صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

دونت في مذكراتي .... الباحث التاريخي الكبير حسن عبيد بحوثه وطروحاته مرجع متجدد لتنير طريق الاجيال ..
قاسم محمد الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
القرآن الكريم قص علينا سير الأنبياء السابقين والأمم قبل الاسلام وأمرنا بالتدبر والتفكر وصولا للعبرة من تاريخ الماضيين وذلك هدف أسمى للتاريخ أن يستفيد الإنسان من تاريخه ليرقى ويتطور . ولو فعل الإنسان لقام بمسئوليته كما يجب باعتباره خليفة في أرض الله ينشر فيها الخير ، ولكن الانسان للاسف تطورفي أساليب الشر وسخر كل امكاناته العلمية والتاريخية في صراع لن ينتهي إلا بتدمير الإنسان وحضارته . والمسلمون أحوج البشر إلى البحث التاريخي ليصلحوا من شأنهم ويسترجعوا حقائق دينهم الضائعة . من هذا المنطلق نتابع ونقرا طروحات ولقاات ومحاضرات  وبحوث الاستاذ الكبير الباحث في التاريخ الاسلامي والعربي الاستاذ الفاضل حسن عبيد التي اعاد ت في ذاكرتي عن ايام دراستي في الجامعه المستنصريه  كلية الاداب ولقااتنا باساتذتنا والطروحات والجدل الذي يحصل في اروقة  الكليه بين فريقين من الطلبه واساتذتهم جماعة الكلاسكيين وجماعة اخرى من الرومانسيين أوالرومانتيكيين المحدثين ونحن في علم النفس كنا نقول للمجموعتين ومعنا قسم الفلسفه كنا نفضل مجموعه منشقه من المجموعتين اطلقوا على انفسهم مجموعة الوسطيه ... فوشا لنا احد استاذتنا في علم النفس وقتها .. وقال هذه الفكره ابتدعها احد التدريسين في  الكليه  لكي تبقى المعلومات واهتمامات الطلبه بالدراسات والبحوث في مجال الادب العربي ومراحل تطوره لا تغيب عن اذهانهم .. وترى الطلاب نقاشاتهم الحاده ماذا كان موقف طه حسين والعقاد من الكلاسكيين ومجموعة شوقي والشوقيات ومحمود درويش وموقفه من الحداثه وهكذا .. فالاستاذ حسن عبيد  باحث تاريخ .. وباحث التاريخ ليس باحثا عاديا ... فهناك من الباحثين من يجعل الجمادات مجال بحثه يستحضرها ويخضعها لتجاربه .. ومن الباحثين من يتخذ الإنسان الحي مجالا لبحثه يفتش عن نفسيته والمكبوت من انفعالاته .. أو يغوص في جسد الإنسان بالمشرط يحاول أن يبحث عن الداء ..
 فباحث التاريخ مهمته أصعب من هؤلاء جميعا ... إنه يبحث في الإنسان الماضي الذي فنى ولم يبقى منه إلا آثاره أو ما كتب عنه او ماتركه من اعماله وليس بالضرورة أن ما كتب عنه يمثل الحقيقة .. ومهمة الباحث أن يعمل الحقيقة بغض النظر عن المكتوب أو غير المكتوب ..وهاهو حسن عبيد الذي انا شخصيا اقف له منحني اجلالا مبهورا باخلاقه ومهنيته العاليه بتناوله المواضيع بدلالات علميه واستنادا لمنهجية البحث العلمي ومراحل نمو المجتمع وتطوره مع الزمن على ان لا يخرج عن المالوف .. وفي هذا المجال هناك العديد من البحوث والدراسات التي انجزت من قبل مفكرين وادباء  معروفين من اعمدة الفكر والادب العربي القديم والمعاصر ..حيث ان النقد الادبي له مدارسه ايضا .. وهنا ‏ربما البعض فهم من الدراسات الادبية العديدة .. وما جاء به الكثير من الكتاب والمفكرين عن الحداثة يتصورونه .. إلغاء القديم برمته وحرق الجهود الادبية المبذولة بالثورة عليها بكافة المراحل التاريخيه وتقويضها ونسفها بديناميت التجديد .. والتمرد على كل ماهو كلاسيكي محافظ ... ونتيجة لهذا الفهم الخاطئ القائم  كانت القطيعة أوشبه القطيعة مابين جيلي (الانغلاق - والتفتح) وفي ظله بين المتمسكين بالتراث والمتمردين عليه  والحقيقة لا بد من الاعتراف بها  .. ليس هناك شيء حاسم دائما . وأن أي رأي مهما نال البلوغ يبقى ناقصا وهامشيا أمام نزوع الروح البشرية ومايصيبها من تأثر وتأثير.. وماتفرزه الازمات كاصداء لتكوينات ومرجعيات الادب .. وهذه الاراء مصابة أغلبها بامراض النقص .. وعدم البراءة فيما يخص ثقافات وإرث المجتمعات .. وذلك للتأثير بها سلبا بهدف الانحراف والتشويه .. ولهذا لابد من القول... ‏إن مصطلح الحداثة وطبيعته .. ليس ضد القدامة ولاهو شكل من أشكال المغايرة أو التمرد على الموروث التأريخي في الفن والادب .. بل الحداثة هي استمرار طبيعي للقدامة .. ويخطىء من يظن انها (قفزة ثلاثية) تتخطى الارث  وتتعالى عليه .. كما أن الحداثه ليست خروج عن المألوف بل استخراج نوعي وابتكار بمعنى التجديد والمواصلة .. هكذا عرفناه الباحث الكبير حسن عبيد المتجدد الذي لا يخرج عن المالوف  ونشاطاته البحثيه التي تعرفه كل الاوساط الاكاديميه العراقيه وتعدت الى الاوساط العربيه .. انه حقا باحث يحق لنا ان نفتخر به  وبثقافته .. وهنا لابد لي ان اذكر ما اكدته الدراسات والباحثين ان من الضرورات الحتمية .. ويجب ان تبقى وستبقى الحداثة مرتبطة بمشيمة القدامة وإنتاجا .. لها كعلاقة الجذور بالغصون وعلاقة الوليد بالأم .. لذلك خلص العديد من الكتاب الى حقيقة الحداثة  العربية على انها.. استمرار لإرث (آباء الحداثة العربية) المتمثلة برموزها الثلاثة (الجاحظ والتوحيدي وابي منصور الحلاج) .. الى جانب ابي تمام والمتنبي وغيرهم من عمالقة الادب العربي .... نعم ايها الكبير ابا براق استاذنا ومعلمنا انت شمعة تضييئ المجددين لتحي ارثنا الكبير وترتبط به ولا تبتعد عنه مع التطور دون التخلي عن التاريخ ..  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/22



كتابة تعليق لموضوع : دونت في مذكراتي .... الباحث التاريخي الكبير حسن عبيد بحوثه وطروحاته مرجع متجدد لتنير طريق الاجيال ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net