصداً مانعاً لتولي الجعفري ، فرفضته الكتل جميعاً ، وكانت الأزمة وحصلت النقاشات من
جديد ، وانبرى بديل السيد الجعفري وهو السيد المالكي ليكون بديلاً عنه لرئاسة الوزراء .
الانتخابات الأخيرة نيسان 2014 أفرزت خصمين هما الائتلاف الوطني ودولة القانون بتشكيلاتهما من الأحزاب والكتل الشيعية ، ورغم هذا التحالف الشكلي قائم كبناء سياسي يمثل الكتلة الشيعية الأكبر ، وهي من تقود البلاد ، إلا أنها لم تفرز يوما موقفاً جدياً تجاه الأزمات التي مرت بها العملية السياسية منذ تشكيل أول ائتلاف يضم القوى الوطنية الشيعية ، حيث تابعنا ضعف الأداء السياسي ، والتواصل مع القوى السياسية الأخرى لحلحلة المشاكل التي عصفت بالبلاد أكثر من مرة .
التحالف الوطني اليوم مهدد تماماً بالانقسام ، وتعريض مستقبل الأغلبية للخطر ، فبدل أن تسعى مكونات التحالف الوطني إلى التكاتف والتماسك من اجل العراق ، يحاول البعض أضعافه وإنهاء أي دور سياسي له ،كما أن على التحالف الوطني بكل مكوناته أن يتماسك من اجل ردع هذه الفتنة من اجل الشعب العراقي وأمنه ومستقبله .
هذه الأيام الصعبة التي نعيشها ، فان البلد باحوج الأوقات إلى أن نشد الساعد بالساعد وان تظفر الهمة بالهمة لنشكل سورا يصد أذى المارقين والخارجين على الدين والقانون من عصابات القاعدة وداعش وأذناب البعث المقبور .
كما أن على أعضاء التحالف أن يكون لهم موقفاً وقراراً من مسألة ترشيح السيد المالكي لولاية ثالثة ، ووفق الأسس القانونية لهذا التحالف ، والسعي الجاد من أجل عقد جلسة مجلس النواب بأسرع وقتاً ممكن من أجل انتخاب الرئاسات الثلاث ، والانتهاء من هذا الملف ، والبدء بمرحلة التطهير الفعلي لمدننا من الإرهاب التكفيري البعثي .
القرار ينبغي أن يكون قراراً تحالفياً لا قراراً فردياً ، أو حزبياً ، بعيداً عن الثوابت الوطنية ومستقبل العلمية السياسية في البلاد .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد حسن الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat